بيان اتحاد الإعلاميين اليمنيين في الذكرى الأولى للعدوان ( النص )
شهارة نت – بيان :
“في سبيل كشف الحقيقة، ونقل الصورة الساطعة لصمود شعبنا في مختلف الجبهات، قدم الإعلام الوطني على مدار العام أكثر من خمسة وعشرين شهيدا، ارتقى غالبيتهم وهم يوثقون لانتصارات الجيش واللجان الشعبية”
بيان اتحاد الإعلاميين اليمنيين في الذكرى الأولى للعدوان ( النص )
يدخل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن عامه الثاني، ووسائل إعلام العدوان والتابعة للمرتزقة، تواصل الكيد والتضليل الإعلامي، وتحاول عبثاً التعتيم على حقيقة الجرائم والمجازر البشعة التي ترتكبها بحق المدنيين في اليمن، بينما لم تحقق دول تحالف العدوان نجاحات عسكرية يمكن البناء عليها.
وفي المقابل يسطر الإعلام الوطني اليمني ملحمة صمود تاريخية، توجت بالتفرد في نقل الصورة كما هي في الواقع، وتعبئة الشعب اليمني في وجه الغزاة والمرتزقة، برغم فارق الإمكانات على مختلف المستويات لصالح إعلام العدوان، المسنود بإعلام عالمي كان شريكا في العدوان، من خلال صمته المريب في بعض الحالات، وانخراطه في التضليل والكيد لليمن واليمنيين في حالات أخرى.
فمنذ اليوم الأول لانطلاق ما يسمى بعاصفة الحزم في 26 مارس 2015م ، وعلى مدار عام من الصمود الشعبي في مواجهة العدوان، كان الإعلام اليمني الوطني الرسمي والأهلي حاضرا في المواجهة، برغم مختلف العقبات والصعاب التي كان يعمل فيها الإعلام والإعلاميون، وبالذات في الأشهر الأولى من العدوان والحصار.
وفي سبيل كشف الحقيقة، ونقل الصورة الساطعة لصمود شعبنا في مختلف الجبهات، قدم الإعلام الوطني على مدار العام أكثر من خمسة وعشرين شهيدا، ارتقى غالبيتهم وهم يوثقون لانتصارات الجيش واللجان الشعبية، فيما استهدف العدوان بعضهم وهم يؤدون واجبهم المقدس في الدفاع عن الوطن بمقار أعمالهم، أو في منازلهم.
وكان لمقاطع الفيديو التي وثقها الإعلام الحربي ونشرتها عدد من الفضائيات اليمنية والعربية دوراً هاماً مؤثراً على تحالف العدوان، الذي أقدم على خطوات عدوانية جديدة ذات صلة بالتضليل والتعتيم الإعلامي على جرائمه وهزائمه في اليمن ، ابتداءً بإيقاف البث للقنوات الرسمية ( اليمن ، سبأ ، الإيمان ، عدن ) بتواطؤ من قبل شركة نايلسات المصرية، واستنساخ قناة اليمن الرسمية وبثها من داخل الرياض، والتشويش على قنوات أخرى يمنية وعربية مثل: المسيرة ، اليمن اليوم ، الساحات ، المنار ، العالم ، الميادين ، وغيرها وصولا إلى إيقاف عدد من القنوات على البث في نايلسات. وقد تمكنت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون من استعادة بث القنوات الرسمية عبر النايلسات ومن داخل العاصمة صنعاء، بما في ذلك قناة عدن الفضائية.
وكمختلف بقة الجبهات، فقد تمكنت الجبهة الإعلامية من امتصاص الضربة الأولى للعدو والتكيف مع المستجدات التي فرضها العدوان والحصار ، ثم الانطلاق إلى إعادة ترتيب العمل الإعلامي، وتنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات الإعلامية، وتزويدها بالمعلومات والأخبار الميدانية مع الصور ومقاطع الفيديو التي تؤكد صمود وانتصارات الشعب اليمني، وتفضح أكاذيب العدوان ومرتزقته .
وفي إطار التصدي والصمود تأسس اتحاد الإعلاميين اليمنيين كإطار مدني يضم المؤسسات الإعلامية المناهضة للعدوان، وينافح عن الإعلاميين، وينشط كغيره من الهيئات والمنظمات، في إطار الدفاع المسئول عن سيادة وكرامة الوطن ودعم الإعلاميين الوطنيين.
وينتهز الإتحاد الذكرى الأولى للعدوان ليعبر عن تقديره لكل وسائل الإعلام الوطنية المناهضة للعدوان، ولكل الإعلاميين الأحرار في الداخل والخارج ، الذين وقفوا إلى جانب مظلومية الشعب اليمني، وعملوا على كسر الحصار الإعلامي، ومحاصرة العدوان وأذياله بالحقائق الميدانية، بالصوت وبالصورة، وبالخبر وبالتحليل، أو عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، التي لعبت في الفترة الأخيرة دورا لافتاً في كشف حقيقة العدوان الأمريكي على اليمن.
وفي إطار مسئولياته الوطنية أعد الإتحاد تقريرا عاما بالانتهاكات التي تعرض لها الإعلام الوطني على مدى عام من الحرب العدوانية على اليمن، والتي شملت القتل، وتدمير المباني، والحجب والتشويش، وغيرها.
وبلغة الأرقام، قدم الإعلام الوطني أكثر من خمسة وعشرين شهيدا، كانوا ضمن شهود الحقيقة في اليمن خلال العام الأول من العدوان، وتعرضت سبع مؤسسات إعلامية للقصف والاستهداف الجوي المباشر من قبل غارات العدوان، ما أدى إلى تدمير خمس منشآت إعلامية بشكل كلي.
كما تعرضت أربع قنوات تلفزيونية رسمية للإغلاق عبر القمرين الاصطناعيين عربسات ونايلسات صبيحة العدوان على اليمن 26 مارس 2015 ، وتعرضت سبع قنوات تلفزيونية رسمية وأهلية للحجب على القمر الاصطناعي عربسات. فيما عمل العدوان على استنساخ ثلاث وسائل إعلامية، حسب ما هو مفصل في التقرير العام.
لقد كان على الجبهة الإعلامية أن تواجه مختلف التحديات، وتتغلب عليها من خلال مضاعفة الجهود وساعات العمل، والبحث عن بدائل مناسبة لتشغيل وسائل الإعلام، التي كادت أن تتوقف، إما بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية ، أو بسبب الاعتداء على بعض المنشآت ومقويات البث الإذاعي ، أو في ظل تفريغ بعض وسائل الإعلام الرسمية من الكوادر الحزبية التي انحازت للعدوان، أو بسبب الإمكانات المالية الشحيحة، وتوقف صرف الموازنات التشغيلية لمؤسسات الإعلام الرسمي تحديدا، إضافة إلى الإعاقات الإدارية المقصودة وغير المقصودة التي هدفت إلى تعطيل عمل الإعلام الوطني المناهض للعدوان ومرتزقته في الداخل والخارج.
ويقيناً، إن التاريخ الذي سيكتب عن أسطورة الصمود الشعبي اليماني في وجه العدوان، لن يغفل أيضا الدور الحاسم الذي لعبته الجبهة الإعلامية في هذا المضمار.
والله ولي الهداية والتوفيق
صنعاء – 2إبريل 2016