الـرحلـة إلى صنعـاء الجديـدة
سافر الأستاذ/نبيل الصوفي وبعض من طاقمه الصحفي في رحلة عبر مجلة ” أبواب ” التي حطت رحالهـــــا في العــــاصمة السياسية والتاريخية “صنعاء”حاضنة كل اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية? وذلك في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الميلادي.
ومن ثم انطلقوا يجوبون طرقاتها الملتوية والعشوائية المحتوية على بعض المطبات والحفريات المشاكسة? والسيارات المتزاحمة المتوالية? ورجال المرور المتصيدين للأخطاء والطيشان? وأجالوا بأبصارهم يمينا?ٍ وشمالا?ٍ يمتعونها بفنها المعماري الأصيل? ومحلاتها التجارية العتيقة والحديثة? والتقوا ببعض مواطنيها و…إلخ.
وقد استطاعوا سبر أغوارها بإجلائهم بعض الحقائق التي كانت في طي الجهل والنسيان عند فئات من الشعب المتقوقعة في الأمية الثقافية والسياسية? والمصابين بالقهر والخذلان. وبعد انتهاء وقت الرحلة الذي استمر ما يقارب شهرا?ٍ? حملوا أمتعتهم? واستقلوا طائرتهم? وآبوا
إلى موطنهم.
صنعــــاء الحاضـــر
انهدمت كثير من معالمها الأثرية والسياحية? وانتشرت القمامة في حاراتها وشوارعها? وكثر عدد المتسولين في مساجدها وعند محلاتها التجارية وإشارات المرور الحسان? وأغرقت أسواقها بالسلع الغذائية والدوائية المقلدة والمغشوشة? وانغمس بعض شبابها في البطالة? وكثر المجانين على أرصفة طرقاتها? وحضرت الوساطة والمحسوبية إلى مكاتبها الإدارية? وتعمقت الرشوة أو حق القات عند كثير من موظفيها الأبدان? وس?ْي??س التعليم في مدارسها وجامعاتها بالحزبية وزعطان وفلتان? وانتهك بعض عساكرها حرم الجامعة التعليمية بالبندقية وحماية القادة الشجعان? واستبعد تطبيق الدستور والقانون عن أصحاب القوة والقبيلة والسلطان ? ووضع الفقير في حضيض النسيان? ورفع صاحب المال والجاه والهمجان إلى منصة الاحترام? واستبيح دم المواطن الضبحان الشاقي على الأولاد والنسوان? بل وكوفئ بالجرعات الغلائية التي تزيده بخلا?ٍ وجبنا?ٍ وحرمان? وتربع الثالوث المرعب على رؤوس مواطنيها
( الجهل ? والفقر ? والمرض ) , وابتلوا بالمتصلبطين والناهبين للعربيات والمجحبلين للبساطين من أجل حق القات والدخان? وأطباء لا يهتمون بالصحة والأبدان بل بالدولار والخ?ز?ِ??ِان? وتجار يحبون الجشع والاحتكار ويكرهون الحق والميزان? وإهمال للتخطيط العمراني الحضري حتى أصيب السائقون والسواح بالدوخان? وقل الماء حتى أصيب المواطن بالعطشان? وكثر انقطاع الكهرباء حتى أصيبت الأجهزة الإلكترونية بالعطب والتخبط والحيران.
كل ذلك أضاع هيبة “صنعاء” أم المدن اليمنية? وجعل أهلها يعيشون بين الهموم والأحزان? بل وأصيب بعضهم بعدة أمراض كالهذيان والجنان? فولد ذلك تفكك النسيج الاجتماعي? وبرزت ظواهر العصابات الإجرامية في السرقة والقتل والنصب والاحتيال والتزوير والاختطاف والاستهزاء بالقرآن ومعصية الرحمن.
ما المخـــــرج ?
المخرج لا يكون بالهتافات الرنانة? أو الكلام اللبق المطلي بكذب البيان? أو الشعارات البراقة المومضة بالزور والبهتان?
أو الأشعار المدحية الدجلية المدغدغة للحس والوجدان? ولكن بتجميع طرفي المعادلة السياسية في البلد ” الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة “أو” الحكومة والشعب “أو” كل أفراد الشعب حاكما?ٍ ومحكوما?ٍ “لا تهم الم?ْس?ِم??ِي?ِات بل الأهم الم?ْس?ِم??ِى?لرأب الصدع? ولملمة الخلافات? وسعة الأفق? وطول النظر? وتضافر الجهود? من أجل بناء وتحديث وتطوير العاصمة “صنعاء”? والاهتمام بتحسين أوضاع أهلها المعرفية والمعيشية والعمرانية من كل النواحي? بل ويمتد ذلك إلى كل مدن اليمن وأهلها? بموضوعية علمية عقلانية? وصدق ضمير? وإخلاص في العمل? وعلى أسس استراتيجية ب?ِن??ِاء?ِة ” دينية وسطية? ومعرفة حضارية حديثة? وشورى عادلة? وقضاء نزيه? ووحدة وطنية شاملة? وحرية إبداعية? وأخوة صادقة? ومواطنة متساوية”.فهل سنعي ذلك ?!
آمل أن يتحقق هذا .
fawzialezi@hotmail.com