مراقبون يكشفون حقيقة الخلاف الإماراتي السعودي بشأن اليمن وبوادر أزمة سياسية بين البلدين
صنعاء – خاص :
تزداد حدة الخلافات بين السعودية والامارات بشأن عدوانهما على اليمن، والذي فتح الباب على مصراعيه أمام السياسيين لتبادل الاتهامات بين الطرفين.
ويشير المراقبون الى أن قيام الامارات بدعم خالد بحاح على حساب هادي الحليف الرئيسي للسعودية، قد ادى الى مزيدا من الانقسامات بين البلدين وكذا الى غياب الثقة بين الدولتين الخليجيتين اللتين تقودان الحرب ضد اليمن.
ويؤكد المراقبون في تصريحاتهم لـ” شهارة نت ” أن الخلاف الظاهر بين الامارات ونظيرتها السعودية يعود الى تعارض المصالح بين البلدين والذي ظهر مع أول سقوط لمحافظة يمنية بأيديهم ، حيث اتسع الخلاف بينهما بعد سعي الامارات الى بسط نفوذها على المحافظة وذلك على حساب السعودية التي تعتبر نفسها صاحبت القرار والمشروع الاستعماري لليمن.
ويؤكد المراقبون ان السلطات لكلا البلدين تحاولان توصيف الخلاف على انه يندرج تحت مسمى وجود قوات عربية او اجنبية بالاضافة الى دعم الشخص الفلاني على حساب الحزب الفلاني، بينما الخلاف في الواقع يأتي على تقاسم الكعكة .
ويسعى الاعلام الموالي والمساند للعدوان الى تضخيم الخلاف بين البلدين حول شركة “بلاك ووتر”، وهي شركة عسكرية أمريكية خاصة، وشركة استشارات أمنية أبرمت عقودا مع الامارات للقيام بمهامها العسكرية في اليمن نيابة عنها خصوصا بعد الضربة الموجعة للجيش الاماراتي في منطقة صافر بمحافظة مأرب والتي راح ضحيتها العشرات من الجنود الاماراتيين.
وتدفع الامارات من 2000 إلى 3000 دولار مرتبا شهريا للجنود الكولومبيين، مقابل تدخلهم في اليمن.
بينما في الواقع أن السعودية كانت على علم مسبق بتعاقد الامارات مع المرتزقة لارسالهم الى اليمن، حيث سبق للامارات وأن اعلنت ذلك رسميا دون أن تعترض السعودية أو تنتقد هذه الخطوة.
وقد ادى خلاف المصالح بين البلدين الى تفاقم حالة الاحتقان بينهما حيث أثار مستشار ولي عهد أبو ظبي “عبدالخالق عبدالله”، موجةً من الغضب السعودي، على “تويتر”، بعد نشره تغريدةً قال فيها إنّ “الإمارات هي مركز الثقل العربي”.
وقال المستشار “عبدالله” عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “دولة الامارات مركز الثقل العربي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية.. مشرقة الامارات أينما تتواجد”.
وفور انتشار تغريدة “عبدالله”، سادت حالة من الغضب بين السعوديين، بسبب تجاهله دور السعودية فى الوطن العربي والإسلامي بحسب زعمهم.
وكان “عبدالله” أكد في وقتٍ سابق عبر “تويتر”، أن الإمارات هي من تقود المنطقة العربية، وأنها عاصمة الإعتدال السياسي والفكري في الوطن العربي.
صحيفة لوموند الفرنسية قالت من جانبها أن الامارات بدأت بعملية انسحاب غير معلنة من اليمن.. وينقل مراسل الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أنه تم خفض القوات الإماراتية في اليمن من 2000 جندي إلى أقل من 500 منذ مطلع نوفمبر.
وترى الصحيفة أن هذا الخفض يكشف عن الخلاف مع السعودية حول موقع “الإصلاح” اليمني “إخوان اليمن” وهو محور خلاف ظاهر بين البلدين. وفي حين تعتبر الرياض أنه لا مفرّ من التعامل معهم، وخصوصاً في مدينة “تعز”، فإن أبو ظبي، التي ترتاب وتحارب من كل أشكال “الإسلام السياسي”، ترفض التعاون معهم.
وقالت الصحيفة إنه لتعويض رحيل القسم الأكبر من القوات الإماراتية، فقد استقدمت السعودية مفرزة من الجنود السودانيين إلى عدن. ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، فقد أرسل الإماراتيون، من جانبهم، ٤٥٠ مرتزقاً من كولومبيا، كما تروج شائعات حول قرب نشر جنود إريتريين.