المرحلة القادمة .. معركة وطنية وصراعا مقدس من اجل الدفاع عن وحدة العراق
من حيث شكل وطبيعة صراع المرحلة الراهنة و القادمة على الساحة العراقية يكمن في كونه صراعا?ٍ مصيريا?ٍ من اجل البقاء او الفناء بين المدافعين عن وحدة العراق والداعين لتقسيمه تحت مسمى الفدرالية والأقاليم ? كما ان الخيط الفاصل اليوم بين العراق الموحد و المقسم بات خيطا رفيعا كالخط الفاصل بين الجنة والنار ان لم يخونني التعبير? فمنذ احتلال العراق ومجيء القوى والأحزاب الدينية الطائفية بشقيها السنية والشيعية وبروز شخصيات سياسية طائفية و عنصرية تبث سمومها بين العراقيين وحملوا مشاريع تقسيم العراق على أسس دينية ومذهبية كأهداف إستراتيجية وجوهرية لترسخ من وجودهم في السلطة و الحكم من خلال بقاءهم كمكونات رئيسية في الخارطة السياسية الجديدة والتي رسمت في ضل الاحتلال ? وبقوا على مدى أكثر من ثمان سنوات منكفئين ومتقوقعين على مشاريعهم التقسيمية التي لا تلقى قبول عند الشارع العراقي ? ويتحينون بذلك الفرص المناسبة للكشف عن وجوههم الحقيقية ومشاريعهم التقسيمية ? وتاجروا بشعارات وطنية لإيهام الشعب العراقي بهم وكسب ثقتهم وتأييدهم ? الا ان وبعد ثمان سنوات من عمر الاحتلال على العراق استطاعت هذه القوى والأحزاب والشخصيات بمساعدات خارجية خاصة من الكويت و إيران الراعي الاول لتقسيم العراق ? من خلق بعض المقومات الوهمية السريعة الزوال على ارض الواقع لهذه الطروحات والمشاريع الهدامة ? واليوم كشفوا عن وجوههم القبيحة واماطوا اللثام عنها وأعلنوا مشاريعهم التقسيمية بشكل واضح وصريح تحت مسمى الأقاليم ? ففي السنوات القليلة الماضية أعلن البعض وبشكل خجول عن طرح مشروع للتقسيم تحت مسمى إقليم البصرة ? وقد قوبل المشروع برفض شعبي واسع من قبل أهلنا البصريين ? وحينما فشل الداعين لهذا الإقليم في تمرير مشروعهم الطائفي بإقامته تنصل عنه اغلب من تبناه في البداية .
وطرح فيما بعد مشروع إقليم الجنوب ? ثم نسمع اليوم وبشكل كبير من قبل بعض الساسة الطائفيين عن مشروع إقليم الانبار ثم توسع الطرح ليشمل إقليم المحافظات ذات الأغلبية السنية ? وهي حسب طرحهم ? الانبار ? صلاح الدين ? نينوى ? و حين نقف عند بعض الأسماء التي تطرح المشروع وتدعمه ندرك مدى النفس الطائفي المقيت من وراء اهدافه ? فمن خلال الرسائل التي نشرت في الايام القليلة الماضية في مواقع الانترنيت من قبل عدنان الدليمي الى الدكتور عمر الكبيسي وضح فيها الدليمي وبأسلوب شديد الطائفية و التطرف مبررات اقامة ما اسماه اقليم السنة ? وأعرب عن تمسكه وتبنيه لهذا الطرح ! وبرر ذلك الامر بشكل مثير للسخرية و الاستهزاء ? كما ان الدكتور عدنان الدليمي وهو الاسلامي المتطرف والطائفي المتشدد في طروحاته وخطاباته النارية التي عهدها الشعب العراقي منه في فترات بعد الاحتلال ? و حسب ما يقال عنه في الشارع العراقي بأن كان له دور في أحداث العنف التي عصفت في البلاد و عمليات التطهير الطائفي بين العام 2005-2006 ? و يتبنى اليوم السيد الدليمي ومن معه مشروع تقسيم العراق من خلال طرح مشروع اقليم السنة كما و يتبنى الحزب الإسلامي المشروع ايضا ويعمل عليه في العلن والخفاء ويعتبر الحزب الاسلامي من عرابي هذا المشروع ومن أهدافه الإستراتيجية ? وي?ْذكر انه في احد الجلسات الخاصة قبل سنوات قليلة والتي كانت تضم بعض من قيادات الحزب الإسلامي تحدثوا لبعض الحاضرين بأنهم ? لم يعد بإمكانهم اطلاقا التعايش مع الشيعة في العراق !! ? متناسين ان العراق لولا شيعته وسنته وكرده وعربه ومسيحيه وتركمانه وبقية مكوناته لما كان هنالك عراق من الأساس ? ومن الجدير بالذكر ان نتطرق إلى أدوات هذا المشروع والمروجين له ? فهنالك من يعمل و يحوك و ينسج خيوط هذه المؤامرة في الظلام و خلف الستار سواء كانت جهات خارجية او داخلية ? وهنالك من يتبنى المشروع بشكل علني وصريح كعدنان الدليمي والذين يحيطون به ? ولهذا المشروع ادوات معروفة واخرى غير معروفة وادوات ظاهرة اليوم على الساحة وأخرى لاتزال مختبئة تراقب مجريات الامور الى اين تسير بخصوص هذا المشروع ? وبغض النضر عن التسميات الكثيرة التي تتبنى المشروع التقسيمي الطائفي والتي سنتطرق إليها في مقالات لاحقه ? إلا ان ما يهمنا الان هو ان يعرف اهلنا العراقيون ان مشروع التقسيم لا يقتصر على بعض القوى والشخصيات التي اشتركت في العملية السياسية الحالية وانما هنالك قوى وشخصيات لم تشترك فيها ? على الاقل ظاهريا ? وهم يتبنون مشروع تقسيم العراق الى اقاليم دينية وطائفية تمهيدا?ٍ لاقامة دويلات مذهبية مستقلة ? مستقبلا ? وتتوزع المصالح فيهم على النحو التالي ? فمنهم من يتبنى المشروع لغايات التعظيم من ثروته والتوسيع من امبراطوريته من مال و نفوذ و سلطة ? ومنهم من يلتحق بمشروع طائفي تخندقي من خلال هذه الاقاليم لغرض مد الجسور و التحالف مع دول اسلامية كبيرة في المنطقة كإيران والسير على خطى بناء دولة اسلامية مشابه لها ? وقد يتساءل البعض كيف يحدث ذلك ونحن نتكلم عن اقليم للسنة !? فالكل يعرف ا