الأحزمة الناسفة وغارات الطيران العدوان السعودي الأمريكي.. كابوس المدنيين في سنة
شهارة نت – أحمد داوود
ستُخَــلَّــدُ سنةُ 2015 في ذاكرة اليمنيين، فأيامُها وأسابيعُها وشهورُها كانت مليئةً بالأحداث المتسارِعة على كافة المستويات سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وعاش اليمنيون فيها وطأة الجوع والخوف والاقتتال الداخلي.
ونشط تنظيمُ داعش بارتكاب جرائم ضد المدنيين في هذا العام، بالتزامُن مع عدوان خارجي تجاوز كُلَّ القيَم الإسلامية والإنسانية وكذا كُلّ الخطوط الحمراء.
وسنحاولُ هنا تسليطَ الضوء على أبرز الجرائم التي ارتُكبت ضد المدنيين وحملت بصماتِ داعش والعدوان السعودي الأمريكي.
18 مارس.. اغتيال الخيواني
وبدأ العامُ بارتكاب جريمةٍ سياسيةٍ في وقت عصيب، مع اقتراب توصُّلِ الفرقاء السياسيين إلى حل حول مشكلة الفراغ السياسي الحاصل في البلد، اهتزت العاصمة صنعاء على وقع جريمة اغتيال الصحفي والسياسي وعضو اللجنة الثورية العليا عَبدالكريم محمد الخيواني برصاص مسلحين مجهولين، حيث صادف هذا اليوم ذكرى مذبحة جمعة الكرامة.
كان الخيواني عائداً إلى منزله في شارع الرقّاص بالعاصمة صنعاء، فأطلق مسلحون مجهولون النارَ صوبَه اخترقت إحدى الرصاصات رقبتَه، مَـا أَدَّى إلى استشهاده على الفور.
واشتهر الخيواني بكتاباته الصحافية الجريئة في نقْد النظام وسياساته، وسُجن لمدة سنة؛ بسبب كتاباته الناقدة للنظام، ومنحته منظمةُ العفو الدولية عام 2008 م الجائزة الخَاصَّــة بالصحفيّين المعرّضين للخطر، فيما منحته منظمةُ بعثة السلام والعلاقات الدبلوماسية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم، تعييناً فخرياً بصفته سفيراً للنوايا الحسَنة والعلاقات الدبلوماسية لقاءَ جهوده وإسهاماته في المجالات الإنسانية، وهو أول يمني يُمنح هذا المنصب.
وفي العامَين الأخيرَين تصدّر الخيواني نشاطاً سياسياً عبرَ عضويته في مؤتمر الحوار الوطني، ثم ممثلاً لجماعة أنصار الله في جولات الحوار السياسي، وأخيراً عضواً في اللجنة الثورية العليا.
وأثارت عمليةُ اغتيال الخيواني ردودَ فعل غاضبةً لدى الأوساط السياسية والحقوقية والصحافية التي أدانت جريمةَ الاغتيال ووصفتها بأنها “عمل إجرامي غادر وإرْهَــابي جبان تستهدفُ السلم الاجتماعي وإغراق البلاد في مزيد من أعمال العنف والفوضى”، مطالبة باصطفاف وطني ضد الإجرام.
20 مارس.. تفجيرات بدر والحشوش
تبنَّى تنظيمُ داعش مسؤولية اغتيال الخيواني.. ولكي ينسى الناسُ هذه الصدمة أقدم التنظيمُ الإجراميُّ، وبمباركة سعودية، على ارتكاب جريمة أخرى أكثر وحشيةً وعُنفاً، تمثلت في استهداف المصلين في مسجدَي بدر والحشحوش بأمانة العاصمة.
وصلت الحصيلةُ النهائيةُ لتفجيرات المسجدَين حوالي 142 شهيداً، وأكثر من 351 جريحاً، ومن بين الشهداء الدكتورُ العلامة المرتضى بن زيد المحطوري إمام وخطيب مسجد بدر.
وفجّر انتحاري نفسَه بحزام ناسف وسط المصلين أثناء خطبة صلاة الجمعة في مسجد بدر، وحين هرب المصلون من داخل المسجد اندفع انتحاريٌّ آخر وفجّر نفسَه بينهم ليضاعف عدد الشهداء والمصابين، وفي الوقت ذاته فجّر انتحاريٌّ نفسَه في مسجد الحشوش عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، كما حاول انتحاريٌّ ثالثٌ تفجيرَ نفسه في مسجد الإمام الهادي بمحافظة صعدة، غير أن اللجانَ الشعبية ضبطت الانتحاري قبل الإقدام على هذه الجريمة.
26 مارس.. بداية العدوان السعودي الأمريكي
ولم يكد يكتملُ تشييعُ شهداء تفجيرات مسجدَي بدر والحشوش بصنعاء حتى تفاجأ اليمنيون بالعدوان السعودي الأمريكي عشيةَ 26 مارس 2015، وفي اليوم الأول من العدوان ومع أولى الغارات الجوية استهدف طيرانُ العدو حياً سكنياً في منطقة بني حوات في العاصمة صنعاء، مَـا أَدَّى إلى استشهاد ما لا يقلُّ عن عشرين شهيداً وجرح خمسين آخرين، جُلُّــهم من النساء والأطفال عدا عن التدمير الذي لحق بعدد من المنازل والسيارات.
وفي اليوم التالي وفي ساعات الصباح الأولى خلّف الطيرانُ المعادي في عدوانه على سوق البقع في محافظة صعدة أكثرَ من عشرة شهداء وعشرات الجرحى، فيما استشهدت امرأةٌ في عدوان مماثل استهدف سوق الخميس بمديرية منبه الحدودية.
أما اليومُ الثالثُ من العدوان فقد كثَّف الطيرانُ السعودي الأمريكي من غاراته على محافظة صعدة، مستهدفاً السجن المركزي وشركة لتعبئة الغاز وعدداً من القرى والأحياء السكنية، والحصيلة كانت استشهادَ نحو ستة مواطنين وجرح آخرين في منطقة شدا واستشهاد أربعة وجرح ثلاثين آخرين في منطقة الكمب الحدودية.
31 مارس.. مخيم المزرق يغرق بالدماء
وبدأت تتصاعَدُ الهجماتُ الجوية لطيران العدوان السعودي الأمريكي لتخلّفَ المزيدَ من الضحايا الأبرياء، وفي اليوم الخامس من العدوان ارتكب طيرانُ العدو جريمةً بشعة، حين استهدف مخيم النازحين السلميين في منطقة المزرق بمحافظة حجة، مَـا أَدَّى إلى استشهادِ أربعين مدنياً وجرح أكثر من مائتين وستين آخرين.
1 أبريل.. استهداف ناقلة غاز بيريم
وتتواصَلُ الجرائمُ السعودية الأمريكية بحق المدنيين في اليوم السادس من العدوان باستهداف ناقلات غاز ومحطات وقود في مديرية يريم بمحافظة إب، والحصيلة كانت استشهاد أكثر من أربعة عشر مدنياً وجرح العشرات.
2 أبريل.. مصنع “يماني” تحت القصف
وفي صورةٍ تكشفُ بشاعة جارة السوء ارتكب طيرانها الجوي في يومه السابع من العدوان مجزرةً كبيرةً باستهدافه مصنعَ “يماني” للألبان والأغذية في الحديدة، حيث استشهد ثلاثون مواطناً وجرح العشرات.
20 أبريل.. قنبلة فراغية على فج عطان
وفُجع سكانُ العاصمة صنعاء بجريمة جديدة، تعد من أكبر جرائم العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، حين ألقى طيرانُ العدوان قنبلةً فراغيةً على منطقة فج عطان بأمانة العاصمة.
واستشهد في هذه العملية الاجرامية البشعة 86 مواطناً، فيما أصيب أكثر من 300 مواطن، كما تعرض أكثر من 400 منزل للدمار الجزئي والمتوسط والكلي، ونزَح من الحي الذي ألقيت فيه القنبلة 80% من ساكنيه.
ودمّر العدوان السعودي الأمريكي في هذه الجريمة أكثرَ من 200 سيارة، كما ازدحمت مستشفياتُ صنعاء في ذلك اليوم بالمصابين في ظل معاناةٍ كبيرةٍ؛ بسبب نقص الأكسجين والانطفاءات المتكررة جراء الحِصار المفروض على اليمنيين وعدم سماح دول تحالف العدوان بدخول المشتقات النفطية.
11 مايو 2015.. جريمة نقم
وعقبَ ارتكاب جريمة فج عطّان، غيَّــرَ تحالُفُ العدوان السعودي الأمريكي تسميةَ عدوانه على اليمن من “عاصفة الحزم” إلى “إعادة الأمل”، واستمر ارتكابُ الجرائم بحق المدنيين في معظم محافظات الجمهورية، حتى جاءت الجريمة المروعة في العاصمة صنعاء، بقصف مكثّف وعنيف على جبل نقم في 11 مايو 2015.
وخلّفت هذه الجريمة ما يقارب الـــ 120 شهيداً ومئات الجرحى ونزوح المئات من الأسر.
في هذا اليوم الحزين اكتظت المستشفياتُ بالمئات من الجرحى والعشرات من الشهداء ورفعت مكبّرات الصوت بالاستغاثة لإنقاذ الجرحى بعد أن استخدم طيران العدوان السعودي الصهيوأمريكي سلاحاً شبيهاً إلى حد كبير بالسلاح الذي استخدم في ضرب منطقة فج عطان، كما ازدحمت الشوارعُ بالصراخ والبكاء من المواطنين الذين شهدوا هذه الجريمة المروِّعة التي لم تصل نارُها إلى منطقة نقم فحسب، بل امتدت نارُها إلى كثير من أنحاء العاصمة.
الهلَعُ الذي أصاب سُكانَ نقم والمناطق المجاورة كان أشدَّ من الموت لدى المواطنين الذين نزحوا من منطقة نقم، وشعوب، وسعوان وصنعاء القديمة، والسائلة إلى خارج صنعاء ومنهم نزحوا إلى أطراف العاصمة وبعضُهم إلى المدارس وَالجوامع واستمر النزوح حتى الصباح.
ولم تسلم المستشفيات من الاستهداف والترويع، فمستشفى الثورة العام بصنعاء تعرَّض للأضرار، فقد وصل تأثيرُ القصف العدواني على جبل نقم بأسلحة محرّمة إلى مبنى المستشفى الذي تضرَّرت مبانيه بشكل كبير وتحتاج إلى ترميم واسع.
27 مايو.. توحش للعدوان في منطقة بكيل المير
واستشهد في هذه المذبحة حوالي أربعين مواطناً، غالبيتهم من النساء والأطفال، حيثُ قام العدوان بتنفيذ سلسلة غارات على منازل المواطنين في منطقة المزرق، ما تسبب بسقوط عدد من الشّهداء والجرحى، وفيما كان المواطنون يشيّعون شهداءَ الغارات الأولى عاود الطيران غاراته مُستهدفاً المشيّعين. كما استُشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون في مجزرة أخرى في المنطقة ذاتها.
24 يوليو.. جريمة مروعة في المخاء
ويستمرُّ العدوانُ السعودي الأمريكي في جرائمه، ليرتكبَ جريمةً مروَّعةً تُضَافُ إلى سجلِّه الإجرامي، حين قصف المحطة الكهربائيةَ والحيَّ السكني بمدينة المخاء محافظة تعز.
حصيلة هذه الجريمة وصل إلى 103 شهداء وَ150 جريحاً.
وشن طيران العدو ثماني غارات على المدينة السكنية الخَاصَّــة بالموظفين العاملين في محطة الكهرباء، وهي تقدر بمائتي منزل، وتركّز القصف على وسط المدينة السكنية، حيث أصاب أطفالاً ونساءً وشيوخاً، توزّعوا على مستشفيات الحديدة وتعز وجراحهم خطيرة.
20 أغسطس.. مذبحة صالة بتعز
استهدف طيرانُ العدوان في هذه الجريمة عدداً من منازل المواطنين الأبرياء في منطقة صالة بمحافظة تعز، وراح ضحيتها ما يزيد عن 60 شهيداً وأربعين جريحاً.
وظل أهالي المنطقة لساعات طويلة وهم يحاولون انتشالَ الضحايا من بين رُكام المنازل، في ما استقبلت مستشفياتُ تعز حالاتٍ متفاوتةً من المصابين في ظلِّ نقص بالمستلزمات الطبية.
وفي ذلك اليوم كثَّفت طائراتُ تحالُف العدوان السعودي الأمريكي من غاراتها على تعز، مستهدفةً مناطقَ وأحياءَ سكنيةً، وتوزَّعت تلك الغارات على الجحملية وصالة.
2 سبتمبر.. داعش يستهدف المصلين في مسجد المؤيد بصنعاء
وإزاءَ هذه الجرائم المتواصلة للعدوان السعودي الأمريكي دخلت داعش على الخطّ، لترتكبَ جريمةً جديدةً في مساجد الله في 2 سبتمبر 2015، حيث دخل انتحاريٌّ إلى مسجد المؤيد بحي التلفزيون بصنعاء أثناءَ تأدية المصلين لصلاة المغرب، فانفجر وهم في الركعة الثانية، مَـا أَدَّى إلى استشهاد عددٍ من المصلين، وحين هرعت سياراتُ الإسعاف والمواطنين لإنقاذ المصابين، انفجرت عبوةٌ ناسفةٌ كانت معدةً بجوار المسجد، مَـا أَدَّى إلى مضاعفة عدد الشهداء والجرحى.
وكانت الحصيلة النهائية لهذه المذبحة حوالي 34 شهيداً و94 جريحاً.
وأدان هذه الجريمة المجلسُ السياسي لأنصار الله والذي اعتبر في بيان له أنها امتدادٌ للعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا وأحدُ صنائعه، كما أدانها عددٌ من المنظمات والأحزاب السياسية والهيئات الدينية.
7 سبتمبر.. فاجعة جديدة في يريم
عاود طيرانُ العدوان جرائمَه في منطقة يريم بمحافظة إب، حيث شنَّ غاراتٍ عنيفة على منازل المواطنين أدت إلى استشهاد 12 مواطناً وجرح 44 آخرين.
العميد محمد الشامي، مديرُ أمن محافظة إب، قال إن طيران العدوان استهدف عدداً من منازل المواطنين بالقُرب من مستشفى يريم العام، مَـا أَدَّى إلى استشهاد 12 وجرح 44 آخرين أغلبهم نساء وأطفال.
وأضاف، أن الغاراتِ تسببت في تدمير عددٍ من المنازل وتضرُّر أخرى مجاورة.
20 سبتمبر.. مذبحة بسوق آل مقنع بصعدة
وأدَّى القصفُ المتوحّشُ لطيران العدوان السعودي الأمريكي على سوق آل مقنع بصعدة إلى استشهاد 90 مواطناً وعشرات الجرحى.
وقصفت طائراتُ العدوان السوق بسلسلة غارات متتالية وهو مكتظٌ بمئات المتسوقين والباعة وأصحاب المحلات التجارية كانوا يُجهّزون حاجيات عيد الأضحى المبارك.
وتعمد الطيران قتْلَ أكبر عدد من المدنيين، حيث شن غارة أولية، وحين بدأ المواطنون بإسعاف الضحايا عاد الطيران وقصَفَ مرة أخرى المسعفين ومَن تبقى من الجرحى.
وأدَّت تلك الغاراتُ إلى تفحُّم جثث المواطنين وتناثر أشلاء في أرجاء السوق، بالإضافة إلى احتراق محلات المواطنين وتدميرها.
28 سبتمبر.. مذبحة جديدة بالمخاء
استشهد 135 مواطناً وأصيب عشراتٌ آخرون، جراء المذبحة الجماعية التي ارتكبتها طائراتُ العدوان السعودي الأمريكي، مستهدفةً خيمتَي أعراس إحداهما مخصصة للنساء وأخرى للرجال في مديرية المخاء بمحافظة تعز.
طيرانُ العدوان استهدف خيمتَي أعراس في منطقة واحدة بصاروخين أدت لمقتلِ جميع من بداخلهما من مدنيين، معظمهم نساء وأطفال.
وتحوَّلت المخاءُ إلى منطقة منكوبة جرَّاءَ غارات العدوان المكثَّفة على المدينة والتي خلَّفت المئات ما بين شهيد وجريح.
29 أغسطس.. العدوان يتوحش على مصنع مياه بعبس
ويواصلُ العدوانُ السعودي الأمريكي توحُّشَه على المدنيين في عموم محافظات الجمهورية، وتشن طائراتُه غاراتٍ عدوانيةً على مصنع مياه بمدينة عبس بمحافظة حجة، مَـا أَدَّى إلى استشهاد وإصابة 30 مواطناً، في مشهد مروِّع اهتزت له حجة بأكملها..
8 أكتوبر 2015.. جريمة سنبان
الفاجعةُ الكُبرى في محافظة ذمار كانت بالمجزرة البشعة التي ارتكبها طيران العدو على حفل زفاف بمنطقة سنبان مديرية ميفعة في 8 أكتوبر 2015 والتي أدَّت إلى استشهاد حوالي 54 مدنياً جُلُّهم من النساء والأطفال وإصابة 31 آخرين الى بينهم 15 طفلاً و17 امرأة.
وامتلأت المستشفياتُ بالجرحى، وعَمَّ الغضب المديرية بأكملها.. ألمٌ اعتصر أفئدة الجميع، الذين ما زالوا حتى الآن مصدومين لهَول ما حدث.. والأطفال الأبرياء المصابون ما زالوا يئنون في المستشفيات، متضرعين إلى الله بالشفاء والانتقام من القتَلة.
مشاهدُ انتشال الجُثَث من بين الأنقاض لم ينسَها الأهالي.. لقد كان حفل زفاف، لكنه سَرعانَ ما تحول إلى مأتم وحُزن نتيجة الغارات العنيفة على الحي، رجلٌ في كامل قواه الجسدية أصبح مقعداً على كُرسي متحرك؛ لأنه فقد قدمَيه جراء هذا القصف، وامرأة كانت في كاملِ زينتها انتقل إلى بارئها وهي في طريقها عريسةً إلى منزل زوجها.. إنه الألمُ ما زال يعتصرُ قلوبَ منطقة سنبان إلى الآن.
27 أكتوبر 2015.. مجزرة للصيادين في عقبان
في هذا اليوم كان القدَرُ يحومُ على الصيادين.. وكعادتهم تجمَّعوا، وكعادتهم اتجهوا بقوارب الصيد إلى البحر، لكن ثمة مَن كان يتربص بهم ويحاول جاهداً اصطيادَهم من السماء، إنها طائراتُ العدوان السعودي الأمريكي.
حلقت عددٌ من الطائرات بكثافة في سماء المنطقة، وفجأة أطلقت عدداً من الصواريخ على تجمُّعات هؤلاء الصيادين، لتحوِّلَ أجسادَهم النقية الطاهرة إلى أشلاء.. والدماءُ تسيل على الشاطئ.
لا أحد يستوعب بشاعة ما حدث، المجرمون غادروا بطائراتهم دون أن يقتنعوا بالحصيلة الأولى من القتل، ولما اقترب المسعفون لإنقاذ المصابين، عاد الطيرانُ من جديد ليقصفَهم فيضاعف المأساة ويضاعفَ المحنة.
الحصيلة وصلت إلى استشهاد أكثر من مائة صياد وإصابة مائة آخرين.
ولاقت هذه الجريمة تنديداً واسعاً من قبَل الأحزاب السياسية والمنظمات الإنسانية والمدنية في بلادنا.
29 نوفمبر.. القصف على النساء في بئر ماء بتعز
ويتفنَّنُ العدوانُ السعودي الأمريكي في جرائمه بحق المدنيين في بلادنا، وفي 29 نوفمبر قصَفَ طيرانُ العدو تجمعاً نسوياً بالقُرب من بئر مياه في مديرية المسراخ بمحافظة تعز، مَـا أَدَّى إلى استشهاد 12 امرأة بالكامل.
وفي ذلك اليوم عرضت الكثيرُ من وسائل الإعلام بقايا أشلاء المجزرة للنساء أثناء جلبهن للمياه.
22 ديسمبر.. إبادة أسرة بأكملها في كتاف صعدة
قصَفَ طيرانُ العدوان السعودي الأمريكي في مثل هذا اليوم منزلَ المواطن عبدالكريم حمود حميد العزي بمنطقة أملح بمديرية كتاف، مَـا أَدَّى إلى استشهاد أسرته بالكامل وعددهم 19 مواطناً.
وقالت مصادرُ محلية بالمديرية إن بعضاً من أفراد الأسرة ظلوا تحتَ الأنقاض لساعاتٍ طويلةٍ؛ نتيجةَ تدمير المنزل بالكامل عليهم، وأن المواطنين واجهوا صعوبةً بالغةً في إنقاذ الضحايا وإخراجهم من بين الأنقاض نتيجةَ التحليق المستمرِّ للطيران.
نقلا صدى المسيرة-