طوفان المؤتمر ..
كتب/ عادل البكار:
ليسوا مليونا أو مليونين أو حتى ثلاثة، بل كانوا طوفانا هائلا من البشر أغرقوا ميدان السبعين، من كل الشوارع والطرقات كانت الحشود الهائلة تتدفق كالسيول إلى ميدان السبعين كأن الأرض كانت تنبت بالبشر .
عادت صنعاء اليوم إلى سابق عهدها وبدت كأنها أثينا، حيث أول ديمقراطية مباشرة في العالم، يحرسها جنودها الأصليون بقاماتهم الفارعة، وهندامهم العسكري المهيب. اختفت ميليشيات ” الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ” كانت عيون المواطنين تواقة لرؤية جنود الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات الصاعقة والنجدة والأمن المركزي.
في اللحظة التي وصل فيها الرئيس صالح إلى المنصة أطلقت الجماهير صفارات وهتافات ترحيبية مدوية .
وأمام الملايين ألقى صالح خطابا مقتضبا لم يتسنى لي سماع شيء منه بسبب هدير الهتافات. عبارة واحدة فقط سمعتها ” سلام الشجعان .. الحوار المباشر ” قالها صالح بصوت هادر ونبرة حادة وقوية .
على إثر الخطاب كانت طائرات ال F16 تحلق فوق سماء صنعاء بكثافة فاتحة حاجز الصوت وكانت الجماهير تنظر إلى طيران العدوان بسخرية مطلقين صفارات الاستفزاز وعبارات السخرية ” وعلى عينك يا سلمان ” ” بالطول بالعرض عفاش يهز ا لأرض ” ولسان حال المؤتمريين وأنصار صالح ومحبيه يقول ” الحب يهزأ من صانع الأقفال”
نفذ المؤتمريون مآربهم وأرسلوا عدة رسائل للداخل والخارج خلاصتها ” صالح ،لا ولن يرحل ” . كانت هذه هي غايتهم من هذه الحشود، بعد ضغوط خارجية لإخراج صالح من البلاد ، ضمن مبادرات تطرح مؤخراً باستبعاد صالح وإخراجه من البلاد ، إجراءات السلطات حاولت عبثا أن تعيق صالح وتحاصر السبعين عبر قرارات بمنع الموظفين وطلاب المدارس والجامعات من المشاركة لكن طوفان المؤتمريين وحشودهم فاقت كل التوقعات