باحث لبناني: السعودية سحبت دعمها لأنها خسرت في اليمن والعراق وسوريا
شهارة نت – حوار
قرار مفاجئ اتخذته السعودية بوقف مساعداتها العسكرية والأمنية للبنان، حاولت السعودية ومعها الإمارات والبحرين تحميل أسبابه ونتائجه أيضا إلى حزب الله اللبناني، ولكن كثيرين – ومنهم حزب الله نفسه- رأوا أن القرار كان متوقعاً، ويتعلق بأزمات أخرى تعانيها المملكة، بغض النظر عما أعلنته من أسباب لوقف الدعم.
“سبوتنيك” الروسية حاورت رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة اللبناني العميد الركن الدكتور هشام جابر، الذي تحدث عن أسباب الخلاف الجديد.
د. هشام… كيف تقرأ لجوء السعودية إلى خطوة وقف المساعدات بهذه الطريقة؟
جابر: السعودية أبدت أكثر من مرة انزعاجها من مواقف فريق من اللبنانيين لا يواليها سياستها بالضرورة، كان يجب أن تعرف أن لبنان فيه فريقان، فريق يتبع المملكة العربية السعودية، وفريق يتبع الخط الإيراني.
والمملكة أساسا قدمت هذه الهبة للبنان أيام المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واليوم تغير الحكم في السعودية، وقدمت هذه الهبة لحفظ التوازن بين الجيش اللبناني وحزب الله. والواقع أن الجيش اللبناني يواجه الإرهاب في عرسال، مثل “داعش”، فإذا سلمنا “جدلا” أن المملكة تعتبر “داعش” إرهابية، فإنها تضع حزب الله في نفس السلة.
هل كانت هناك قيود أو شروط تتعلق بالهبة السعودية إلى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي؟
جابر: السعودية مشكورة قدمت هذه الهبة، وقالت أكثر من مرة إنها غير مشروطة، ولكن تبين أنها مشروطة، أولا من الجانب الفرنسي بنوعية السلاح الذي لن يزود به لبنان لأن إسرائيل لن ترضى به، وهو أسلحة متطورة مضادة للطائرات، وأسلحة أخرى على اللائحة، بجانب أسباب أعلنتها السعودية أمس، منها أن هناك فئات في لبنان تهاجم السعودية في موقفها السياسي.
ما هو أكثر من أزعج المملكة العربية السعودية ودفعها إلى إعلان قرار المنع الآن؟
جابر: موقف الوزير جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني، في الجامعة العربية أزعج السعودية، واعتبروه خروجا عن الإجماع العربي، حيث استنكر مع الجميع الهجوم على السفارة السعودية في إيران، ولكنه رفض إدراج حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو موقف حكيم
نحن كباحثين، نرى أن هناك أسباب أخرى دفعت السعودية إلى سحب الهبة، أولا مبلغ الـ3 مليارات تحتاجه السعودية في حربها في اليمن، بعد أزمتها الاقتصادية بسبب هبوط النفط، كما أنها خسرت في استثمارها السياسي والعسكري في العراق وسوريا، كما أنها لا تعرف متى تنتهي حرب اليمن التي بدأتها.
هل يمكن أن يؤثر القرار السعودي على لبنان بشكل حقيقي؟
جابر: ما يهمنا نحن كلبنانيين عدم زيادة الانقسام السياسي في لبنان بسبب الموقف السعودي، لأننا نرى بعض حلفاء السعودية في لبنان بدلا من أن يزعجهم القرار، استخدموه لإلقاء اللوم على الفريق الأخر، بينما هذا الفريق نفسه الموالي للسعودية يهاجم إيران، التي لم توجه أي إساءة للبنان، بل بالعكس، إيران عرضت من قبل هبة عسكرية لم تقبلها الحكومة اللبنانية منذ أكثر من سنة.
وهناك أيضا يجب أن نشكر روسيا، التي عرضت مساعدات عسكرية، ولكن علمنا في وقت متأخر أنها تمت عرقلتها، وليس الحق على الجانب الروسي، وإنما على لبنان لأسباب إدارية.
هل يمكن أن يدفع الموقف السعودي الحكومة اللبنانية لقبول الهبة العسكرية الإيرانية؟
جابر: لا يوجد سبب يمنع الحكومة من قبول الهبة الإيرانية، في السابق تحججوا بالعقوبات، والآن رفعت العقوبات، فإذا كان هؤلاء سيتابعون رفضهم إرضاء للسعودية، فذلك استخفاف بمصلحة لبنان ومصلحة الجيش الذي يقاتل الإرهاب، وكذلك سيكون محاولة لتحويل لبنان إلى إمارة سعودية.
(أجرى الحوار: أحمد بدر)