الحوار مع شباب الفيسبوك
تحظى الخدمة الاجتماعية التواصلية الالكترونية المعروفة بالفيسبوك باهتمام بالغ ومتزايد في اوساط الشباب اليمني وهو اهتمام يعكس احدى الاشراقات الحضارية التي تدلل على ان شباب اليمن كغيره حريص على مواكبة كل جديد يطرأ اليوم من وسائل اتصالية الى آخره من الاساليب والطرق الحضارية الجديدة التي تشبع حاجته الماسة وتجعله يعيش عصره.
وبما أن خدمة الفيسبوك باتت أمرا?ٍ مهما?ٍ في عالم اليوم ويستحيل على أي?ُ كان الاضرار بها أو تعطيلها أو تهميشها تحت أي مبررات أو اهداف ومقاصد فإن التعاطي معها برؤية ثاقبة مفعمة بحيوية العصر باتت مسؤولية وطنية واجتماعية ملحة خاصة على أولئك اصحاب النظرة القاصرة الذين ينظرون الى هذه الخدمة الاجتماعية بنظرة سلبية بعيدا?ٍ عن روح العصر.
إن التأثيرات والتداعيات الخطيرة التي قد تنتج عن هذه الخدمة في نظر أصحاب هذه النظرة القاصرة أصبح من الحقيقة بمكان ان محاولات التأثير عليها بات يمثل هو الآخر تداعيات أفظع وأنكأ من تداعيات الفيسبوك.
وتلك حقيقة يتسع من يوم لآخر المؤمنون بها والمطالبون بأهمية التعامل مع مختلف الوسائل الجديدة وفق رؤى وأساليب وطرق تعزز من الاستخدام الامثل لهذه الوسائل وتعمل بالتالي على تعزيز أدوار المجتمعات من خلالها في حل قضاياه ومشكلاته عبر هذه الوسائل التي تتفاعل من يوم لآخر بين مختلف مكونات المجتمع وبما يعمل على إيجاد أرضية قوية وصلبة تجعل الجميع يشارك بدور أكثر فاعلية باتجاه اخراج المجتمعات من ويلات ما تعانيه من مشكلات وأزمات مزمنة.
وحقيقة إنني مثل غيري قد حرصت خلال الفترة القليلة الماضية على المشاركة مع الخدمة الاجتماعية الفيسبوك للاستفادة من خدمة التواصل مع المجتمع عبرها? وقد شعرت خلال أيام بأنني قد استفدت كثيرا?ٍ من هذه المشاركة وهي استفادة لعل من أهمها هو الوقوف أمام ما يشغل اهتمام الشباب اليمني اليوم من قضايا ومن آمال وتطلعات والتعرف عن كثب على الاساليب والطرق التي يحاول شبابنا اتباعها عبر الفيسبوك لإيصال أفكاره والتعبير عن مواقفه.
ولا ريب أني قد لاحظت أيضا?ٍ وبصورة جلية أن هناك حالة من التفاعل الكبيرة في أوساط الشباب مع هذه الخدمة الاجتماعية وهو اهتمام كما أسلفت – يتسع من يوم لآخر في نسبة وقوام أعداد المستفيدين من التواصل الاجتماعي مع مختلف المكونات الاجتماعية بالاضافة الى الوقوف امام حالات عدة من حالات التعبير التي يتبعها شبابنا اليوم وهي حالات تستدعي وقوفنا امامها بمسؤولية كاملة لقراءتها ودراستها بصورة تشخيصية عميقة تساعدنا جميعا?ٍ شيوخا?ٍ وشبانا?ٍ من تشخيص واقعنا وتحقيق متطلباتنا بدقة متناهية? حيث لاحظت أن معظم المشاركة الشبابية عبر الفيسبوك وخاصة في القضايا السياسية ذات العلاقة بالشأن الوطني الراهن تتسم بالانفعالية والشطط وبصورة لا تعكس عن وعي العديد من شبابنا من مختلف قضايانا العالقة وهو انفعال يعني وجود قصور ملحوظ في حالة الوعي لدى هؤلاء الشباب يسهم في إثراء المزيد من الضبابية على المشهد السياسي اليمني الراهن? بل وينذر هو الآخر بالتداعيات الأكثر خطورة على حاضر الوطن? ولعل ما يغذي حالة الانفعالية وما تبعها من شطط وشطح ونطح في التعبير عن الآراء والمواقف هو أن هناك من يغذي هذه الحالة ويؤججها من قبل العديد من المثقفين – للأسف الشديد – الذين ننظر اليهم باحترام وتقدير باسهاماتهم الكبيرة في خدمة وطنهم? حيث وجدنا هذه الكوكبة من المثقفين ينجرون وراء التعصب الاعمى لأجندة وآراء ومواقف حزبية ضيقة? ويسهمون بوعي أو غير وعي في إحداث المزيد من التأجيج ومن خلال اتخاذ مواقف أكثر تشنجا?ٍ وعصبية تفوق بكثير مواقف الشباب وحدة آرائهم حول مجمل قضايا الشأن الوطني.. وتلك حقيقة تدلل على أن هناك استغلالا?ٍ رخيصا?ٍ لهذه الخدمة التواصلية الالكترونية وتؤكد في الوقت ذاته على حالة تخلي مفضوحة للعديد من المثقفين عن أدبيات وأبجديات مسؤوليتهم الوطنية والسير باتجاه الاجندة الحزبية الضيقة ولو كان ذلك على حساب المصالح الوطنية العليا.
ولا ريب أنه إذا ما استمر هذا الحال من الاستخدام غير الحضاري وغير المسؤول لهذه الخدمة التواصلية فإنها ستمثل عامل إحباط وتقوقع وتواري شامل لحركة المجتمع باتجاه خدمة أجندته المستقبلية? وتشجيع الشباب القاصر في وعيه وعدم إدراكه لمختلف الابعاد والمدلولات التي يعبر عنها المشهد السياسي لليمن في المزيد من الانغماس في مشاركات غير مسؤولة قد تضر بدور الشباب في خدمة شعبه وتطلعاته.. وهذا يعني أنه لابد من التعامل المسؤول مع هذه الخدمة الاجتماعية سواء?ٍ أكان ذلك من قبل الاحزاب والتنظيمات السياسية أو من قبل كافة المثقفين والمختصين والمهتمين? وكذلك من خلال إجراء حوار مسؤول من قبل كل هؤلاء مع الشباب عبر الفيسبوك حوار يرتكز على خدمة المصالح العليا للوطن والانتصار لقضاياه المصيرية? وكذا الانتصار لكافة أجندة الشباب والعمل على تمكينه من لعب دور أكثر فاعلية في الحياة اليمنية باعتبار الشباب الحاضر و