استراتيجية السعودية: مرحلة خطرة
بقلم : حسن عبدالله
لا ينفصل عمل السعودية على تكريس البعد الإرهابي لحزب الله وشيطنته عن المسار الذي يتدرج فيه حكام السعودية منذ إطلاق حربهم على اليمن. خطوة تشي بمرحلة خطرة وغير مسبوقة.
وصول الطائرات الحربية السعودية إلى قاعدة أنجرليك التركية وإنطلاق مناورات رعد الشمال ، سبقا بأيام قليلة تصنيف الرياض ومن يسير في إستراتيجيتها حزب الله منظمة إرهابية ، هذا التزامن هو ما ينبغي الإلتفات إليه والحذر منه. حكام السعودية يفكرون في لعب الورقة البالغة الخطورة. التعامل مع حزب الله كما تتعامل إيران وروسيا مع داعش والنصرة وبقية التنظيمات الإرهابية.
لم يكن الحلف الإسلامي الذي نسجته الرياض وفي القلب منه تركيا مناورة أو تكتيكا لا أهداف عملية له. لنتذكر أنه في بيان هذا الحلف إشارة إلى أن المشاركين فيه سيستهدفون الإرهاب في سوريا وكل منطقة يتواجد فيها إرهاب. أما وقد صنفت السعودية حزب الله إرهابيا فهو بات هدفا للحلف الإسلامي المنوه عنه.
هنا تكمن معاني الحملة المتدرجة والمنظمة التي بدأتها السعودية وحلفاؤها على حزب الله. حملة تنطلق من قناعة سعودية بأن إستمرار النجاحات الميدانية للجيش السوري وحزب الله بدعم إيراني وبغطاء روسي مباشر سوف يؤدي إلى ضياع جهود 5 سنوات من العمل المضني لإسقاط الدولة السورية ومعها حزب الله وبالتالي قطع يد إيران وروسيا في المنطقة.
لم يعد لحكام السعودية الذين يعتبرون الحرب مع إيران كارثة والضغط على روسيا مستحيلا ، من أوراق تحفظ وجودهم ودورهم إلا ورقة التفجير “خلف خطوط العدو” أي إطلاق مواجهة مع حزب الله بدأت سياسيا وإقتصاديا وإعلاميا… وتنتظر إستكمال مشروعيتها العربية والدولية لتحويلها إلى عاصفة عسكرية ألمح إليها بعض السياسيين والإعلاميين المعادين لحزب الله أكثر من مرة وإن بطرق مواربة.
هل هذا الخيار المغامر للسعودية ممكن ؟ هل الظروف الإقليمية والدولية تتيح اللجوء إليه؟ الذين يراقبون الحرب السعودية غير المسبوقة في عنفها وعشوائيتها على اليمن يقولون إن من هو قادر على تدمير بلد كامل في اليمن قد يرتكب الجريمة نفسها في أي بلد آخر. كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أخيرا عن أن الصمت العربي والإسلامي على ما ترتكبه السعودية في اليمن سوف يتيح لها شن الحرب كيفما أردات وأينما تقرر، يعني توقعا لحصول الأسوأ إلا إذا ظهر في الوسطين العربي والمسلم من يعرف بالفعل ما هو معنى الانتحار.