ارواحا?ٍ زهقت ودماءا?ٍ سالت من تكريت إلى كربلاء.. وخيارنا الوحيد ? في وحدتنا ولحمتنا
لا نعني من خلال عنواننا للمقال ان باقي مدن ومناطق العراق الأخرى آمنه ? فالعراقيون من شمال البلاد إلى جنوبها يعانون القهر والظلم والموت ? فهو اليوم في بلادنا كالشبح تارة انتحاري بحزام ناسف او مفخخة تحصد المئات وتارة أخرى من كاتم الصوت الكابوس الذي أصبح يطارد العراقيين أينما كانوا في البيت او العمل او السوق او الشارع ! ? ناهيك عن عصابات الخطف والابتزاز وفرق الموت المجهولة كما يفضل البعض تسميتها ! التي أزهقت ألاف الأرواح البريئة تحت مسميات طائفية ودينية مقيتة ? فحتى أفراحنا تنقلب إلى أحزان ? فحين يفوز منتخبنا العراقي بكرة القدم على نضيره تتوالى الانطلاقات النارية كالمطر بشكل عشوائي وهكذا ايضا تزهق أرواحا بريئة ? هذه لمحة بسيطة جدا عن إشكال الموت اليوم في العراق ولا أقول كل إشكاله ? فله أكثر من وجه وأكثر من غاية وأسلوب ووسيله ?إلا ان المحصلة النهائية في كل هذا هو قتل العراقيين .
لم نعد قادرين على ان نفرز بين عمليات القتل والتفجير فكل يوم قتل وكل يوم تفجير هنا وهناك ? ولم تعد هنالك حرمة لمناسباتنا الدينية او الوطنية فكل أيامنا أصبحت سوداء وحمراء اللون بين الحزن والدماء السائلة ? فشبح الموت وكابوس القتل والانفجار بات فرض على العراقيين وجزءا من حياتهم اليومية ? استهدفت المساجد والحسينيات والكنائس والأسواق الشعبية والدوائر والوزارات بل واستهدفت مناطق بأكملها ولم يتبقى شيء في بلادنا لم يستهدف ? وكل ما نخسره من ذلك هو الإنسان العراقي الذي يقتل مرتين مختلفتين أما بـ إزهاق الروح وصعودها إلى الباري عز وجل او في قتل الإنسان بكل معنى الكلمة بداخله .
فنتلقى خبر فاجعة أخرى تحل بشعبنا وهذه المرة في مدينة تكريت حيث أقدم انتحاري على تفجير نفسه في مركز لتطوع الشرطة في وسط المدينة وأسفر الهجوم الإرهابي عن سقوط 200 من الضحايا بين شهيدا وجريح وأكد مصدر في شرطة تكريت في حديثه للسومرية بأن عدد الضحايا ارتفع إلى 50 شهيد و150 جريح في حصيلة قابلة للزيادة ? ولم يفق العراقيون من صدمتهم في تكريت حتى تلقينا خبر فاجعة أخرى ولكن هذه المرة في محافظتي كربلاء وديالى ? حيث أعلنت مصادر أمنية عن استشهاد 45 شخصا على الأقل وإصابة 150 آخرين بجروح في هجوميين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مواكب لزوار العتبات المقدسة جنوب كربلاء وشمالها ? وفي نفس السياق قال مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام التابعة لمحافظة ديالى إن انفجار عبوة ناسفة بموكب لزوار العتبات المقدسة عند ناحية كنعان أدى إلى استشهاد شخص وإصابة ثلاثة بجروح.إلى ذلك? استشهد شخص وأصيب 9 آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبا?ٍ لزوار العتبات المقدسة عند علوة الرشيد جنوب بغداد .
لم تعد أهمية لحياة الإنسان في نضر القتلة والمجرمين من اي طرفا كانوا فهم لا ديانة لهم ولا عقيدة ولا انتماء ولا هوية فدينهم وعقيدتهم وانتماءهم للمال ومن يدفع لهم أكثر .
ولو نتوقف قليلا عند فرق الموت والجماعات المسلحة المدعومة خارجيا وتنفذ أجندات إقليمية ودولية على ارض العراق ? ونلاحظ عمليات استهداف المواطنين والأكاديميين والكفاءات العراقية بصورة عامة نجد إن فرق الموت والجماعات التكفيرية لم تختفي من الساحة كما يتصور او يصور البعض ? وإنما هي خطة مدروسة وإستراتيجية واضحة لمن يتابع الأحداث في عموم البلاد ومجرياتها ? فالأحداث السابقة التي أدت لظهور هذه الميليشيات والجماعات التكفيرية على الساحة بشكل علني ومباشر كانت ضمن مرحلة هيئ لها سلفا لتحقيق غايات معينة في وقتها ? وتصور البعض ان ما حدث من استقرار امني جزئيا كان نتيجة سيطرة الحكومة العراقية وتجفيفها منابع هذه الجماعات ? إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك ? إذ انها كانت مرحلة لا بد منها ? ان تظهر هذه الجماعات بالشكل الذي كانت عليه وبعدها تختفي وتعود لتنشط بأسلوب أخر ? وهو مانعيشه اليوم من تفجيرات واغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت ? ولا يخفى على احد الدور الإيراني الخطير في كل ذلك ? ولا نتردد في يوم من توجيه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى إيران بكل ما حدث ويحدث في عموم الساحة العراقية شمالا وجنوبا شرقا وغربا ? فالمشروع الإيراني الكبير يكمن في أربع مراحل رئيسية ? سأتطرق إليها في مقالا لاحق ? ولكن المهم في حديثنا هذا ان يفهم شعبنا العراقي المظلوم إننا لا نزال نعيش في مراحل المشروع الإيراني الكبير ? وكل الأحداث الأمنية والسياسية التي تجري اليوم على ساحتنا العراقية بكافة إشكالها وأوجهها وأساليبها هي استكمالا لمراحل المشروع الإيراني والذي يعتبر في مراحله المتقدمة ? وهذا لا يعني ان إيران هي فقط من ينشط على الساحة العراقية امنيا وسياسيا ? اقتصاديا ومجتمعيا ? فالعراق اليوم ساحة مفتوحة على مصراعيها وارضا خصبه ? كما يظن البعض ? لتمرير المشاريع الإقليمية و الدولية ? ولكن لا شك بأن الأخطر والأكثر قوة ونفوذ من كل تلك المشاريع ? هو المشروع الإيراني .
لذا فعلى شعبنا ان يتوخى الحذر من الأيام القادمة وان ل