أينما يكون الضعيف يكمن الفشل
بقلم / د. اكرم العجي
كلما حدثت نفسي عن سبب التدهور المهول والمتسارع للوطن منذ تولي هاااادي السلطة في 21/فبراير/2012،تذكرت خطابه الذي القاها أمام اعضاء اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، إذا لم تخني الذاكرة في ذلك، حيث قال ” انني لا استطيع أن اغطي خبر صالح في الحكم ولا شعبيته ، ولا اكذب على نفسي، وأنا كنت في الستة عشر السنة الماضية عامل مساعد للرئيس صالح،ولا استطيع أن اكتسب خبرته وشعبيته وذكائه في التعامل مع شرائح المجتمع اليمني، وانني لا استطيع العمل إلا بدعم علي عبدالله صالح ،وانني كنت لا أحب أن أضع نفسي في هذا الموضع إلا بتكليف من الرئيس والمؤتمر، وسأعمل جاهدا على أخراج اليمن إلى بر اﻷمان”.
هكذا …..قال هادي بلغته الركيكة بأن ليس لدية الخبرة الكافية ﻹدارة البلاد، ولا يستطيع إدارتها إلا بدعم الرجل الذي حل مكانه.
بهذا الخطاب البسيط الذي لا يتجاوز الدقائق …كشف هااادي ضعفه وعجزه عن إدارة المرحلة الانتقالية، إلا بالتعاون مع الطرف الأكثر خبرة بشؤون حكم هذا البلد. قد يكن كلما قاله هادي صحيحا لصعوبة المرحلة، لكن ما أن توضعت قدماه في كرسي السلطة إلا وانفرد برأية واكتفى بخبرته المحدوده، فكانت نتائج انفراده وخيمة عليه وعلى البلد بأكملها.
لقد حضي هادي بإجماع وطني ودعم إقليمي وأممي غير مسبوق، كان بإمكانه استغلال أو بالأصح استثمار ذلك الدعم ﻹخراج البلد من مستنقع الفوضى..لكن يبدو أن فترة الستة عشر السنة الماضية التي قضاها كنائب للرئيس صالح هي التي صنعته وكونت شخصيته….كمساعد لقائد، وليس قائد يوكل اليه إدارة بلاد وتسيير شعب.
هذا… هو قدره المحتوم أن يكون مساعد لقائد، وليس بقائدا فشخصيته التي كونها عندما كان نائبا جعلته خاضعا لإهواء غيره ولايملك قراره بنفسه، مما انعكس على كل قراراته وخططه، التي زادته ضعفا إلى ضعفه.
إضافة إلى ذلك فقد حاول انتهاج سياسة من سبقه في الحكم، ولم يصنع سياسة بنفسه سياسة تتفق مع متطلبات المرحلة التي يعيشها الوطن.حيث وأن لكل رجل سياسته الخاصة ولكل مرحلة سياستها،مما جعله أكثر عرضة للضغوط،التي كان بإمكانه تفاديها.
هكذا… هم الضعفاء كل حساباتهم خاطئة، يقعون ويوقعون غيرهم في تلك الحسابات.
لقد حاول هاادي اللعب ببعض اﻷوارق دون وضع حسابات دقيقة لها ودراسة اﻵثار المترتبة عليها،مما جعله أكثر فشلا وعجزا. لقد أخفق في إدارة ملف دماج وغيرها من الملفات نتيجة لضعفه وعجزه، لكون قدره مساعدا وليس قائدا .
لقد حاول الرقص على رؤوس الثعابين، ولم يكن أهلا لتلك الرقصة فأكتوى بسمومها، وسمم المجتمع بأكمله، حيث استعان بقوى ضد قوى أخرى ودعمها بكل مايلزم بهدف إزاحة الجميع من أمامه،لكن يبدو أنه اضعف من تلك اللعبة…فوقع فيها حتى حوصر في داره، وسادت روح الانتقام بين الخصوم ، وادخل الوطن منعطف خطير.
هكذا ….هم الضعفاء الفشل يلاحقهم دائما، اﻷمر الذي خلق فوضى لا مثيل لها في عموم البلاد.
لهذا كانت بداية عهد هااااادي… بداية التدهور المتسارع للدولة، والفشل المهول لهادي، ويمكن وصف فترته بالفترة المأساوية لليمن.
لقد تعرضت اليمن على مر التاريخ لنكبات عده كان أعظمها وأهمها اندثار سد مأرب…! والذي معه تمزقت البلاد وتشتت العباد في عموم اﻷمصار والأقطار،وكانت قائدة للكوارث السياسية كالاحتلال الحبشي، والاستعانة بكسرى لطرد اﻷحباش” الاستعانة بااﻷغراب لطرد الأغراب”.
ونكبة ….الرئيس هااادي هي النكبة الثانية من وجهة نظري،والتي لا تقل خطورة عن نكبة سد مأرب اﻷولى، فبعد عجزه عن إدارة المرحلة الانتقالية وبعد أن لاذ بالفرار من داره والهرب إلى عدن ومن ثم إلى العربية الشقيقة استعان بها، والتي بدورها استعانت بدول عده للقضاء على التحالف الصالحي الحوثي – حسب زعمهم- وإرجاع هااادي إلى كرسي السلطة .
هذا هو الهدف الظاهر للعيان عند انطلاق عاصفة الحزم، لكن مع مرور الزمن كشفت اﻷيام زيف ذلك الهدف ووحشية العدوان،حيث تم استهداف اليمن واليمنيين كافة دون تفريق بين مدنيين أو عسكريين،وتعرضت اليمن لأبشع انواع الجرائم، بل أبشع جرائم العصر.
وأمام عجز قوات التحالف ومرتزقتها عن إخضاع اليمن واليمنيين..زاد هااادي ضعفا وفشلا وعجزا.
هكذا هم الضعفاء …يلاحقهم الفشل اينما حلوا، و اتجهوا.
وفي محاولة أخيرة لهاااادي لتغطية فشله الذريع ،وعجز قوات التحالف تم تعيين على محسن اﻷحمر نائب للقائد اﻷعلى للقوات المسلحة كمحاولة ﻹثبات الذات واستغلال آخر اوارقه للعودة إلى كرسي السلطة. لكن يبدو أن الضعيف قدره محتوم بالفشل. لهذا فأينما يكون الضعيف يكمن الفشل