لغز إقالة بحاح وتعيين بن دغر
بقلم / فهمي اليوسفي:
لست مع من يقول أن إقدام الرئيس المنتهية ولايته عبد هادي بإقالة بحاح وتعيين بن دغر بدلا عنه إضافة الي تعيين علي محسن نائبا للرئيس علي اساس ان ذلك ناتج عن صراع اماراتي . سعودي ببلدنا فاصبح يتحدث البعض من الساسة والمحللين المستجدين بان هادي محسوب علي الرياض وبحاح علي ابوظبي .. فقلت اذا علي محسن .. علي من محسوب .??? حتي ان الكثير من المحللين يتناولون ترجمتها بأقلامهم عبر الصحف ويتحدثون عنه بالقنوات الفضائية و للأسف لم نجد اي تحليل منطقي أو حتى اقرب للواقع بل نلمس تحليلات لها طابع سطحي وعشوائي ونجد بنفس الوقت ترويج لتلك السطحية من القنوات الغربية الامر الذي دفعني لان اكتب هذه السطور كتعبير لوجهة نظري . سوء كانت صائبة او خائبة . مع ان لدى أمية سياسية مركبة وغباء حتى النخاع . لهذا اقول من المسلمات بان هادي جاء عبر بوابة المبادرة الخليجية وبحاح جاء عبر اتفاق السلم والشراكة التي انهت ما تبقي من شرعية لتلك المبادرة . وسقوطها يعني إسقاط لأي تدخل خارجي وهذا كان مزعجا لدول الخليج وبالذات السعودية مما جعلها تدفع بهادي للتراجع عن السلم والشراكة التي تعتبر منجز لصالح اليمن وانصار الله وضربة معلم للدول الطامعة ببلدنا . منذ ان هبت تلك المبادرة فقد اتاحت للخارج الخليجي والغربي التدخل باليمن عبرها وتنفيذ مخططاتهم من خلالها واعادة انتاج النظام بديكور اخر الذين اتقنوا صناعته قبل 37 عام ويدار بالريمونت كنترول من الخارج الامبريالي والرجعي . بعد هبوب المبادرة وصعود هادي للكرسي اصبح اي قرار يتم بالداخل من قبل هادي وحكومته لا ينقل لحيز التنفيذ إلا بوفاق خارجي ( اوربي خليجي ) وتم عبر هذه المبادرة إعادة هيكلة النظام علي قطبين . ووفقا لباطن المبادرة اصبح رئيس الدولة يمثل امريكا واخواتها الغربيات وحريصا علي تنفيذ المشاريع الغير مشروعة للغربيات بالعمق اليمني وبالتعاون مع الاجندات الغربية بالداخل . كما ان رئيس الحكومة وفقا لباطن المبادرة يمثل دول الخليج ويتولى من الباطن تنفيذ مشاريعها الغير مشروعة و الكارثية بالداخل ولأيتم اتخاذ قرار بالداخل إلا بوفاق خارجي اي خليجي اوربي . قراءاتي لهذا الموضوع (عن قرار إقالة بحاح ) اعتبر بان القرار الذي اصدره هادي بإقالة البحاح وتعيين بن دغر هو قرار خارجي من تحت الطاولة ( اوربي : خليجي ) .فاتورته يدفعها وسوف يستمر بدفعها الجنوب بشكل اكبر واخطر لعدة اهداف خارجية منها تصفية الحراك وتمزيق نسيج الجنوب كمقدمة لتقسيمه واستكمال حلقات الاستهداف للقضية الجنوبية برمتها . من يقول بان هذا القرار ناتج عن صراع سعودي إماراتي فهو تحليل بعيدا عن الواقع بل سطحي وبعيدا عن التحليل المنهجي . لان ابوظبي والرياض لا تتصارع باليمن بل تتنافس علي طاعة وتنفيذ المشاريع الغربية بالمنطقة وهناك فرق بين الصراع والمنافسة مع أن التنافس بين الخليجيتين يتم بإشراف غربي وعلي ضوء مشروع مدروس لا ندرك عمقه الذي ربما اعدته المطابخ الصهيونية . كما ان هذا التنافس التي تخوضه دول الخليج يعد التزاما منها للغرب مقابل تجديد العقود بتحنيط انظمة الحكم حصريا علي العائلات الحاكمة اي للمراحل المستقبلية والتكلفة علي نفقات هذه الخليجيات مع انها تدرك العواقب ولا تستطيع التراجع عن ذلك خشيتا من غضب الناتو الذي صنع انظمة الخليج . لهذا قرار الاقالة لبخاخ وتعين بن دغر المتزامن مع تعيين علي محسن نائبا للرئيس يعد قرارا خارجيا 100% .والايضاح باختصار :: يدرك الخارج المعتدي بان بحاح جاء من مستودع المستثمر الحضرمي عبدالله بقشان الذي يعد رجل المخابرات الغربية والخليجية وهو بلا شك لوبي يعمل لصالح الامبريالية علي حساب اليمن وحضرموت تحديدا وهو من دفع ببحاح لمناصب عدة كان اخرها رئيسا للحكومة . بخاخ له بصمات بأعمال كارثية بثروات البلد . وتم تعينه خلفا لباسندوة ارضاء لبقشان وتلبيتا لرغبة الغرب والخليج وللشركات الامبريالية التي تمتص ثروات بلدنا والتفافا علي ثورة 21 سبتمبر مع ان رئاسة الحكومة لأكثر من عقدين من الزمن يتولى إدارتها .وقيادتها من ابناء حضرموت وايضا وزارة النفط . تم تعين بحاح رئيسا للحكومة خلفا لباسندوة لعدة اعتبارات منها وضع حقنة تخدير للشارع اليمني الذي ثار ضد فساد حكومة باسندوة وتلك الحقنة كانت بوفاق خارجي .. اوربي . خليجي ..وصرح بها باسندوة قبل تعين بحاح بحينه وبرز عندما اختلف مع هادي وكان ذلك لكي يهرب هادي من مسؤولية فساد حكومة الوفاق ولكي يحمل مسؤولية الفساد لباسندوة الذي كان يمثل الخليج والامارات تحديدا .ولإسكات ثورة 21 سمبتنر وانصار الله تحديدا دفعوا ببحاح خلفا لباسندوة دون ادراك دون ادراك قوى 21 ستنبر بمخاطر ذلك مع اننا قد نبهنا وحذرنا انصار الله والكثير من مخاطر الالتفاف اي عندما كان باسندوة رئيسا للحكومة وللأسف تم التوافق عليه بموجب اتفاق السلم والشراكة . التي اسقطت ما تبقي من شرعية للمبادرة الخليجية . وسقوط تلك المبادرة هو سقوط لاي تدخل خارجي .وللقرارات الاممية مع ان ذلك كان مزعجا للغرب والخليج الامر الذي جعل السعودية تضع وتصنع مبررات وهمية لعدوانها علي اليمن . ولم يمضي علي تعيين بحاح شهور . وكل ذلك يجعل القرار 2216 مطعون فيه ولم يعد ملزما بالتنفيذ .فلم يكون امام الخليج سوء الاتفاق مع الغرب بان تعتدي علي اليمن تحت مبرر إعادة الشرعية المزيفة بعد أن ازاحت بنعمر لسبب تعميده للسلم والشراكة واستوردها من الكندم ولد الشيك كخلفا لبنعمر وعلي أن تحقق اهدافها خلال شهر من العدوان ومن ضمن الاهداف طمس اتفاق السلم والشراكة وهاهو بحاح يفصح بذلك من خلال بيانه الاخير ولكن مر عام واخفقت دول التحالف بعد ان راهنت بحسم المعركة خلال شهر من العدوان وهذا جعل موقفها ضعيف امام الغرب هي والاجندات التي اعتمدت عليها بالداخل .مما جعل دول التحالف تشعر بالورطة والغلطة وبالذات فيما يخص اتفاق السلم الشراكة عند ابرازها في مجرى المحادثات مما يجعلها تخشي ان تكون عرضتا للمسائلة الدولية . لذا اصبحت دول التحالف تخشي ذلك ومايترتب عليه من انتكاسات داخل عمق كل دولة في التحالف وتحاول جاهدتا تبرير فشلها وتبرير عدوانها وارضاء الغرب والبحث عن طرق تجعل ماء وجهها مستور امام الناتو والمجتمع الدولي وتامين داخلها من اي انتفاضات وتهديدات للعائلات الحاكمة .وبالذات بعد الفشل وارتكابها جرائم محرمة دوليا في اليمن .مع انها تدرك بقرارت ذاتها بانه لا يوجد اي مبرر ومسوغ قانوني بعدوانها علي بلدنا .ولذا الزمت هادي بان لا يتطرق الاشارة لاتفاق السلم والشراكة لا من باب او نافذة بل يردد مبادرة الخليج وفعلا بعد ان الزمته صرح امام الاعلام الدولي بانه هو من استدعي الخارج للعدوان .لكون ذلك يشكل اخراج السعودية مع بقية التحالف من الورطة وبحيث تستند لهذا المبرر بعدوانها المستمر علي بلدنا . و ايضا لأجل ان تضمن عدم خضوع المعتدون لأي محاكمة دولية فانها ستبرر وترمي المسؤولية علي عبدربه منصور هادي .بحيث يتحمل مسؤولية العدوان ولهذا دفعت بعلي محسن بان يستورد دواعش للجنوب حتي اصبحت القاعدة وداعش هي من تسيطر علي الجنوب .ولأصوت يعلوا علي صوت داعش .بما فيها عدن .بحيث تتمكن بني سعود التخلص من ورطتها بالعدوان علي ان تسهل للطريق لعلي محسن بان يكون خلفا لهادي بعد ان يتمكن من تصفيته عبر مسلسل صراع يدور بين الجنوبيين ذاتهم وهاهي مؤشرات المسلسل جارية كما حدث بإقالة بحاح وتعيين بن دغر .وفي حالة تم التخلص من هادي وبحاح فان دول التحالف تكون قد تخلصت من المسائلة الدولية . وسيتمكن علي محسن من ان يكون خلفا لهادي وهذا مطلب سعودي وغربي وعاملا لاستهداف ما تبقي من نبض في جسد القضية الجنوبية . : لا يغيب عن بالنا ان اقالة بحاح وتعين بن دغر سيحول الصراع بين الحضارم ذاتهم وبين ابين وحضرموت من جهة اخري وهذا يخدم الدول الطامعة بالجنوب والمتورطة بنهب الثروة في هذا المربع الجنوبي .وسيكون ذلك عاملا لتمزيق نسيج الجنوب برمته .. :: وفي ظل هذا القرار بإقالة بحاح فان ذلك يمكن التيارات الداعشية المستوردة والجنوبية بان تستثمر هذا الصراع لتصفية العناصر الحراكية من الجنوب لتلصق التهم لبحاح وهادي .تحت مسميات صراع ابيني . حضرمي .. ويفضي لصراع حضرمي .. حضرمي طالما بحاح وبن دغر حضارم . كل ذلك يوفر الفرصة لعلي محسن ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد لمصلحة دول العدوان ويعد تحقيقا للأهداف الغربية والخليجية علي اعتبار ان هذا الصراع يفسح المجال للشركات الغربية الصهيونية بان تستمر بنهب ثروة الجنوب .وايضا ضمان استمرارية القرصنة لأكابر الفاسدين المستفيدين بنهب ثروة المربع الجنوبي .فضلا علي ان هذا الصراع هو ايضا من مصلحة تلك الشركات التي ربما من ضمن اهدافها الغير مباشرة اقالة بخاح لتحصينه من اعماله الكارثية والافسادية لصالح تلك الشركات وبالذات اتفاقية الغاز للمرحلة الثانية والثالثة . كل ذلك يعزز من نشاط وزيادة درجة التوسع للقاعدة بالجنوب بشكل عام . ولن تسلم من هذا الصراع كل بيت جنوبي .بما فيها البيوت التجارية التي تساند بحاح والشريكة بالنهب المتظم لثروات الجنوب و الذي اتوقع بان تشكل اصطفاف ضد هادي وتدخل الحلبة مكرهتا لتصبح هذه البيوت دخلت بالورطة وسيكون علي دمارها وتدمير الاستثمارات المستقبلية الواعدة بالجنوب بل حتى لن تستطيع ان تسهم بلم الشمل الجنوبي بل ستصل لمرحلة الصفر وهذا ماتسعي وتخطط له دول التحالف الطامعة بالجنوب ليبقي الجنوب منهكا وضعيفا واتوقع ان ذلك سيكون بوابة الولوج لتمزيق الجنوب والعودة لمربع التقسيم ايام الاستعمار البريطاني . وهنا نستطيع ان نقول بان اقالة بحاح يعني اقالة بقشان رجل المخابرات الغربية والخليجية بالجنوب وضمان تسليم سقطري للإمارات كديكور لتسليمها من الباطن للإمريكان وتكون قضيتها اشبه بقضيتي جزيرتي طنب الكبرى وللصغرى .ومن خلال هذه المسرحية ستتمكن من تنفيذ المخطط الاستهدافي للجنوب . علي ضوء ما سلف سنسمع عبر الاعلام الامبريالي والغربي بان الارهاب والدواعش اصبح خطرا بالجنوب ليتيح المجال للخارج الطامع والمعتدي احتلاله شهارا جهارا تحت مبرر الارهاب والشروع في التقسيم لوضع حجر الاساس لشرق اوسط جديد من جنوب الجزيرة العربية . علي هذا الاساس فان هذا القرار هو استهداف لما تبقي من نبض في جسد القضية الجنوبية .وعاملا لاستمرارية العدوان الخارجي وافشال اي محادثات في الخارج . ووسيلتا لشغل الرأي العام الخارجي والداخلي بهذه القضايا ولتحقيق الاهداف السالفة الذكر . هذه وجهة نظري باختصار حول هذه القضية رغم ان شرحها وترجمتها يحتاج لحلقات .لكن اكتفي بهذا القدر والحليم تكفيه إشارة . واعذرونا لأي اخطاء نظرا لعدم وجود كهرباء ..