” الوافي في القوافي ” لابن الفرخان يصدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث
صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب جديد بعنوان “الوافي في القوافي لمؤلفه (ابن الفرخان) جمال الدين أبي سعد علي بن مسعود بن محمد بن الحكيم بن الفرخان المعروف بـ علي بن مسعود فرخان? وعني بتحقيقه د.عمر خلوف? وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه يطرح علم القوافي بطريقة مختلفة متميزة? حاولت أن تصوغ هذا العلم? وتقدمه بشيء من التجديد? فهو يمثل اتجاها?ٍ لا نقع على ما يماثله في كتب القوافي? فقد أضاف إليه مصطلحات ومسائل جديدة لا نجدها في سواه من كتب هذا العلم? وهو من الكتب النادرة التي كانت قابعة في مجاهل النسيان? وكشفت عنه المصادفة البحتة.
كما أنه يمثل بيئة قلما وقعت عليها أنظار المحققين? فهو كتاب فريد يختلف كثيرا?ٍ عن مجمل ما كتب في هذا العلم الجليل? ومع ذلك لم يذكر في مؤلفات هذا العلم? وهو جدير بالذكر لما تفرد به عن سواه.
وذكر الكاتب أن علم القوافي من العلوم المهمة التي أرسى قواعدها الخليل بن أحمد الفراهيدي? وألحقه بعلم العروض فكانا معا?ٍ من العلوم التي ولدت ناضجة أو شبه مكتملة? فاقتصر التأليف على التكرار? وندرت المؤلفات التي نزعت في كتابتها إلى التجديد أو التغيير.
ويقدم الكتاب مؤلفا?ٍ متميزا?ٍ? ذا عقلية حرة ورأي مستقل? ويتبدى ذلك في طريقة عرضه وجرأة آرائه? وكثرة إضافاته? من دون أن يتعرض إلى خلاف أو اختلاف ومع ذلك كله بقي ابن الفرخان مؤلفا?ٍ مغمورا?ٍ? لم يشتهر اسمه.
كما جاء في الكتاب وعلى لسان المؤلف تعريف القافية مشيرا?ٍ إلى أنها في اصطلاح علماء العروض هناك ثلاثة تعريفات ” هي آخر حرف في البيت الشعري”? “هي آخر كلمة في البيت”? أم?ا التعريف الثالث وبحسب المؤلف فهو تعريف الخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم العروض الذي قال عنها “هي من آخر ساكن في البيت إلى الساكن الذي قبله مع المتحرك الذي يليه? بمعنى أنها أول متحرك بعد ساكنين ابتداء?ٍ من الشمال”.
ويظهر تميز الكتاب في فصوله الأولى حيث قسم حروف القافية إلى ثلاثة فصول أولها “للروي” مطلقا?ٍ ومقيدا?ٍ? والثاني ما يأتي بعد الروي من الحروف تبعا?ٍ له “الصلة والخروج”? والثالث ما يأتي قبل الروي من الحروف متعلقا?ٍ به ومترتبا?ٍ عليه “الردف والتأسيس والدخيل”.
كما تفرد المؤلف فيما أضافه في الفصل الرابع إلى “حدود القافية” حيث صنفها صنفين الأول ما يكون في آخره ساكن واحد وسماه (المتجانف) وهو 4 أنواع معروفة الأسماء “المتواتر? المتدارك? المتراكب? المتكاوس”? أم?ا الثاني فهو ما يكون في آخره ساكنان متماسان ويدعى أصلا?ٍ “بالمترادف” فيسمي له أنواعا?ٍ أربعة أيضا?ٍ هي “المتقارب? المتراخي? المتفاوت? المتباعد”? وبعد ذكر هذه الأنواع الثمانية للقافية يعدد لها 11 عشرة صورة.
كما ويتفرد ابن الفرخان هنا بعرض الأشكال أو الاقترانات التي تقبلها كل صورة من هذه الصور ال11 قياسا?ٍ على كل واحد من أنواع القافية الثمانية? كما تفرد بتعداد الأشكال التي يستعمل عليها الروي في القوافي.
كما خصص الفصل الأخير في الكتاب لتبيان الجمع بين ما هو أصلي من حروف الصلة أو الخروج? وبين ما هو زائد كالذي يأتي ضميرا?ٍ? أو لمجرد الإطلاق الشعري أو للوقف العام.