عاجل: الجزيرة تبدأ في كشف المستور وتفضح السلطة الفلسطينية
شرعت قناة الجزيرة الفضائية التي تتخذ من الدوحة مقرا?ٍ لها قبل قليل الكشف عن المستور بعرضها 1600 وثيقة سرية تضم ما يزيد عن 6500 صفحة من الوثائق والمستندات الخاصة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وما دار خلالها بين الجانبين من تنازلات واتفاقيات سرية..
الجزيرة وفي أول حلقة لها كشفت عن وثيقة تتناول تورط صائب عريقات وهو المسئول الفلسطيني عن المفاوضات مع إسرائيل في تقديم تنازلات سبق للرئيس الراحل ياسر عرفات وأن رفض تقديمها أو التفاوض حولها.
وقد أشارت المحاضر السرية لجلسات المحادثات بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم الشريف? ليحل الخلاف بشأنه عبر ما وصف بـ “طرق خلاقة”.
وبحسب وثيقة من تلك الوثائق التي حصلت عليها الجزيرة? قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات -وفقا لمحضر اجتماع مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل? والمستشار القانوني في الخارجية الأميركية جوناثان شوارتز وديفد هيل نائب ميتشل? في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2009- “بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وجزءا من الحي الأرمني”.
وأضاف عريقات أن “الحرم يمكن تركه للنقاش. هناك طرق خلاقة: تكوين هيئة أو لجنة? أو الحصول على تعهدات مثلا?ٍ بعدم الحفر”. وشعورا منه بمستوى حجم التنازلات التي قدمها في هذا الصدد? دون مقابل? قال عريقات إن “الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن أقوم به هو أن أتحول إلى صهيوني”.
وفي اجتماع آخر مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيي ليفني بتاريخ 30 يونيو/حزيران 2008 قال عريقات “ليس سرا أننا عرضنا في خريطتنا أن نمنحكم أكبر أورشاليم (القدس بالتعبير اليهودي) في التاريخ”.
وفي اجتماع آخر عقده في التاسع من سبتمبر/أيلول 2008 مع وحدة دعم المفاوضات? تحدث عريقات عما عرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت على الجانب الفلسطيني في 31 أغسطس/ آب من نفس العام? فقال إن أولمرت “عرض علينا أن تكون منطقة الحرم تحت إشراف هيئة مشتركة”? مكونة من السعودية والأردن ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل والجانب الفلسطيني.
وبحسب عريقات فإن أولمرت اشترط أن تكون مهمة هذه الهيئة الإدارة وليس السيادة? على أن يتم التفاوض حول السيادة لاحقا بمشاركة الفلسطينيين والإسرائيليين وأطراف الهيئة? من دون أن تكون لهذه الهيئة سلطة لإجبار أي من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على التوصل لاتفاق.
وثائق سرية اخرى كشفت أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن المطالب بإزالة كل المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم أو “هارحوما” بحسب التسمية الإسرائيلية? وأبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم الشريف وحيي? الأرمن والشيخ جراح.
وأظهرت محاضر جلسات المحادثات المتعلقة بما بات يعرف بـقضايا الوضع النهائي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن مفاوضي السلطة قبلوا بأن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس الشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم.
وبحسب محضر اجتماع بتاريخ 15 يونيو/ حزيران 2008 حضره مفاوضون أميركيون وإسرائيليون? قال رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع إن “هذا المقترح الأخير يمكن أن يساعد في عملية التبادل”.
وأضاف “اقترحنا أن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس ما عدا جبل أبوغنيم (هارحوما)”. ويتابع “هذه أول مرة في التاريخ نقدم فيها مقترحا كهذا وقد رفضنا أن نفعل ذلك في كامب ديفد”.
وقد مثل حديث قريع هذا خلاصة صريحة وواضحة لما عرضه -بالخرائط- الوفد الفلسطيني المفاوض برئاسته في الرابع من مايو/أيار 2008? وهو الاجتماع نفسه الذي قال فيه قريع للإسرائيليين إن هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات.
وقد نحا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات نفس المنحى عندما قال في اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 مع المبعوث الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل? وفقا لوثيقة سرية? “بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وجزء من الحي الأرمني”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يظهر فيها التراجع الفلسطيني عن التمسك بالحي الأرمني إذا ما قورن هذا الموقف بما تسرب من موقف للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفد.
وحول الموقف من الحرم القدسي الشريف يتابع عريقات قائلا في الاجتماع نفسه “الحرم يمكن تركه للنقاش. هناك طرق خلاقة? كتكوين هيئة أو لجنة? الحصول على تعهدات مثلا?ٍ بعدم الحفر”.
وقد نال حي الشيخ جراح في القدس هو الآخر نصيبه من مسلسل التراجع الفلسطيني كما تشير إليه الوثائق السرية.
فبشأنه يلمح قريع إلى إمكانية المساومة عندما يقول للجانب الإسرائيلي في أحد اللقاءات التفاوضية “في إطار تبادل الأراضي? بالنسبة لمنطقة في الشيخ جراح? لا بد أن أحصل على منطقة مكافئة”.
وبحسب عريقات فإنه