بالتزامن مع معرض “فجر التاريخ.. الكشف عن ماضي أبوظبي القديم” :
بمناسبة مرور 50 عاما?ٍ على بدء التنقيبات الأثرية في إمارة أبوظبي واكتشاف معالم حضارة قديمة لم تكن معروفة من قبل هي حضارة “أم النار”? أصدر المصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة بناء?ٍ على طلب من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عملة تذكارية من فئة 50 درهما?ٍ لتوثيق هذا الاكتشاف المهم. كما وسبق للهيئة بالتعاون مع بريد الإمارات إصدار طابع تذكاري بهذه المناسبة.
وأوضح سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث? أن إصدار هذه العملة التذكارية يأتي كذلك متزامنا?ٍ مع قيام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنظيم معرض “فجر التاريخ: الكشف عن ماضي أبوظبي القديم” الذي يعرض لأهم الاكتشافات الأثرية التي تمت في إمارة أبوظبي مع التركيز على تلك التي جاءت من خلال بعثة الآثار الدانماركية التي عملت في جزيرة أم النار ومدينة العين ما بين الأعوام 1959 و1972.
وي?ْقام المعرض تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية بإمارة أبوظبي? ويفتتح في الثاني من فبراير القادم في قلعة الجاهلي بمدينة العين? ويستمر حتى الثاني من مايو 2011. وقد رفد متحف العين الوطني هذا المعرض الذي استوحى تصميمه من الشكل الدائري لمدفن هيلي الكبير ب147 قطعة أثرية? إضافة إلى بعض القطع التراثية.
ومنذ بدء أعمال التنقيب في “أم النار” تبين أنه كان لتلك الجزيرة الصغيرة دور?َ في التفاعل الحضاري ما بين الحضارات القديمة في منطقة الشرق القديم ووسيلة اتصال فيما بينها. وعلى أرض الجزيرة? التي احتوت على بقايا أبنية وبيوت ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد? أنشأت مقبرة كبيرة اشتملت على أكثر من خمسين مدفنا?ٍ بنيت على شكل نصب كبيرة صممها المعمار القديم? ونفذها وفق أسلوب هندسي جميل يرقى إلى مصاف الكثير من مواصفات العمارة الجنائزية المتطورة المعروفة في أماكن عديدة من العالم القديم عبر العصور.
يذكر أن التنقيب في جزيرة أم النار قد جاء بناء?ٍ على رغبة حكومة أبوظبي للتعر?ف على ماهية أكوام الحجر الكثيرة التي كانت تغطي أرض الجزيرة? وحين قيام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة الجزيرة في عام 1959 حين كان ممثلا?ٍ للحاكم في المنطقة الشرقية (1946-1966)? حيث عرض على الفريق الدانمركي التنقيب في أكوام مشابهة موجودة في منطقة جبل حفيت بالعين. وبالفعل فقد قام الشيخ زايد مؤسس الدولة وباني الاتحاد بنفسه بإطلاع الدانماركيين حين مجيئهم إلى مدينة العين في بداية الستينات على تلك الأكوام? والتي تبين فيما بعد بكونها أقدم من مدافن أم النار التي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد. كما وأطلعهم كذلك على آثار الهيلي والمواقع الأخرى التي قام الفريق بالتنقيب فيها مثل بدع بنت سعود والرميلة.
وقد أثبت التنقيب الذي جرى من قبل هذه البعثة وكذلك الفريق الفرنسي الذي تلى الفريق الدانمركي والفرق المحلية التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث? والتي تمارس عملها بكفاءة منذ بداية سبعينات القرن الماضي على وجود حضارات قديمة في المنطقة تمثلت في مستوطنات سكنية عاصرت الحضارات السومرية والأكدية في بلاد الرافدين تتكون من مباني من الطين ومدافن قطعت أحجارها بشكل رائع من قبل نحاتين عاشوا قبل 4500 عام. كما وكانت هناك واحات قديمة كانت تروى بأفلاج منذ ثلاثة آلاف عام أو ما يزيد.