اليمن.. الصمود والسقوط.. الحقيقة والشائعة..!
بقلم / سامي العميسي
صمود أسطوري لا يضاهيه صمود.. شعبٌ لا يعرف غير الوقوف في وجه العواصف وليس آخرها عشرة أشهرٍ مما سمي زيفاً وزوراً بـ”عاصفة الحزم” استخدم فيها تحالف العدوان كل ما يمكن أن يكون قد سجل في سجلات منظمات حقوق الانسان ومحاضر جرائم الحرب الدولية..
هذه الهيستيريا الحربية التي أظهرت جنون آل سعود ومن يشاركهم حربهم القذرة على بلادنا وبالرغم من اجرامها وقذارتها وإرهابها ولا انسانيتها إلا أنها لم ولن تؤدي إلى تطويع هذا الشعب العظيم فكيف بفكرة تركيعه.. إنها ضربٌ من المستحيل لا محالة..
ولكي ننصف هذا الصمود الأسطوري المتنامي بل والذي يتحول إلى أملٍ في النصر ورغبةٍ في كف شر الآخر المعتدي وإلى الأبد علينا أن نطالع ما يعتمل في الضفة اليمنية الأخرى إنه تقزيم في كل صمود.. والتشكيك في كل انتصار.. واطلاق المئات من عواصف الشائعات اليومية في كل الجبهات سواء ميادين الصمود والعزة التي تتصدى لزحوفات العدو أو تلك التي تسطر اختراقات أبطال الجيش واللجان في جبهات الشرف على الحدود..
إذن نحن نتحدث هنا عن نقيضين يعيشان بيننا.. الأول يعتز بصمودنا ويراه عزّة وكرامة.. ويستشعر في الضائقة التي تفرضها علينا الحرب.. يستشعر فيها ثمن الكرامة والخروج عن التبعية ومغادرة مربع الارتهان لممالك النفط ومن خلفها راعيها الأميركي..
والثاني يشن حروباً ممنهجة ضد هذا الصمود ويشوه صورته ويعمل فيه جميع أنواع التشويهات والتشكيك والحرب النفسية.. تارةً من بين ظهرانينا متسللاً من بين أيدينا متمثلاً بعملاء الداخل والمرجفين والانهزاميين والمنظمين من المؤدلجين من الأحزاب..
وتارة ينجر وراء شائعات العربية والجزيرة وإعلام العدو بنوعيه الموجه مباشرةً أو المشترى بالمال النفطي القذر.. بل وأحياناً يصبح الصمت المخزي نوعاً من التواطئ الممنهج بل ومدفوع الثمن.
حقيقة هذين النقيضين تراءت لنا في أبهى صورها خلال الأيام الماضية صموداً وتشكيكاً.. حقيقةً وشائعة.. وكلها من تجليات هذه الحرب السعودية القذرة التي تستخدم كل شيء بلا ضوابط ولا اخلاقيات ولا حتى مرجعيات أو أسس.
نبدأ من جبهات الصمود والعزة.. فمثلاً تصدت قوات جيشنا الأسطوري مسنوداً باللجان الشعبية لعمليات زحفٍ كبرى كان أخطرها محاولة خرق جبهة صنعاء عبر ما تعرف بـ”فرضة نهم” والتي أعتمدت المؤامرة والخديعة والارتزاق لكن يقظة وحوش الجيش واللجان حالت دون تحقيق أي خرقٍ يذكر بل وضربت التعزيزات التي كان يفترض أن تتبع عمليات الاختراق هذه في عقر دارها فحسم “توشكا الرهيب” قوات الاسناد المفترضة في مرابض انطلاقها في معسكر ماس بمارب فصارت العملية نسياً منسيا..
هذا لا يمنع حدوث اشتباكات ووجود تهديد لكنه أيضا نصرٌ آخر يضاف لرصيد هذا الجيش العظيم..
لكن كيف تعامل المرجفون والمشككون والمخلوقات الفيسبوكية والتويترية التي امتهنت لغة الكذب والارتزاق مع هذه الأحداث.. شككوا في صاعقة ماس المدمرة.. أنكروا كسر اختراق جبهة نهم.. أوهمونا بأن معركة “الفرضة” حسمت وأن ديك الصباح سيصحو ليعلن عودة ما يسمونه زوراً وبهتاناً بالشرعية إلى العاصمة..
نعم من المنصف أن نعتبر هذه المعطيات السابقة نوعاً من الحرب النفسية المشروعة في الحروب.. لكن أليس من المنصف أيضاً أن لا نكذب الكذبة ونصدقها.. ألا يفترض بنا بعد مرور ساعات الحسم في هذه المعركة أن ينصف المرتزقة والمرجفون الحقيقة فيعطوها مساحة من مخيلاتهم المريضة ليعترفوا بالواقع لا العالم الافتراضي الذي رسموه لأنفسهم أو استنسخوه من أبواق اعلام العدو..
كم مرةً تحررت تعز بمنطقهم المريض من قبضة من أسموهم بالانقلابيين.. وهذا غير موجودٍ إلا في إعلامهم ووسائل تواصلهم اللا اجتماعية..
كم مرةً بدأت معركة الحسم في صنعاء لصالح شرعيتهم المفترضة التي تشبه في حقيقتها قول الله تعالى ( ظلماتٌ بعضها فوق بعض ) فهادي لا شرعية له.. ويستعين بأنظمة تجثم على صدور شعوبها بلا شرعية.. ويستندون في عدوانهم القذر على مشروع صهيو أميركي غير مشروعٍ ولا متقبلٍ في أصل كرامتنا وعزتنا العربية..
عالمهم الافتراضي سيزول قريباً.. وسيستيقظ العملاء والمرتزقة ويجدوا أنفسهم وحيدين حين تقذفهم ممالك الشر الخليجية من مراكبها حينما يصل الغرق لآطراف قدميها..
عندها لن ينفع العملاء والمرتزقة الخزي والعار الذي يقذفون أنفسهم فيه.. وستنتصر الحقيقة الوحيدة.. وهي أن أرضنا عصية.. ورجالنا أبطال.. وجيشنا أسطوري حينما يدافع عن وطنه وشعبه.. ولا عزاء لآكلي الشائعات.. من المرتزقة والعملاء وساكني فنادق الرياض.