مؤلفته حازت على جائزة الأدب السويسرية لعام 2010
صدر عن مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ترجمة كتاب جديد بعنوان: “بحر أكثر” لمؤلفته إلما راكوزا الحائزة على جائزة الأدب السويسرية? وقام بترجمته إلى اللغة العربية كاميران حوج? وتتذكر الكاتبة والمترجة والناقدة الأدبية إلما راكوزا في “بحر أكثر” طفولتها? وترحالها من بلد إلى بلد ومن بيت إلى بيت? كما تتذكر حقائب السفر والأب واللغات الكثيرة التي تتكلمها? وتترجم منها إلى الألمانية.
يتكون الكتاب من 69 بابا?ٍ تعود فيه راكوزا بذكرياتها إلى طفولتها? لتعرض من خلالها مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية في وسط أوروبا المنقسمة إلى شرق وغرب? حيث قضت طفولتها متنقلة بين بودابست? ليوبليانا? تريست وزيوريخ? فتنقل لنا حكاية المهجر الدائم? الترحال ووداع الأصدقاء وصعوبة اللقاء.
ويحكي الكتاب قصة الفتاة إلما راكوزا التي ولدت في المدينة السلوفاكية الهنغارية ريمافسكا سبوتا? والدتها هنغارية ووالدها سلوفيني الأصل? لتهاجر وأهلها إلى غرب أوروبا بعد انهيار أحلامهما في شمال شرقها? فقد هاجروا كثيرا?ٍ وتنقلوا من سكن إلى سكن آخر? كما عانوا من شكوك الغربيين والاستهانة بهم? إلا أن الفتاة شيئا?ٍ فشيئا?ٍ تتأقلم مع الواقع الجديد? أو بالأحرى ترغم نفسها على التأقلم معه? دون أن تنسى أصولها وجذورها التي تشتاق إليها من دفء الجو? وحميمية العلاقات الاجتماعية? والبحر الواسع? كما تعرض في روايتها هذه لمرحلة انتقالهم واستقرارهم في مدينة تريست الإيطالية التي أقاموا فيها فترة الطفولة? ثم تابعوا الترحال إلى أن حط بهم في عام 1951 بزيورخ – سويسرا? حيث تعيش الكاتبة اليوم.
وتعرض الكاتبة في روايتها حياتها كشاعرة وعازفة بيانو ماهرة وعلى الرغم من تنقل فؤادها بين جهات الأرض الأربع? لكن حبها يبقى للشرق الرحب كبحر وأكثر? فكلما تذكرت أمرا?ٍ? تداعت في خيالها صور أكثر جمالا?ٍ? فترحل كالبدوي من ذكرى لذكرى? حيث قضت أياما?ٍ لا تنسى في بلغاريا وإيطاليا وفرنسا وروسيا وإيران وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق? ولهذا تأتي نصوصها القصيرة مثل ومضات شعرية تعكس إحساسها المرهف بالأمكنة دون أن تغفل الكتب التي تأثرت بها منذ طفولتها وعلاقاتها الغرامية وعشقها الأكبر “البحر” .
الكتاب بحر مليء بالألوان والصور والأصوات واللغات التي تعودت الكاتبة منذ طفولتها الاستماع إليها دون أن تستوعبها? لأنها تفهمها من نغمتها? كمخارج الحروف العربية? التي تجدها جميلة رغم صعوبة التلفظ بها? إن هذه التجربة الخلابة في الكتابة تأسر القارئ وتدعوه إلى التأمل في حياته الخاصة ليكتشف فيها الجميل رغم كل متاعبها.
ويبقى أن للمدن روائحها وللحدائق عطرها وللشرق بألوانه وضوئه عشق دائم لدى إلما راكوزا? التي تهتم بالأدب العربي وبالحوار معه والقرب منه? فلقد سعت وما تزال تعمل من أجل تقريب صوت الأدب العربي للقارئ الأوروبي? وزارت العديد من البلدان العربية منها دولة الامارات العربية المتحدة.
أم?ا مؤلفة الكتاب إلما راكوزا المولودة في يوغوسلافيا السابقة 1946 فهي تعيش اليوم متفرغة للكتابة والترجمة في زيوريخ? وهي اليوم نائبة رئيس الأكاديمية الألمانية للغة والشعر? حصلت على جائزة الأدب السويسرية لعام 2010 في معرض الكتاب ببازل في سويسرا والتي تعد أعلى جائزة أدبية سويسرية? ولها مؤلفات عديدة: “قصص 1982”? “الكلمات 1992”? “عبر الثلج 2006”? ولها مقالات ومحاضرات عديدة وفي مجالات متنوعة.
مترجم الكتاب كاميران حوج? ولد عام 1968 في تل عربيد في سوريا? يعيش اليوم متفرغا?ٍ للترجمة في ألمانيا? من ترجماته أيضا?ٍ: “ألاس اس”و”في خطو السرطان” و”أعمال باتريك سوزكند” و”مسح العالم” و”الغرب”.