مسيرة الصمود تتحدى العدوان
كتب/ علي الحمزي
– في السادس والعشرين من مارس من العام الماضي شن تحالف العدوان اولى غاراته العنيفة وبشكل هستيري على اليمن متعدياً كل مبادئ الانسانية حيث قصف أحد المنازل فوق ساكنيها من النساء والاطفال بمنطقة بني حوات شمال العاصمة صنعاء،ومن هنا بدء الدم اليمني ينزف ظلماً وعدواناً وبدأت الهجمة الشرسة والعدوان الهمجي يستهدف شعبنا ومقدراتنا ويسعى إلى تركيع هذا الشعب وإضعافه وإخضاعه لمنعه من تحقيق إرادته ونيل مطالبه المحقة والمشروعة في بناء دولته العادلة والقوية التي تكفل لأبنائها الحياة الكريمة والعيش الآمن المطمئن في ظل السيادة الكاملة والعزة والكرامة.
بل أن المعركة التي تقودها الجارة الشقيقة قد أخطأت الهدف وتركت فلسطين الجريحة وتجاهلت أعداء الأمة وراحت ترص الصفوف وتدفع الأموال الهائلة لتدمر مكتسبات الشعب اليمني وتسفك دماء اليمنيين دون تفريق بين رجل أو امرأة أو صغير أو كبير ودون مراعاة لقيم الدين والإنسانية ولا لعلاقة الأخوة والجوار ودون اعتبار لأي معنى أخلاقي أو إنساني فاستهدفت المنازل الآمنة وتجمعات اللاجئين ومخازن الغذاء والوقود ومحطات الكهرباء والموانئ والمطارات والسالكين الآمنين في الطرقات وصبت جام غضبها وحقدها على كل شيء في هذا البلد الجار الذي لم يستهدفها ولم يكن عدواً لها في يوم من الأيام أو لأي من المتحالفين معها في هذا العدوان ولم يحمل لأبناء الأمة العربية والإسلامية إلا مشاعر المحبة والتقدير والحرص الدائم على وحدة الأمة وتماسكها في وجه الأعداء الحقيقيين المتربصين بها من الصهاينة والداعمين لهم في أمريكا وغيرها.
تلك هي قوى الإجرام التي كان ينبغي أن تتجه الأمة كلها نحوها لتحمي مقدساتها وتحرر ترابها من دنسهم وتعيد إلى منطقتنا الأمن والاستقرار والى أمتنا السيادة والاستقرار والعزة والمجد والكرامة والشرف والرفعة.
بل أن اليمن بصمود رجاله الفرسان الأشداء وأهله الأحرار الأعزاء، سيظل شامخاً شموخ الجبال ولا يمكن لذلك الجمع المشئوم أن يكسر إرادة هذا الشعب الحر الأبي الكريم مهما استمر العدوان أو تعاظم، وان الشعب اليمني بجماهيره الحاشدة التي تملأ الساحات على امتداد الوطن قد خرجت متحدية كل الأخطار لتعلن للعالم كله عن ثباتها وصمودها ولترسل إلى الدنيا كلها كل معاني الصمود والثبات والتأخي والتلاحم.
فقد واصل المجتمع اليمني على مدار العام من العدوان الغاشم دعم أخوانهم ابطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات القتال بالقوافل الغذائية التي تتسابق في تقديمها المناطق والمدن والقرى اليمنية ، وكذلك تقديم الغالي والنفيس سواءً بالمال والرجال والاغنام والمواد الغذائية.
ولم يقتصر البذل والكرم على الرجال فحسب ، بل أن حرائر اليمن الثائرات كان لهن دور في كل قافلة حيث بذلت كل أمراءة أغلا ماتملك من الذهب والمال بل أن البعض منهن مستعدة للذهاب للقتال في جبهات القتال وهذه صورة من اقوى الصور التي يتجلى فيها كل معاني الاخاء والتلاحم والثبات والصمود.
كما تواصلت الوقفات والمسيرات الاحتجاجية المناهضة والرافضة لاستمرار العدوان الظالم والحصار الجائر على أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات على مدار العام وبمشاركة كل فئات المجتمع رجالاً ونساء قبائل وموظفين وطلاب وتربيون واكاديميون واطباء وخطباء،وكذلك افتتاح العديد من المعارض الفنية عن جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن شملت العديد من الصور والمجسمات الكرتونية و التي اظهرت بشاعة جرائم العدوان والدمار الذي خلفه على اليمن الأرض والإنسان.
بل أن الوقفات الاحتجاجية لم تتوقف يوماً واحداً على مدار العام وهذا ما يؤكد مدى الصمود ومساندة ودعم جهود الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان السعودي الغاشم حتى دحر الغزاة وكذلك ترابط وتلاحم وصمود ابناء الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه وتياراته.
أبناء اليمن المغتربين وفي معظم بلدان العالم كان لهم دور بارز وحاضر حيث نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية المناهضة والرافضة والمستنكرة للعدوان الغاشم والظالم على أخوانهم ووطنهم اليمن الحبيب وهنا ارتسمت صورة اخرى توضح مدى ترابط وتاخي وتماسك اليمنيين.
وكان للأحزاب السياسية والتيارات الوطنية موقف قوي مناهض للعدوان ،حيث نظمت معظم الأحزاب والتيارات السياسية الوطنية على مدار العام من العدوان السعودي الأمريكي الظالم على اليمن العديد من الفعاليات والندوات والمؤتمرات الصحفية عبرت فيها عن مواقفها وأثبتت وطنيتها ، وأستنكرت معظم هذه الاحزاب الوطنية كل جرائم العدوان التي ارتكبها بحق الشعب اليمني المظلوم ،وأصدركل حزب وتيار ومنظمة بيان ادانة في كل جريمة وفعالية ومناسبة.
ومن خلال هذا الصمود الاسطوري لأبناء الشعب اليمني رجالاً ونساءً أطفالاً وشيوخ وبكل فئاته وشرائحه وأحزابه السياسية وتياراته الوطنية المناهضة للعدوان قد كسر وهزم قوى الظلم والطغيان، بل أنه أصبح قبلة للأحرارومثلاً للصمود والتماسك والتآخي والبذل والعطاء يقتدى به للتحرر من قيود الظلم والاستعباد التي تمارسها الدول المستبدة.