إتساع حدة المطالب برحيله ترغم الرئيس “صالح” على إلغاء زيارته المقرره لواشنطن
تظاهر آلاف الطلاب والمحامين أمس الاثنين في صنعاء للمطالبة بتغييرات ديمقراطية وبرحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على الرغم من موافقة المعارضة على استئناف الحوار وغداة الغائه رحلة إلى الولايات المتحدة بسبب «الظروف في المنطقة».
وتجمع مئات الطلاب في حرم جامعة صنعاء قبل أن ينضم إليهم وفد كبير من نقابة المحامين إضافة إلى ناشطين من المجتمع المدني حسبما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
ووسط تدابير أمنية مشددة? خرج أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر في مسيرة من حرم الجامعة محاولين الوصول إلى ميدان التحرير القريب حيث يخيم ويعتصم نحو ألف شخص من مناصري الحزب الحاكم.
ومنعت القوى الأمنية المتظاهرين من الوصول إلى الميدان القريب من مقر الحكومة اليمنية بواسطة الأسلاك الشائكة المكهربة. ورفع المتظاهرون لافتات مطالبة بسقوط النظام وبرحيل صالح وهتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام» و»بعد مبارك يا علي» و»لا فساد بعد اليوم».
وقام عناصر من الشرطة بعضهم بلباس مدني بحسب المتظاهرين بتفريق التظاهرة مستخدمين الهراوات. كما اندلعت مواجهات بالحجارة والعصي بين المتظاهرين المعارضين للنظام ومتظاهرين آخرين مؤيدين للحزب الحاكم. واشتبك المعسكران عندما حاول المعارضون دخول ميدان التحرير. وأصيب عدة أشخاص بجروح طفيفة في الاشتباكات.
كما أكد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عبد الغراب لوكالة «فرانس برس» بينما كانت الدماء تسيل من وجهه أن «رجالا من الحزب الحاكم ضربوه». وعاد المتظاهرون إلى حرم الجامعة وأغلقت السلطات باب الصرح قبل أن يتفرق المتظاهرون شيئا?ٍ فشيئا?ٍ.
وفي تعز (جنوب صنعاء) تظاهر الآلاف أيضا?ٍ للمطالبة بتغيير النظام. وأكدت مصادر من المتظاهرين لوكالة «فرانس برس» إصابة ثمانية أشخاص بجروح خلال تفريق التظاهرة.
وقال شهود إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء لكنها لم تتمكن من السيطرة على الحشود ببلدة تعز. وسجلت أيضا?ٍ في هذه المدينة مواجهات بين المتظاهرين المعارضين والمؤيدين للرئيس اليمني.
وغاب عن التظاهرة في صنعاء نواب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) الذي وافق على استئناف الحوار مع الحزب الحاكم. إلا أن نائبا?ٍ يساريا?ٍ وآخر مستقلا?ٍ شاركا في التظاهرة.
وتستمر التظاهرات الطلابية منذ نحو شهر على الرغم من توقف المعارضة البرلمانية عن تنظيم التظاهرات منذ الثالث من فبراير/ شباط حين جمعت عشرات الآلاف في صنعاء.
وقال أحد المتظاهرين لوكالة: «تخرجت منذ 13 عاما?ٍ ولا أجد عملا?ٍ? وكل الوظائف للمحسوبيات والأبناء وأبناء العم».
من جهتها? دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان أمس السلطات اليمنية إلى عدم استخدام آلات الصعق الكهربائي لتفريق المتظاهرين. وذكرت أن «بعض عناصر قوى الأمن» فرقوا الأحد «تظاهرة سلمية في صنعاء مناوئة للحكومة مستخدمين الهراوات وهاجموا المتظاهرين بآلات الصعق الكهربائي».
وكان الرئيس اليمني ألغى ليل الأحد زيارة كان مقررا?ٍ أن يقوم بها في أواخر فبراير إلى الولايات المتحدة وسط استمرار التظاهرات المناوئة له. وقال مسئول في رئاسة الجمهورية للوكالة اليمنية إن «رئيس الجمهورية قرر تأجيل زيارته التي كان مقررا?ٍ ن يقوم بها إلى الولايات المتحدة أواخر فبراير الجاري تلبية للدعوة الموجهة إليه من الرئيس الأميركي? باراك أوباما». وأضاف أن الزيارة أرجئت «نتيجة للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة».