يا طغاة العالم اتعظوا (الغضب الساطع آت)
إن ما حصل لطاغية تونس(زين العابدين بن علي)على يد الشعب التونسي الح?ْر الآبي الذي ثار في وجه الطاغية,فكسر القيد وانجلى عنه ليل الظلم والعذاب والقهر الطويل الذي طال إلى عقود ممتدة,فيه عظة بالغة لجميع طواغيت العالم وخصوصا?ٍ طواغيت العالم العربي الذين أصبحت حقيقتهم لا تخفى حتى على الأجنة في بطون أمهاتها,فهؤلاء الطواغيت جاؤوا من المجهول إلى السلطة وبالاغتصاب وح?ْملوا على رقاب الأمة تحميلا من قبل أعداء الأمة وأخضعوها لسطوتهم بالحديد والنار,فهم منزو عوا الإرادة يقومون بما يوكل إليهم من تعليمات من قبل أسيادهم الذين جاؤوا بهم لتخدم مخططاتهم ومصالحهم وفي مقدمتها الحفاظ على التجزئة لتبقى حاضنة للمشروع اليهودي في فلسطين وحاضنة للضعف والذل والهوان,لذلك تجدهم ي?ْسارعون فيهم (أعداء الأمة) لكسب رضاهم من خلال التنافس فيما بينهم للتنكيل بالآمة لمنع نهوضها والآخذ بأسباب القوة من اجل أن تبقى في حالة عجز وشلل كامل وكثير منهم ليسوا من الآمة, فهم الخطر الداهم على الآمة ومستقبلها,فعلى أيديهم فقدنا الأمل بالمستقبل والطموح وصرنا أضحوكة الأمم ومهزلة التاريخ وفقدنا الوزن والقيمة والاعتبار وغثاء كغثاء السيل ,وصار لسان حال الآمة ينطق باليأس فيقول(إصلاح الحال من المحال) و(ح?ْط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس),فواقعنا البائس اليائس المفعم بالظلم والقهر يتحدث عن انجازاتهم وعن صفاتهم ومواصفاتهم وشاهد حي عليهم وعلى أفعالهم,فهم يشتركون بصفات وقواسم مشتركة جعلتهم يتفوقون على جميع طغاة العالم بطغيانهم وجبروتهم وقسوة قلوبهم وشرورهم وجرائمهم التي ارتكبوها بحق شعوبهم وأوطانهم,فعقولهم مجبولة ب(الغباء والجهل والأمية والتخلف والإجرام والشر والشذوذ والجبن والذل والهوان),فالعزة والكرامة والشجاعة والحياء غير موجودة في جيناتهم,فهم خائبون فاشلون عاجزون متآمرون وكثير منهم صار من السكراب والخردة والأنتيكا وفي أرذل العمر ورغم ذلك تجدهم متمسكون بالسلطة ولا يمكن أن يتركوها برضاهم واختيارهم فهم من القصر إلى القبر أو يتركونها بالخلع كما خلع طاغية تونس,فالدستور والقانون هو ما يرونه والدولة ه?ْم وه?ْم الدولة فالأوطان تحولت إل إقطاعيات خاصة لهم ولذرا ريهم,فقد غابت على أيديهم المؤسسات الحقيقية المتعارف عليها للدولة,ففي دولهم كل شيء مزيف ومزور وديكور حتى الجيوش ما هي إلا قوات امن وشرطة لحماية عرش الطاغية,وعلى أيديهم أصبحت أمتنا سائبة وثرواتها كلأ?ٍ مباحا للمافيات و للنهابين واللصوص الدوليين,وصارت مشلولة عاجزة,وصارت كرامة الإنسان وشرفه في ظلهم وبالا?ٍ عليه وعلى أهله,وأصبح العقل نقمة والجهل نعمة,فهم أبطال مزيفون ومزورون,ففي الحقيقة ه?ْم أبطال للسمسرة والرشوة واستغلال للنفوذ وإذلال للشعوب والتأمر عليها وخيانة الأوطان وتسليمها للأعداء بكل سهولة ويسر وسرقة ونهب مقدراتها,فطاقات الأمة مهدورة وأموالها تنفق بسفاهة لا مثيل لها على المواخير والغانيات والمومسات وكل أنواع العبث والفجور والرذيلة فه?ْم ألد أعداء الفضيلة,فالحياة المترفة والرغيدة لهم ولذرا ريهم ولأزلامهم ومحظياتهم ومن يحيطون بهم,فهم يعيشون بترف فاجر وسفاهة وتبذير لا ي?ْصدق وبقية الشعب فهم يعيشون بحرمان تعيس قاسي وجوع كافر ولا يأكلون لقمة عيشهم إلا م?ْغمسة بالقهر والظلم والإذلال وليموتوا غيظا وليحرقوا أنفسهم من القهر إن لم ي?ْعجبهم الحال,فصار الموت حرقا ارحم من العيش في ظل قهرهم وظلمهم,فالطغاة يعتبرون الوطن ومقدراته وثرواته م?ْلك خاص لهم ولعائلاتهم وذرا ريهم وزبانيتهم ومحظياتهم,فهؤلاء الطغاة مجردون من جميع المشاعر والأحاسيس والعواطف الإنسانية,لا يعرفون الشفقة ولا الرحمة ويتعاملون مع شعوبهم وكأنها قطعان من الأغنام ينهشون لحومها بتوحش وكأنها فرائس,فأحد الطواغيت قام بتعليق المدرسين على أعواد المشانق في ساحات المدارس الابتدائية وطلب من الطلاب أن يقوموا بالتمثيل بجثثهم,أليس هذا تدمير لنفسية الطلاب من الأطفال وجعلهم مشاريع إجرام في المستقبل,فهل هناك إجرام أعظم من هذا الإجرام بأن يقوم الطلاب بالتمثيل بمدرسيهم وهو يد?عي بأنه مفجر عصر الجماهير, فأعتى المجرمين في التاريخ لم يفعل جريمته وهو الطاغية الوحيد الذي تجرأ على مهاجمة ثورة الجماهير التونسية علنا?ٍ,فكيف يهاجم من يدعي بأنه يدعو إليه??أليس هذا ي?ْظهر حقيقة هذا الطاغية وكذبه??,وسبحان الله فهذا الطاغية الذي ي?ْعتبر الآن عميد الطواغيت بدأت معالم الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه تتضح على وجهه الشيطاني ويحاول أن ي?ْخفيها بعمليات التجميل وشد الوجه حتى أن معالم وجهه من تكرار هذه العمليات أصبحت مثل( الدراكولا ) مصاص الدماء,وهؤلاء الطغاة لا إنجازات لهم إلا الهزائم والسخائم والكوارث والفقر والجوع والبطالة والتخلف والذل والهوان وإنتاج اليأس والإحباط والظلم والقهر,فالأمم جميعها تتقدم وامتنا على أيديهم تتراجع إلى الخلف,فقتلوا في الأمة روح التحدي والإبداع والعزة والكرامة,ففي ظلهم