الثقافة العربية بين الجهود الرسمية والعطاءات الأهلية في محاضرة استضافتها هيئة أبوظبي
استضافت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخرا?ٍ محاضرة بعنوان “الثقافة العربية بين الجهود الرسمية والعطاءات الأهلية”? ألقاها الدكتور سليمان عبد المنعم أمين عام مؤسسة الفكر العربي في المسرح الوطني بحضور عدد من الصحفيين والمهتمين.
بداية قدم للمحاضر الشاعر السوري حسان عزت الذي عرف بالمحاضر وإنجازاته متمنيا?ٍ للحضور الإستفادة من خبرات المحاضر ومن ثم تساءل الدكتور سليمان عبد المنعم في محاضرته أنه “كيف يمكن الحديث في ظل الظروف الراهنة عن مشروع ثقافي عربي في وقت تموج فيه المنطقة العربية بالتوتر والاضطراب في أكثر من مكان? وهل ثمة مبررات حقا?ٍ للحديث عن مشروع ثقافي عربي يمكن الإنطلاق منه والبناء عليه وقد ظللنا لفترات طويلة لا نكف عن الحديث عن مشروعات عربية تحت مسميات مختلفة? ثم كيف يمكننا قراءة واقعنا المعرفي والثقافي في ضوء ما خلص اليه التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي ? وما هي الأولويات الجديرة بأن ننطلق منها ?تلك تساؤلات ثلاثة تشكل محتوى هذه المحاضرة وعليها أسعى جاهدا?ٍ لتقديم الإجابة”.
وأضاف عبد المنعم “أنه كان يجدر بي قبل عرض أسباب الحاجة إلى مشروع ثقافي عربي أن أحدد أولا?ٍ أي مشروع ثقافي عربي أقصد? فالمشروع الثقافي العربي الذي نبحث عنه هو في مصطلحه رؤية إصلاحية أو نهضوية وهو في مضمونه ذهنية ومنهج مراجعة نقدي يوفق بين قيم الوطنية المستنيرة وقيم الإنسانية المعاصرة”.
ومن ثم تطرق الدكتور عبد المنعم إلى طرح الأسباب والمبررات التي تحتم علينا البحث عن هكذا مشروع ثقافي عربي بالقول “هناك أولا?ٍ حاجة نفسية فنحن محتاجون لمشروع ثقافي هدفه إستعادة ثقة الأمة في نفسها? وتبديد مناخ اليأس الحضاري الذي يعيشه المجتمع العربي? وهناك ثانيا?ٍ حاجة فكرية بالغة الأهمية للمشروع الثقافي المنشود? فهما البنية الأساسية لكل مشروع تنموي. وحين نتحدث عن الثقافة والمعرفة فنحن في الواقع نتحدث عن التنوير والاصلاح والنهوض? وعن العمل وزيادة الانتاج والاتقان? وعن خلق فرص عمل ومكافحة الفقر وزيادة دخل الفرد”.
كما وعرض الدكتور عبد المنعم إلى التحديات الثقافية التي يواجهها العالم العربي مشيرا?ٍ إلى أنه وفي ظل هذه الأوضاع الخاصة بواقع المعرفة تزداد حاجتنا إلى ترسيخ وإعلاء قيمة المعرفة? وهكذا فإن المشروع الثقافي العربي يعكس حاجة فكرية تلبي مجموعة من القيم التي يبدو إحتياجنا إليها اليوم أكثر إلحاحا?ٍ من أي وقت مضى”.
وختم بالقول “إن المشروع الثقافي هو وحده قادر على تغيير “ذهنية” الناس إلى جانب قدرته على الإرتقاء بسلوكياتهم? والتنمية في مفهومها الشامل ترتبط بالضرورة بقيم سلوكية مثل قيم العمل الجاد? والإتقان? والإنضباط? والشعور بروح الفريق? وإحترام الوقت”.