تقرير أمريكي يكشف عن مشروع الخطة ب لتقسيم اليمن
شهارة نت – وكالات:
تحدث تقرير نشره موقع أمريكي إلى اتجاه المملكة السعودية لتنفيذ ما أسماه بـ “الخطة ب” في اليمن ، التي قال إنها تتضمن تفكيك وتقسيم اليمن ، بعدما فشلت الرياض في فرض سيطرة قواتها مع التحالف الرجعي العربي على الشعب اليمني المقاوم بعد 13 شهرا من العدوان الهمجي الوحشي الذي خلف الاف الشهداء و الجرحى كما دمر البنى التحتية ولا يرحم حتى بالمستشفيات والمدارس وبيوت الله.
و تساءل تقریر موقع “جلوبالیست” ، عما إذا کان التحالف السعودی لدیه خطة احتیاطیة حال فشلت عملیة السیطرة الکاملة على الیمن ، مرجحا أن تکون أحد الحلول المطروحة والممکنة، هو تقسیم وتفکیک الیمن، وهو ما وصفه بالخطة (ب) التی اعتبرها الأکثر بؤسا وقتامة .
وحذر کاتبا التقریر من أنه عندما تنتهی الحرب ، التی تدعمها الولایات المتحدة فی الیمن، سوف تکون هناک دویلة إرهابیة مستقلة أخرى فی الیمن، فی إشارة لنشاط تنظیمات القاعدة والحوثیین.
ویحاول التقریر الإجابة عما جرى فی الیمن بعد مرور عام على الحرب، وما نتج عن وقف إطلاق النار الأخیر الذی وصفه بأنه محکوم علیه بالفشل، مشیرا إلى أن المبررات السعودیة للحرب، والتی حاول سفیرها فی أمریکا الأمیر عبد الله آل سعود شرحها فی مقال بصحیفة وول ستریت جورنال مؤخرا لم تکن مقنعة . ویشیر التقریر إلى أن السفیر السعودی یعترف أن الشعب یعرف بالکاد لماذا أطلقت المملکة الحرب ، حیث یقول : “کنت خارج الخدمة الحکومیة مع بدء العملیة، لذلک مثل کثیر من السعودیین، کنت أتساءل لماذا أقدمت المملکة على هذا العمل الجریء وغیر المعتاد”.
هل کانت هناک خطة (ب) ؟
تحت هذا العنوان، یقول الموقع الأمریکی إن التحالف السعودی لدیه خطة احتیاطیة فی حال فشل عملیة السیطرة الکاملة على الیمن وهو تقسیم البلاد. ویشیر إلى أن هذه النتیجة المستهدفة، أی التقسیم، قد تبدو مبالغا فیها أو مثیرة للقلق، ولکن من هم على درایة بتاریخ الیمن على مدى العقود القلیلة الماضیة لن یشعروا بالمفاجأة إذا علموا أن هذا هو الهدف غیر المعلن من حرب السعودیة هناک، فالیمن یعد بلدا فقیرا جدا، وکان ینظر إلیه على نطاق واسع قبل الحرب کنموذج لدولة فاشلة، ویحیط بحدوده الطویلة مع السعودیة (1100 میل)، الثراء والقوة القادمین من السعودیة.
فعدد سکان الیمن، حوالی 27 ملیون نسمة، هو تقریبا نفس حجم سکان المملکة العربیة السعودیة، ولکن دخل الفرد فی الیمن یبلغ 1/20 من دخل الفرد فی السعودیة، ولهذا فالتحدیات فی الیمن اجتماعیة واقتصادیة بطبیعتها، ومحاولة السعودیة تفجیر هذه التحدیات عن بعد ممکن، کما یمکنها من التحکم فی الیمن. ویزعم التقریر أن السعودیة قد تعمدت تدمیر البنیة التحتیة فی الیمن على غرار ما فعلته أمریکا فی العراق، مؤکدا أن القوات البریة المشکلة من عدة دول عربیة لم تفعل شیئا یذکر لتحسین الصورة، ما یعنی أن الیمن بات مکسورا وغیر قادر علی توفیر وظائف أو تحسین حیاة مواطنیه الاقتصادیة.
ویشیر التقریر إلى ما وصفها بأنها “رغبة سعودیة قدیمة” فی تقسیم الیمن مدللا على ذلک بجملة شواهد:
أولا: إن المملکة السعودیة لم تدعم توحید شمال وجنوب الیمن فی عام 1990، وأنها حاولت منع هذه الوحدة الیمنیة من الحدوث مرارا وتکرارا فی العقود السابقة، من خلال دعم القادة الیمنیین الجنوبیین والجماعات الانفصالیة، حتى أصبح الیمن ثانی دولة فی العالم بعد الولایات المتحدة من حیث نصیب الفرد فی امتلاک السلاح.
ثانیا: یشیر التقریر إلى أن الحکومة الانتقالیة التی سعت السعودیة لدعمها فی الیمن منذ فبرایر/شباط 2012، والتی طردها الحوثیون عام 2015 کانت تخضع لسیطرة الجنوبیین من عدن.
ثالثا: ترکز المملکة العربیة السعودیة جهودها الحربیة على تأمین عدن، عاصمة الجنوب السابق، والتدخل السعودی لم یبدأ بعد استیلاء المتمردین الحوثیین على صنعاء، عاصمة الشمال، وإنما بعد سقوط عدن، کما أن الجزء الأکبر من الاهتمام العسکری السعودی رکز على جنوب الیمن، وفقا للتقریر.
• عیوب الاستراتیجیة السعودیة
ویشیر التقریر إلى أن الهدف النهائی السعودی هو أطروحة التقسیم، وهذا یفسر الاستراتیجیة المتبعة من قبل السعودیین فی الیمن والتی تتسم بالقسوة والوحشیة، بحسب التقریر. ویقول إن السعودیة تهدم أجزاء من الیمن بفعل الضربات الجویة وأن الغزو قد یکون یستهدف إحداث تقسیم دائم سواء کان ذلک عن طریق الصدفة أو التصمیم.
ویحاول التقریر أن یتساءل عما إذا کانت الخطة السعودیة المفترضة تتماشى مع مصالح الولایات المتحدة. مشیرا إلى أن سیاسة الولایات المتحدة، هی المحافظة على الحدود القائمة فی السبیل الحفاظ على الاستقرار الإقلیمی، بینما السعودیة لا تهتم کثیرا بالحدود بحسب زعم التقریر.
ویختتم التقریر بالإشارة إلى أن نتائج التقسیم ستکون أنشأت جماعة أخرى على غرار داعش فی الیمن، وهی تنظیم القاعدة الذی نما فی ظل الفوضى والمناطق النائیة، وأنه لیس من مصلحة السعودیین أن یحدث ذلک، بحسب وصف الکاتبین .