في بيان ننشر نصه.. الشيخ القرضاوي يوجه نداء أخيرا?ٍ للرئيس المصري بترك السلطة
جدد رئيس إتحاد علماء المسلمين دعوته للرئيس المصري حسني مبارك الإستجابة لصيحات الشعب وعدم تعريض وطنه لمزيد من الاضطراب والخراب? وسفكا لدماء.
وقال الشيخ القرضاوي في نداءه الأخير إلى الرئيس مبارك: إننا لا نزال ندعو الرئيس حسني مبارك: أن ي?ِد?ِع الغرور والكبرياء والمكابرة? ويستجيب لصيحات الشعب? ولا يعر??ض وطنه لمزيد من الاضطراب والخراب? وسفكا لدماء: (150) شهيدا? وأربعة آلاف جريح? وعدد من المفقودين أو المختفين? ويكفي الرئيس ثلاثون عاما من الحكم والتسل??ْط? ولا داعي للألاعيب المكشوفة? مثل تسيير المظاهرات التي نراها تتكو??ِن من عشرات الأفراد? أكثرهم من الشرطة السرية? والمأجورين في مقابلة المسيرات المليونية
جاء ذلك في البيان الذي أصدرة الشيخ القرضاوي والذي جاء فيه:
بيان من الشيخ القرضاوي إلى الشعب المصري العظيم
الحمد لله? والصلاة والسلام على رسول الله? وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين.
(وبعد)
فإن الحاكم في نظر الشريعة الإسلامية وكيل أو أجير عند الأمة? يعمل لحسابها? وليس مسل??ِطا عليها? وهو مسئول أمام الله? أوأمام الناس عن مصالح الأمة المادية والأدبية? كما قال عليه الصلاة والسلام: “كل??ْكم راع?ُ? وكل??ْكم مسئول عن رعيته? فالإمام راع?ُ وهو مسئول عن رعيته”.
الإسلام يحمل الأمة في مجموعها مجاهدة الحاكم الظالم:
فإذا فر??ِط الحاكم أو الإمام? أو انحرف عن أداء الأمانة والحكم بالعدل? فإن الأمة مسئولة أن تنصح له? وتأمره بالمعروف? وتنهاه عن المنكر? وتردعه عن ظلمه? وت?ْغي??ر المنكر الذي ظهر في المجتمع بما تقدر عليه? كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم? عن أبي سعيد الخدري? عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “م?ِن رأى منكم منكرا فليغي??ره بيده? فم?ِن لم يستطع فبلسانه? فم?ِن لم يستطع فبقلبه? وذلك أضعف الإيمان”.
وروى مسلم أيضا? عن ابن مسعود مرفوعا: “ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي? إلا كان له من أمته حواري??ْون وأصحاب? يأخذون بسن??ِته? ويتقي??ِدون بأمره? ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف? يقولون ما لا يفعلون? ويفعلون ما لا يؤمرون? فم?ِن جاهدهم بيده فهو مؤمن? وم?ِن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن? وم?ِن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن? وليس وراء ذلك من الإيمان حب??ِة خردل”.
ومن هنا حم??ِل الإسلام الأمة في مجموعها مسئولية تقويم الحاكم ومجاهدة الظالم? ليرتدع عن انحرافه وظلمه? وتغيير ما يمارسه من منكر? باليد أو اللسان أو القلب? حسب قدرته واستطاعته? وإلا نزل عقاب الله تعالى بالأمة كل??ها? الظالم والساكت على الظلم? كما قال تعالى: {و?ِات??ِق?ْوا? ف?ت?ن?ِة?ٍ لا??ِ ت?ْص?يب?ِن??ِ ال??ِذ?ين?ِ ظ?ِل?ِم?ْوا? م?نك?ْم? خ?ِاص??ِة?ٍ} [الأنفال:25].
وروى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه? أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الناس إذا رأ?ِوا الظالم فلم يأخذوا على يديه? أوشك أن يعم??ِهم الله بعقاب من عنده”.
ولقد علمنا القرآن أن أعوان الظالم شركاؤه في الإثم? ولهذا جعل القرآن جنود فرعون مع فرعون: {إ?ن?ِ? ف?ر?ع?ِو?ن?ِ و?ِه?ِام?ِان?ِ و?ِج?ْن?ْود?ِه?ْم?ِا ك?ِان?ْوا خ?ِاط?ئ?ين?ِ} [القصص:8]? {ف?ِأ?ِخ?ِذ?ن?ِاه?ْ و?ِج?ْن?ْود?ِه?ْ ف?ِن?ِب?ِذ?ن?ِاه?ْم? ف?ي ال?ي?ِم?? ف?ِانظ?ْر? ك?ِي?ف?ِ ك?ِان?ِ ع?ِاق?ب?ِة?ْ الظ??ِال?م?ين?ِ} [القصص:40].
ولقد ظلم الحاكم في مصر? وطغى على الشعب? وضي??ِع حقوقه? وأهدر حرماته? حتى تخرج الملايين ولم يجدوا لهم عملا يتعيشون منه? ولا يجد الشاب شق??ِة يسكن ويتزو??ِج فيها? في حين نرى فئات من الناس نهبوا أرض مصر? وسرقوا ثرواتها? لمجر??ِد انتمائهم إلى الحزب الحاكم.
كما زور الحاكم الفرعوني في مصر الانتخابات على كل مستوى: من مجلس الشعب? ومجلس الشورى والمحليات? إلى الانتخابات الرئاسية? وقد شاهد الناس التزوير على المكشوف في الانتخابات الأخيرة.
ومكن جهاز أمن الدولة في مصر من التسل??ْط على الشعب? فاختطف الناس من بيوتهم? وع?ْذ??بوا حتى مات منهم م?ِن مات تحت التعذيب? وح?ْوكم المدنيون محاكمة عسكرية? وع?ْوقب م?ِن عوقب بلا بينة.
ولقد بلغ من عدوان هذا النظام وعتو??ه أنه استعان بعتاة البلطجية والمجرمين في إفساد الانتخابات? وفي تخريب البلاد والممتلكات العامة والخاصة? أمام الثورة? حتى إنه سلط هؤلاء على المواطنين المتظاهرين في ميدان التحرير? ليصطدم بعضهم ببعض? ويقتل بعضهم بعضا? وهذا دليل واضح على إفلاس النظام? الذي لا يبالي في سبيل بقائه أن يسفك الشعب دماء بعض.
إن المظالم والمنكرات والجرائم التي ارتكبها الحاكم في مصر? قد طفح بها الكيل? وانتهت إلى انتفاضة الشعب المصري? التي تحو??ِلت إلى ثورة عارمة? ثورة تاريخية لا مثيل لها? تسج??ِل مع الثورات الكبرى في تاريخ الشعوب? اشترك فيها أبناء الشعب بكل?? فئاته وأطيافه: الجماهير والن??ْخ?ِب? وأهل الريف والمدن? والرجال والنساء? والمسلمون والمسيحيون.
تشديد الإسلام في الخروج المسلح:
إن الإسلام يشدد في الخروج المسلح