هل يفهمنا الرئيس …
(أنا فهمتكم) هكذا قالها الرئيس التونسي المخلوع ولكن بعد فوات الأوان فمتى يفهمنا باقي القادة والزعماء العرب والذي لا ينقصون عن بن علي ديكتاتورية وإستبداد وإنتهاك م?ْنظم للدستور وإستئثار بالسلطة وإقصاء للآخرين وتزوير إرادة الجماهير , وممارسة مختلف أنواع الفساد .
متى يفهم رئيسنا الصالح أن الشعب اليمني قد مل بقاءه على كرسي الح?ْكم دون إحداث أي تغيير ودون بارقة أمل تجعلنا نجود عليه بأي سنة رئاسية خارج ما حدده له الدستور.. ومتى يفهم رئيسنا أن بقاءه في سدة الح?ْكم يعني تكريس ثقافة الفساد وتعزيز سلطة الفرد على حساب دولة المؤسسات..
ومتى يعي أيضا?ٍ أن بقاءه في الح?ْكم يعني بقاء الرشوة والمحسوبية وإقصاء الكوادر الوطنية واستبعادها من المراكز القيادية والمجتمعية
ومتى يعرف رئيسنا أن بقاءه في السلطة يعني تفشي حاد للبطالة وضياع هيبة الدولة وانتهاك مستمر للدستور والقانون
ومتى يعي أيضا?ٍ أن استمراره في الحكم يعني إستفزاز صارخ لكل المظلومين والمهمشين والجوعى والخريجين ممن تاهت بهم الس?ْبل أمام وزارة الإقطاعيين الج?ْدد.
ومتى يعي أيضا?ٍ رئيسنا أن بقاءه في السلطة يعني عدم حل أي مشكلة وطنية خاصة?ٍ أنه خلال السنوات الماضية أثبتت السلطة التي يقودها أنها غير قادرة على تقديم أي مبادرة في سبيل الإصلاح سوى بقاءها على صدر هذا الشعب .
متى سيعي رئيسنا أن الشعب اليمني لن يقدم أكثر مما قدم من مبررات لوجوده وجاد بإعطاء الفرص تلوالفرص له في إنقاذه من هاوية الفقر .
متى يفهمنا الرئيس ومتى يعي أن مساءلة بقاءه في السلطة لم تعد محل إجماع شعبي سوى ممن هم حوله ممن أستغلوا مناصبهم خارج القانون وبنوا ثرواتهم من مال الشعب وعاثوا خرابا?ٍ في جميع مفاصل الدولة .
متى يعي الرئيس أن بقاءه في السلطة يعني حروبا?ٍ أكثر وصراعات دموية أكثر وجهل وأمية وتخلف وتمركز لتجار الحروب وهوامير الفساد في التحكم بكل شيء .
متى يفهمنا الرئيس …?
متى يعي ويستوعب أن هذا الجيل العارم من الشباب لا يقبل أن يكون على الرصيف في حين يتمتع أبناء السلطة ورعاياها بمال الشعب ويعبثون بأحلامه ويوقفون مسيرة البناء والتنمية بسبب عجز عقولهم الطينية من تقديم أي إبداع سوى ممارسة ما كان آبائهم وأقربائهم من ممارسة خارج القانون والدستور .
متى يعي رئيسنا أن الشعب اليمني لن يكون بمعزل عما يحدث من تغيير في كافة بلدان العالم ولن يظل هذا الشعب مجرد أدوات للحروب والصراعات ولن يبقى أيضا?ٍ وقودا?ٍ للمشاريع الصغيرة فحتما?ٍ سيقلب الطاولة على الجميع من فاسدين ونافذين .
متى يفهمنا الرئيس ويعي تماما?ٍ أن الحكم لله ولن يدوم عليها أحد فمهما كان السياج حوله منيعا?ٍ إلا أن كل الحصون ومتى يعي أيضا?ٍ أن الأسطورة الأمنية والعسكرية سرعان ما تتلاشى أمام غضب الجماهير ونقمتهم فالأسوار مهما كانت عتية لا تقف أبدا?ٍ أمام إرادة الشعب .
متى يعي الرئيس الصالح أن المستقبل لنا نحن وليس له ومتى يعي أيضا?ٍ أن بقاءه على كرسي السلطة يعني الفشل الحتمي لليمن ودخولها مرحلة صعبة لا يمكن الخروج منها بسهولة .
اخيرا?ٍ متى يفهم الرئيس أن الله لا يرضى بالظلم بل وحرمة على نفسه …
هل سيعي الرئيس درس تونس ويتخلى عن التمديد ويبدأ فعلا?ٍ التهيئة الفعلية لانتقال سلمي للسلطة إلى جيل اليمن الجديد أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير .
الأخ الرئيس لقد ضقنا ذرعا?ٍ بنظامك وسلطتك فيكفينا منك ما قد حصل ..
ايها الزعماء العرب : لقد حان وقت رحيلكم فأرحلوا بماء الوجه ..