احتلال أرخبيل سُقطرى مشروع أمريكي بغطاء خليجي
بقلم/ أنس القاضي
لم يكن وهماً، وليسَ تخيلاً الحديث عَن مطامع استعمارية في اليمن وعَن أهميتها، وهذا ما يجهله الكثير، أو يجعل من موقفه العدائي لمكون سياسي يمني ، وسخطه من سلطه معينه سخط على الوطن، وهذا الوعي الطفولي هوَ ما يدع الوطن مُشرعاً أمام القوى الاستعمارية التوسعية وليس من حق أحد السخط على الوطن وتركه للغزاة ليس لها الحق في إباحة منزله للأجنبي فكيف بوطن كل الشعب ، وها نحن نسمع عن تأجير هادي لجزيرة سُقطرى، وهوَ في الحقيقة مجرد غطاء اعلامي لحقيقة احتلال هذه الجزيرة، مِن قبل أمريكا، وتحتَ غطاء خليجي، كما هوَ ميناء عدن مُحتلاً وبقية المدينة.
جزيرتنا اليمنية
جزيرة سُقطرى البوابة الجنوبية لمضيق باب المندب والممر المائي الحاكم الذي يربط دول المحيط الهندي بالعالم، تعد أكبر الجزر اليمنية، حيث تبلغ مساحتها 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، وهي أرخبيل مكون من 4 جزر الجزيرة الرئيسية وثلاث بجانبها، وتأخذ أهميتها الاقتصادية والعسكرية في آنٍ معاً، من كونها تقع بالقرب من نفط الخليج وثروات افريقيا وطريق تجارة العملاق الصيني والصاعد الهندي ، حيث تقع على المحيط الهندي وقبالة سواحل القرن الأفريقي وبالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية، ويبلغ عدد سكان الجزيرة حسب التعداد السُكاني لعام 2004 135,020 إلف نسمة، وهم مواطنون يمنيون، يتكلمون اللغة المهرية اليمنية، يتعون اليمن، كانت جزء من الدولة الحميرية اليمنية عام 320 في الربع الرابع الميلادي، فيما تعود الحياة فيها إلى العصر الحجري، قبل وصول كولومبس وإبادة الاوربيين للسكان الأصليين وتسمية القارة أمريكا، وقبل أن تسكن الجمال الصحراء العربية التي اقام فيها عيال سعود وزايد الخيام بدعم بريطاني.
الأطماع الاستعمارية التاريخية في جزيرة سقطرى، والاحتلال الأمريكي اليوم
هذه الاطماع الاستعمارية الأمريكية عبر الامارات، ليست مفاجأة، الاطماع الاستعمارية اليوم، هي امتداد للأطماع الاستعمارية منذ القدم ، حيث حاول الأغريق والفراعنة الفرس والروم السيطرة عليها قديماً، ثم احتلها البرتغال في عام 150 ثم واستمرت المقاومة لهم وتم طردهم منها سنة 1511م ، وتم احتلالها مره أخرى مع احتلال بريطانيا لجنوب الوطن عام 1876 وأصبحت فعلياً تحت الهيمنة البريطانية في عام 1886 حين تم اخضاع سُلطان المهرة واعلن الإذعان لبريطانيا بما يُسمى باتفاق الحماية، وتحررت في عام 1967 في ثلاثين نوفمبر الاستقلال الناتج عن ثورة 14 أكتوبر، ولأهميتها العسكرية اقام السوفيت فيها قاعدة عسكرية بالاتفاق مع ما كنت تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، واستمرت حتى إقامة الوحدة عام 90، وهذهِ الأهمية الاستراتيجية لجزيرة سُقطرى لم تنتفي، وهي من أحد لمطامع الاستعمارية الأمريكية الذي يقف خلف هذا العدوان.
احتلال جزيرة سقطرى مشروع أمريكي، بتنفيذ إماراتي
مشروع احتلا جزيرة سُقطرى مشروع أمريكي، يُنفذ على مدى طويل بأيادي أماراتية، ويُذكر أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، قام بزيارة على الجزيرة من دون إذن من السلطات اليمنية، مما اثار استياء الحكومة اليمنية، التي سارعت إلى اعلان سقطرى محافظة مستقلة عن حضرموت، هذا وتقوم الامارات منذ فترة طويلة بتجنيس اليمنيين في جزيرة سُقطرى بالجنسية الإماراتية، للإمارات مصالح خاصة، ولكن المصلحة الأكبر هي لأمريكا، ويُذكر أن أحد الصُحف الأمريكية في عام 2013 أخرجت للعلن رغبه الإدارة الأمريكية في نقل سجن جونتنامو إلى جزيرة سُقطرى وخرجت مسيرات شعبية ضد هذه الرغبة الامريكية وتحدث قائد الثورة عن هذه القضية وحذر منها في خطابه بمناسبة عاشوراء، وما يُسمى بنقل سجن هوَ في الحقيقة بناء قاعدة عسكرية أمريكية، لما لهذهِ الجزيرة من أهمية استراتيجية، قد لا يدركها المواطن العادي، لكن القوى الاستعمارية تُدركها جيداً وتقوم بعمل حثيث على استعمارها، وجندت أمريكا عيال زايد للقيام بهذا الدور القذر.
ليست جزيرة سُقطرى مطمعاً عسكريا من جانبها الجُغرافي ، فهي ايضاً مطمعاً استعمارياً من حيث أهميتها الطبيعية، وتسعى خلفها الاحتكارات الدوائية في العالم، التي تكدس الادوية وتصنع الفيروسات والأمراض لأجل الربح، ، جزيرة سقطرى المُسجلة على قائمة التراث العالمي، 73% من أنواع النباتات التي تعيش فيها أي (من أصل 528 نوعاً) و09% من أنواع الزواحف و59% من أنواع الحلزونيات البرية تعتبر كائنات نادره معرضة للانقراض وغير موجودة في أي منطقة أخرى في العالم، إضافة إلى الطيور والاحياء المائية الأُخرى، فهي مازالتَ بِكراً ومأدة طبيعية خامه ، تحمل في أرضها كثير من الاسرار التي ستساهم في التقدم العلمي الطبي للإنسانية أجمع، لكن الغُزاة يُريدون نهب هذه المواد الخام منهم والاستفادة منها لاحتكاراتهم الدوائية.