بعد الفضائح .. معا لتنحية السلطة ومحاكمة رموزها ..
لم تفاجئنا الوثائق التي كشفت عنها الجزيرة حول تفريط المفاوض الفلسطيني وتآمره على القضية وفي مقدمتها القدس وحق العودة .. فسلطة اوسلو ومنذ رحيل أبو عمار قدمت التنازل تلو التنازل حفاظا على وجودها وعدم اسقاطها من قبل الاحتلال .. فهي قايضت بقاءها بالثوابت الفلسطينية ونصبت نفسها ممثلا للشعب الفلسطيني ..تصول وتجول بلا رقيب أو حسيب .
السلطة دائما أنكرت ما تسرب سابقا عن مواقفها الخيانية خاصة فيما يخص العدوان على غزة وتقرير غولدستون ودائما اتهمت الأطراف الأخرى بمحاولة تشويه صورتها والتآمر عليها .. حتى جاءت الجزيرة مشكورة لتضع النقاط على الحروف وتثبت بالوثائق والوقائع مدى العمالة التي وصلت إليها سلطة أوسلو ومدى تآمرها على حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته .
لا نريد الخوض في تفاصيل وحجم التنازلات التي قدمتها السلطة ..فهي معروفة للجميع ..لكننا نود أن نسأل أبناء الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية وبعد انكشاف آخر أوراق السلطة ..ما هو المطلوب وكيف بالإمكان إسقاط سلطة تتآمر على ثوابت الشعب وحقوقه ..وهل ستبتلع الفصائل هذا الأمر كما ابتلعت من قبله ..أم أنها ستعتمد استراتيجية لتنحية رموز الخيانة وإسقاط وكرهم الخياني ?!
إن بقاء سلطة كهذه تتكلم باسم الشعب وقضيته جريمة تضاهي جرائم الاحتلال بحق شعبنا .. وبقاؤها سيصفي القضية الفلسطينية برمتها ..فهي أجازت لنفسها التنازل دون أن ينتدبها احد..وبلغ هذا التنازل حد الخيانة العظمى .. فالتنازل عن الثوابت يعتبر خيانة بالمفهوم الفلسطيني ..لذا فان ما هو مطلوب تنحية هذه السلطة ومصادرة دورها عاجلا لان بقاءها سيدمر القضية الفلسطينية تماما .. واذا ما صمتت الفصائل فانها تعتبر شريكة في الجريمة ومتساوقة مع السلطة .
نعرف انه من الصعب تنحية سلطة شرشت في المؤسسات الدولية ونالت رضى الاحتلال والدول الغربية .. وقامت بشراء ذمم العديد من أبناء شعبنا وحتى من الفصائل الأخرى.. لكننا نرى بأن إسقاطها وتغييبها عن المشهد السياسي بات ضرورة وطنية من اجل الحفاظ عما تبقى من ثوابت الشعب الفلسطيني ..فلا يمكن إحراز أي تقدم على مسار انتزاع الحقوق الوطنية في ظل سلطة كهذه تتآمر وتبيع قضيتنا بالمزاد العلني..وتقايض وجودها بحقوق شعبنا الأساسية مثل القدس وحق العودة… فسلطة كهذه يجب أن تنحى بأقرب وقت ممكن.
الشعب الفلسطيني وبرغم محاولات تغييب وعيه الوطني .. إلا انه ما زال أمينا على قضيته وحقوقه وعليه تترتب عملية إقصاء رموز السلطة وتقديمهم للمحاكمة.. هذا هو مطلب الساعة الغير قابل للتأجيل .. الشعب التونسي ثار ومن اجل الحرية والخبز ..فكم بالحري اذا كان شعبا يواجه معركة البقاء والوجود