الكشف عن مشروع سعودي جديد لإعادة الفار هادي الى الحكم
شهارة نت – تقرير :
لا يزال العدوان السعودي الأمريكي مستمرا على اليمن منذ ما يقارب العام. ومسلسل المجازر مستمر بحق الشعب اليمني الأبي الذي رفض إلى اليوم الخضوع لإرادة آل سعود وفضل الصمود والموت بعزة على العودة إلى بيت الطاعة السعودي. وسطر خلال أشهر العدوان ومنذ أيامه الأولى أروع ملاحم العنفوان اليمني والتحدي حيث تمكن الجيش واللجان الشعبية وعلى رأسها أنصار الله من نقل المعركة إلى داخل المناطق السعودية الواقعة قرب الحدود اليمنية. فقلب السحر على الساحر الذي يتخبط اليوم بشر فعلته في مستنقع لا يعرف السبيل للخروج منه.
وضمن سلسلة التخبط السعودي يأتي ما أعلنه مستشار وزير الدفاع السعودي “أحمد العسيري” أن المقاتلات السعودية وطائرات التحالف العربي قامت بدك وتدمير مستودعات السلاح التابعة للقاعدة في مدينة المكلا والتي تخضع لسيطرة القاعدة منذ حوالي عام. ففي مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة ادعى العسيري أن مقاتلات التحالف قامت الثلاثاء بمهاجمة وتدمير مستودعات السلاح المتوسط والثقيل في مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت حيث يسيطر على هذه المستودعات حسب ادعاء العسيري تنظيم القاعدة في اليمن منذ حوالي عام وذلك بعد الاستيلاء عليها وطرد أنصار علي عبد الله صالح منها.
وأضاف العسيري أن التحالف لا يميز بين قوات صالح والحوثيين ولا القاعدة في اليمن حسب تسميته، معتبرا أن الجميع يقع ضمن بنك أهداف التحالف.
بالاضافة إلى التصريحات السعودية أكدت مصادر عربية أخرى لوكالة الصحافة الفرنسية الخبر دون الاشارة إلى وقوع اصابات وسط المدنيين حسبما نقلت مصادر ميدانية يمنية. وتأتي الادعاءات السعودية والعربية وسط تأكيد المراقبين والمحللين أن السعودية هي الداعم الأول لتنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى في اليمن وفي أكثر من مكان من العالم. وتستفيد من التنظيم بشكل كبير في مواجهة قوات أنصار الله في اليمن بسبب العجز عن تحقيق أهداف عدوانها من خلال الحملات الجوية.
والسبب الحقيقي وراء مثل هذه التصريحات إنما يعود لحرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها السعودية بحق المدنيين. فلا يكاد يمر يوم دون وقوع مجزرة بحق الأطفال والشيوخ من الأبرياء. كل ذلك وسط صمت اسلامي ودولي صارخ. صمت يخرقه أصوات التأييد للحزم العربي السعودي. وبعد هذه التصريحات لا بد ستخرج الكثير من الأصوات المهللة والمرحبة بعاصفة الحزم التي تواجه ارهاب القاعدة في اليمن. فبدل أن تكون السعودية معتدية على شعب بريء تصبح المنقذ لهذه الأمة من شر الارهاب والتطرف لمنظمات مثل القاعدة.
وهنا لا بد من الاشارة إلى حقيقة يعلمها القاصي والداني وهي أن المنشأ الفكري للتطرف القاعدي والداعشي انما يعود بالأساس إلى مؤسس الفكر الوهابي محمد بن عبد الوهاب. الفكر الذي أسس آل سعود مملكتهم عليه فأصبحت أكبر منتج للإرهاب ومصدر له على امتداد العقود الماضية. نعم كانت السعودية ولا زالت أكبر مصدر للارهاب والارهابيين التكفيريين الذين يعيثون اليوم فسادا في أكثر من بقعة من العالم بمباركة ودعم من الأم الحنونة السعودية. فهذه سوريا يتآكلها الارهاب الممول سعوديا. وهذا العراق ممزق بسبب الارهاب الذي يفتك به من كل حدب وصوب. وتلك أفغانستان وباكستان وهذه البحرين تشهد على القمع الفكري والعسكري السعودي ولا ننسى لبنان الذي تحاول السعودية هذه الأيام أن تحوله إلى ساحة لاقتتال أبنائه من خلال سياستها المعتادة ببث الفتنة الطائفية وبالخصوص بين الشيعة والسنة.
وأما بالنسبة إلى تنظيم القاعدة فرع اليمن فالقصة أيضا لا تختلف، فهو يعد من الفروع الأقوى للقاعدة في العالم والسبب الرئيسي يعود إلى كونه على مقربة من أكبر منتجي الارهاب حيث يضم في صفوفه العشرات من السعوديين القياديين فيه. وقد تمكن خلال السنوات القليلة الماضية من السيطرة على بعض مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية وخاصة في محافظة ابين وحضرموت. وقد عزز سيطرته على هذه المناطق مؤخرا ببركة العدوان السعودي الأخير. ويسعى لتوسيع نطاق نفوذه ليشمل السيطرة شبه الكاملة على المسير الساحلي والذي يربط مدينة المكلا بعدن. ولا يخفى على أحد أن حراكه لا يخرج عن اطار المخطط السعودي لاحكام السيطرة على هذه المناطق التي تحاول السعودية من خلالها اعادة الحكم للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي.
بناء على ما تقدم تتضح صورة الادعاءات السعودية الزائفة وأهدافها الواضحة. فهذه الادعاءات لا تتعدى كونها صراخا فارغا من أي مضمون، وتصريحات لتزييف الحقيقة لا يصدقها سوى من كان هواه البترودولار الخليجي السعودي.
نقلا عن صحيفة الوقت