دراسة مصرية تفتح ملف تعيين علي محسن الاحمر وموقف الامرات من السعودية
شهارة نت – القاهرة :
أكد المركز المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قرار الفار عبدربه منصور هادي، بتعيين اللواء علي محسن الأحمر على رأس جيش المرتزقه، يعد تحديا من المملكة العربية السعودية تجاه الإمارات.
واشارت الى ان محسن الأحمر، الذی أقدمت الریاض على التقارب معه، ینتمی لحزب الإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان المسلمین، حيث لجأت السعودية لأسالیب تکتیکیة فی الملف الیمنی، فبالرغم من أنها ترى أن الإخوان حتى الآن خصماً استراتیجیاً وتُحذر منه بشکل کبیر، لکن الوضع الراهن فی الیمن أجبرها على ذلک ولا بدیل عن الأحمر ورجاله إذ تبین ما یقومون به فی میدان المعرکة، ومن هنا جاءت الرغبة فی التقارب مع الإسلامیین عبر رجل الجیش، حتى ولو تقاربا تکیکیا.
وقال المرکز فی دراسة له أجراها الباحث “غندی عنتر”، إنه رغم ما یعلنه الجانبان الإماراتی والسعودی حول تطابق وجهات النظر فی الیمن، لکن الوضع میدانیا ربما یخالف هذه التصریحات، فمنذ الیوم الأول للمعرکة والإمارات ترفض بشکل کبیر حدوث أی تقارب سعودی مع الإصلاحیین بحجة أنهم امتداد لجماعة الإخوان المسلمین التی تعتبرها أبوظبی والریاض جماعة إرهابیة، ومن ثم تعیین هادی للأحمر کما یطلق علیه برغبة سعودیة، یعطی دلالة بأن الریاض فرضت أجندتها على أبوظبی.
ولفت إلى أن الریاض أرادت بسط سیطرتها بقوة على المشهد الیمنی لصالحها وتهمیش رجل أبوظبی الأول “خالد بحاح” الذی أصبح الآن، رغم بقائه فی منصبه کنائب للرئیس الیمنی، مهمشا بشکل کبیر لصالح إعادة هادی وتحسین صورته مرة أخرى بعدما شعرت الریاض بأن أبوظبی ترید فرض أجندتها فی الیمن من تحت أقدامها.
وأشار إلى أنه منذ وصول الملک سلمان للحکم (کانون الثانی 2015) وهناک حالة من تجمید الموقف مع جماعة الإخوان المسلمین من قبل الملک الجدید بعکس سلفه الراحل عبدالله الذی اتخذ إجراءات أکثر صرامة حیال الجماعة وأفرادها فی الداخل السعودی وخارجه، حتى تم تصنیفها کجماعة إرهابیة، والحالة الجدیدة باتت مؤشرا على تقارب النظام السعودی الجدید من الإخوان المسلمین، خاصة فی الیمن بسبب حاجته الملحة والضروریة للإصلاح الذی بات اللاعب الأهم فی الساحة الیمنیة بعد سیطرة انصار الله على البلاد فی ایلول 2014.
و تتمتع هذه الدراسة بمساحة کبیرة من الوجاهة نظرا لاختلاف مشروع البلدین بالفعل فی الیمن، إذ تحرص أبوظبی على إعادة تأهیل المخلوع صالح ونجله أحمد وحتى الحوثیین ولکن ترفض بصورة تامة أی دور لإخوان الیمن وسبق أن قدمت مبادرات فی هذا الاتجاه رفضتها الریاض أیضا.
کما لا تمانع أبوظبی من انفصال عدن عن الوطن الأم، وهو ما تعارضه المملکة أیضا.
وسبق للإمارات أن ضغطت على هادی لإقالة محافظ عدن نایف البکری لعلاقة سابقة بإخوان الیمن. ویتساءل مراقبون، إذا کان هذا موقف أبوظبی مع محافظ مدینة، فما هو موقفها من أعلى منصب عسکری فی الدولة الیمنیة بعد الرئیس المستقیل والهارب هادی.