بن اليعازر: مبارك قال لي إن القاهرة ليست بيروت ولا تونس والاستخبارات الاسرائيلية ذهلت
قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن وزير الاعلام في الحكومة المستقيلة قرر أن تقوم هيئة الاستعلامات بإغلاق وايقاف نشاط قناة الجزيرة في مصر والغاء التراخيص وسحب البطاقات الممنوحة لجميع العاملين بها اعتبارا من الأحد.
واضافت الوكالة انه “تقرر أن يقوم اتحاد الاذاعة والتلفزيون بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية اللازمة لوقف تراخيص أجهزة ووسائل النقل الفضائى المباشر (اس ان جي) وكابلات الالياف ضوئية أو أي وسائل اتصال أخرى ممنوحة لقنوات الجزيرة”.
كشف السياسي الإسرائيلي? بنيامين بن أليعازر? أنه اتصل مؤخرا?ٍ بالرئيس المصري? حسني مبارك? الذي طمأنه إلى الوضع في بلاده? رغم الاحتجاجات التي تشهدها ومطالب الإطاحة بالنظام.
وأكد أن مبارك قال له إن القاهرة “ليست بيروت ولا تونس”? في إشارة إلى العاصمتين العربيتين اللتين شهدتا إسقاط حكومات بتحركات في الشارع.
وقال بن أليعازر? في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي السبت: “أكد لي مبارك أن السلطات المصرية تعرف ما يجري في الشارع? وقد جهزت الجيش مسبقا?ٍ”.
وأضاف بن أليعازر? المعروف بتمتعه بعلاقات شخصية متينة مع مبارك إن أي نظام قد يحكم مصر سيحترم معاهدة السلام ويعتبرها تصب في مصلحة إسرائيل? إلا في حالة وصول نظام مدعوم من حركة الإخوان المسلمين.
وأكد بن إليعيزير أن اللواء عمر سليمان الذي ع?ْين السبت نائبا?ٍ للرئيس المصري? متمسك بقوة بهذا الموقف
كتب عاموس هرئيل في صحيفة “هآرتس” أن أحداث الأيام الأخيرة في مصر تعتبر? والتي على ما يبدو التطورات الإقليمية الأهم منذ الثورة الإسلامية وتوقيع اتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية عام 1979? تعبر أيضا عن أضغاث أحلام القادة والمخططين والاستخبارات في إسرائيل. ففي الوقت الذي تنظر فيه دول أخرى بهدوء إلى ما يبدو على انه إمكانية طرد النظام الذي سلب حقوق مواطنيه الأساسية? فإن نظرة إسرائيل مختلفة في الهدف.
وكتب أن انهيار النظام القديم في مصر سيكون له تأثير بالغ? سلبي بغالبيته? على الوضع الإقليمي لإسرائيل. وعلى المدى الأبعد من الممكن أن تعرض للخطر اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن? وهي الأكبر من حيث الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل بعد دعم الولايات المتحدة. ومن الممكن أن يلزم الأمر بإجراء تغييرات في الجيش وإلقاء عبء ذلك على الوضع الاقتصادي.
ويتابع أن الاستخبارات الغربية عامة? والإسرائيلية خاصة? لم تتوقع مسبقا عظمة التغيير (بحسب الكاتب فإن التسمية النهائية “ثورة” سوف تنتظر قليلا? على ما يبدو). ومثلهم الغالبية المطلقة للمحللين في كافة وسائل الإعلام والأكاديميين.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى أن الاستخبارات العسكرية توقعت أن يكون العام 2011 عام تبادل سلطة محتمل? يترافق مع علامات استفهام كثيرة? في السعودية ومصر? إلا أنه لم يكن من المتوقع أن تحصل ثورة شعبية.
ويضيف الكاتب أنه علاوة على ذلك? ولدى ظهوره الأول أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست? الثلاثاء الماضي? قال رئيس الاستخبارات العسكرية الجديد أفيف كوخافي إنه حتى اللحظة لا يوجد أي مخاوف بشأن استقرار النظام في مصر? وإن الإخوان المسلمين ليسوا منظمين بما يكفي للسيطرة على السلطة? ولم ينجحوا في التوحد بما يكفي لإحداث عملية جدية.
ويكتب هرئيل أنه في حال إسقاط نظام مبارك? فإنه سيتم المس خلال فترة قصيرة بالتنسيق الأمني الهادئ بين إسرائيل ومصر? ومن الممكن أن تحصل تسوية في علاقات القاهرة مع حكومة حماس في قطاع غزة? ومس بمكانة القوات الدولية في سيناء? ورفض مصري لحركة “سفن الصواريخ” الإسرائيلية (السفن الحربية) في قناة السويس والتي تم استغلالها في السنتين الأخيرتين لمحاربة نقل الأسلحة من السودان إلى قطاع غزة. وعلى المدى البعيد من الممكن أن يحصل فتور حقيقي في “السلام البارد” أصلا مع إسرائيل.
ويشير إلى أنه بالنسبة للجيش الإسرائيلي فإن الأمر يلزم بإعادة التنظيم? حيث أن الجيش? ومنذ أكثر من 20 عاما? لا يأخذ بالحسبان التهديد المصري في خطط الرد. وإن السلام مع القاهرة أتاح في السنوات العشرين الأخيرة تقليصا تدريجيا في عدد القوات العسكرية وخفض جيل الإعفاء من التجند للاحتياط وتخصيص الموارد إلى أهداف اقتصادية واجتماعية. كما أن المناورات التي تجريها هيئة الأركان تركزت على المواجهات مع حزب الله وحماس? وسورية في أكثير تقدير? ولم يستعد أحد بجدية لسيناريو تدخل فيه كتيبة دبابات مصرية إلى سيناء? على سبيل المثال.
ويختتم الكاتب مقالته بالقول إنه في حال سقط النظام المصري أخيرا? الإمكانية التي كانت مستبعدة قبل 3 أيام? فإن المظاهرات قد تمتد إلى الأردن? وعندها يسود واقع جديد تماما على “حدود السلام الطويلة لإسرائيل