المبعوث الأممي إلى اليمن لشؤون الخمسة
بقلم / حسن الوريث
جاء ولد الشيخ إلى اليمن وفي عقله وذهنه وشغله الشاغل كيف سيقنع أنصار الله بإطلاق الخمسة المعتقلين قبل البدء في مناقشة أي مواضيع متعلقة بحل الأزمة اليمنية وكأن قضية اليمن فقط محصورة فيهم وليس هناك قضايا في غاية الخطورة والأهمية وكأن الشعب اليمني لا يتعرض لعدوان وقتل وتدمير وحصار وتجويع وكل لقاءات ولد الشيخ خلال تواجده في اليمن هي موضوع الخمسة رغم أنه وصل إلى صنعاء على أنغام القصف لطائرات العدوان السعودي الذي يزداد ضراوة كلما وصل ولد الشيخ وكأنها إشارة بينه وبين دول العدوان ليخيف الناس ويرعبهم وهو لا يدري أن اليمنيين أقوى منهم ومن طائراتهم وصواريخهم.
ومن تابع مسار المفاوضات في جنيف 2 يتأكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن ولد الشيخ ومعه فرقة المرتزقة القادمين من الرياض لم يكن همهم تقديم أي حلول تخرج الشعب اليمني من هذه الأزمة الطاحنة التي تسببوا هم في إدخاله فيها ولم يكن همهم وقف العدوان ورفع الحصار وتخفيف المعاناة عن اليمنيين بقدر ما كان جل اهتمامهم هو كيف ينجحون في إطلاق الخمسة المعتقلين الذين منهم شقيق الفار هادي الذي باع كل شيء وحصر اهتمامه بموضوع إطلاق شقيقه ناصر وكأنه مع الأربعة الآخرين لوحدهم المعتقلين ولا يوجد غيرهم وكأن مشكلة اليمن سيتم حلها في حال تم إطلاقهم. وهكذا فقد كانت هذه هي قضيتهم الأساسية وبالتالي فقد أفشلوا مؤتمر جنيف لأنهم فشلوا في هذه القضية كما أنهم ضغطوا على ولد الشيخ بضرورة الحضور إلى صنعاء ليستكمل مهمته هذه .
اعتقد جازماً ومعي معظم اليمنيين أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ يتم تحريكه بالريموت كنترول من قبل دول العدوان ويفرضون عليه ما يقوله وما يفعله لأن قيمته مدفوعة وثمنه استلمته الأمم المتحدة شيكاً مقبول الدفع من السعودية التي دفعت مبلغ مائتين وسبعين مليون دولار مقابل تخلي الأمم المتحد عن المبعوث السابق بن عمر الذي أصبح غير مرغوباً فيه من قبل تحالف العدوان بسبب إحاطته التي قدمها في الأمم المتحدة حول الأزمة اليمنية والتي اتهم فيها السعودية بأنه هي من عرقل التوقيع على اتفاق وشيك بين الأطراف اليمنية في موفنبيك بسبب شن العدوان والتدخل العسكري من قبل السعودية وبالتالي فقد دفعت هذا المبلغ تحت بند مساعدات لكنه في الحقيقة بند رشوة لشراء ولد الشيخ باعتباره رجل السعودية الذي يمكن عن طريقه تحقيق ما يريدونه وهذا بالفعل ما يحصل الآن فدول العدوان تحركه في الاتجاه الذي تريده وكيفما تريد والواقع يؤكد صحة هذا الكلام.
ويمكن ان نراجع كل ما قاله ولد الشيخ منذ تعيينه خلفاً لبن عمر وحتى الآن حيث لم نسمع منه كلمة واحدة تدين العدوان وما يتعرض له الشعب اليمني من قتل وتدمير لمقدراته ولم نسمع منه كلمة تقول أن الأزمة هي بين اليمنيين وبالتالي فعلى السعودية وقف تدخلها في اليمن ولم نسمع منه ما يفترض أن يصدر منه كمبعوث لمنظمة الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية والكلمة سمعناها منه هي ضرورة إطلاق المعتقلين الخمسة من اجل بناء الثقة وكأن الثقة بين الأطراف اليمنية مرهونة بهم وبإطلاقهم وأعتقد أنه سيغادر اليمن دون تحقيق أي نتيجة لأنه جاء وفي ذهنه شيء آخر غير ما يريده أهل اليمن الذين كانوا يأملون من هذه المنظمة أن تسهم في حل الأزمة اليمنية لكن خاب أملهم حينما عرفوا أن الأمم المتحدة عينت لهم مبعوثاً خاصاً لشؤون إطلاق الخمسة.