دمعة وفاء وحزن في فقيد الكلمة عبد الكريم الضوراني
لقد عجزت الكلمات واحتبس مداد الحبر أن يكتب عن أخ وزميل وفي وشخصية وطنية ونضالية ألا وهو الأستاذ / عبد الكريم علي الضوراني. لقد فجعت كما فجع الآخرون برحيل القامة الوطنية والسياسية والصحفية الضوراني صباح يوم الاثنين الموافق 17/ يناير 2010م وقد ابلغني بنبأ وفاته الأستاذ عبد السلام الضوراني مدير مدرسة الحمزة بن عبد المطلب بذمار في الساعة التي أتلقى اتصال يومي من المرحوم الضوراني نتفق على اللقاء الروتيني نتجاذب أطراف الحديث عن السياسة ومستجداتها وفي الشأن العام ونشتري الصحف ثم يغادر كلا?ٍ منا إلى منزله بعد أن انضممت إلى حزب خليك في البيت منذ ثلاثة أعوام بعد تسريح من عملي كموجة تربوي.
قبل يوم من وفاته شكرني على خبر صحفي كتبته حول قضيتهم كمستشارين في مؤسسة الاتصالات وأكد لي التفاتة قيادة المؤسسة لقضيتهم وعبر عن شكره الجزيل لمدير عام المؤسسة د/ علي ناجي نصاري الذي التقاهم بحضور عدد من المستشارين زملاء نضاله يحيى الذاري وعبد الرحمن السوراي والعنسي وإبراهيم الخزان وغيرهم ,واخبرني أن قرارات ستصدر الأسبوع القادم كدفعة أولى تستوعب عددا من المستشارين في أعمال إدارية وصرف حقوقهم وهو من بينهم هنأته على ذلك وشكر بدورة المولى تعالى على توفيقه بأن يعود للعطاء في المؤسسة الذي قال انه أفنى ريعان شبابه في خدمتها كمدير فرع في خمر والجوف ومأرب ومدير إدارة المشتركين في محافظة صنعاء قبل أن يحال إلى وظيفة مستشار قسرا منذ تسع سنوات عرف عنة التفاني في عملة والنزاهة وقول كلمة الحق والشجاعة والصراحة وكان يحب موظفيه المجتهدين وفي مقدمتهم كما ذكر لي الأخ / عبد الله المطري علاوة على الصفات المهنية التي تميز بها كان الفقيد رحمة الله تعالى سياسيا محنكا يمتلك رؤى ثاقبة وقد زاملني في حزب الحق في الدائرة السياسية بفرع ذمار منذ عام 97 حتى عام 2001 م وتفرغ بعدها لعملة الوظيفي كمدير إدارة الخدمات في منطقة صنعاء للاتصالات , كان الفقيد يحمل هوى ناصريا يحب الشهيد إبراهيم الحمدي والزعيم الخالد جمال عبد الناصر وتأثر بأخيه الراحل العميد والمناضل / محمد علي الضوراني في حبة للزعيمين التاريخيين الحمدي وعبد الناصر والقومية العربية وحب الوطن , فعندما كنت أمشي معه ويصادف بعض الظواهر السلبية لاينتقدها فقط بل يساهم في حلها وكان شديد الغيرة على الممتلكات العامة ففي أحد الأيام مررنا سويا ووجدنا كبينة تلفون يعبث بها الأطفال فما كان منه إلا أن يقيم الدينا ولا يقعدها حتى تم إصلاح تلك الكبينة ورفعها من العبث!!
كان الفقيد رحمة الله لايرد سائلا قصده واجدة وهذه شهادة للتاريخ لا يبخل على أحد ويقول للسائلين المترددين علية بشكل يومي سأعطيك غدا وفعلا يعطيه وبسخاء أو يعطيه ما يمتلكه في ذلك الوقت.
تميز الفقد رحمة الله بفن كتابة المقال السياسي وقد كتب لأعوام في صحيفة الأمة حتى توقفت عن الصدور في شهر مارس 2007 م كما نشرة له بعض الكتابات في موقعها الالكتروني الذي أتولى رئاسة تحريره.
كما كتب في بعض الصحف كالثوري والوحدوي وغيرها من الصحف الوطنية وكان يكتب في نهاية الثمانينات في صحيفة الثورة الرسمية.
كان الهم الوطني والسياسي والاقتصادي ديدنه الشاغل كان يحرص على لم الشمل والوحدة الوطنية ورفض التعصب والعنصرية والمناطقية والجهوية والطائفية , لم أجدة متعصبا يوما حتى لقبيلته الحدا أو اسرتة المشهورة بالعلم والصلاح والرياسة.
ومهما كتبت عن عبد الكريم الضوارني المثقف والإنسان الملتزم دينيا وأخلاقيا ووطنيا لم أعطه حقه , ولكن أتمنى أن تجمع كتاباته الأدبية والسياسية وتطبع في كتاب وأنا سأكون أول المساعدين في ذلك .
وستكون لي وقفة أخرى اكتب فيها عن فقيدنا الراحل الأستاذ العزيز والصادق / عبد الكريم بن علي الضوراني سائلا للفقيد الرحمة والمغفرة ولأبنائه هيثم وشهاب ومحمد وأسامة وهشام وجهاد الصبر والسلوان وأن يستلهموا مما خلفه والدهم وتركة من مآثر من العزة والأخلاق والموقف والمبدأ وحب الناس والوطن وتعازينا الحارة لأسرته الكريمة .