المغربي (ابو عبدالله) سليل مجد يبدد الحصار
بتأملي لمسيرة حياتي? ووقوفي أمام إخفاقاتي ونجاحاتي? لم أترك للندم فرصة للسيطرة على مشاعري/ ظللت متشبثا بالأمل والحب واتخذت من هاتين المفردتين زادا?ٍ لمواصلة رحلتي في هذه الحياة?
ومن خلال هذا المنهج استطعت التحكم في مشاعري? والاحتفاظ بالوجه المشرق للحياة فأنرت دربي وحطمت الظلام.. توصلت إلى مفاهيم جديدة لبعض مفردات الحياة? لم يعد الحصار بالنسبة لي ناجم عن الفقر مثلا?ٍ, وليس أيضا أن يفرض عليك من قوة أو قوى بغرض حرمانك من حقك في الحياة.. الحصار ان تجد نفسك في هذا العالم بدون أصدقاء? أن تحرم من الجمال الذي يتوهج في معاني وقيم الوفاء? ان تعيش محروما?ٍ من ابتسامة صافية تطل مشعة صادقة من وجوه أصدقاء شاءت الأقدار أن تؤسسوا بصداقة خالصة رأسمالا الحب ومعاني الأخوة والإخلاص.. الحصار أن تفارق أصدقاء رغما?ٍ عن إرادتك? ويظل فؤادك يغلي شوقا?ْ إليهم? ولا تستطيع إلى تحقيق هذه البغية سبيلا?ٍ.. الحصار بالنسبة لي تبدد حين وجدت أخي علي حسن المغربي (أبو عبدالله) أثناء تواجدي مؤخرا?ٍ في مملكة الخير المملكة العربية السعودية.. أشعرني كم ان الصداقة الحقيقية تمتلك قوات خارقة لإطلاق الإنسان في فضاء رحب من الحرية والحب والأمل.. ابتسامته الصافية نهر متدفق يغسل الفؤاد من أتعابه? وفاؤه حدائق مترامية الأطراف.. نبله مدائن سلام.. في حضرة هذا الأصيل الذي وجدتني بتلقائية أصفه: (بنهر عطاء للوفاء والصداقة). في حضرته وقفت أمام حقيقة ان العيش والملح لا يضيع عندما يكون بين أناس اجتمعوا على الحب وواصلوا المسيرة على هذا الأساس. انه سليل مجد, توارث الوفاء والشهامة من قيم العروبة الأصيلة.. انه من خلاصات النبل والوفاء الممتدة من قبيلة حرب التي كان لها باع في اشاعة شمائل الوفاء? وضربت في الكرم أروع الأمثلة. كم شعرت بسعادة بالغة ونجل أخي علي حسن المغربي يتعامل معي كأب يستحق الاهتمام.. كم كان لذلك من معان جميلة أكدت لي بان هذا المغربي من خلال نجله يؤصل للوفاء ويسعى لاعتماد هذه القيمة أساسا?ٍ في تشكيل ثقافة وشخصية هذه الأسرة الكريمة على مدى الأجيال. (أبو عبدالله).. شكرا?ٍ لك? بنبل أخلاقك انهار الحصار أمامي? وشعرت بحرية لا حدود لها.. شكرا?ٍ لك ياسليل المجد ويانهر العطاء الذي لاينضب.. وأتمنى أن أجد فرصة للتعبير العملي عن مدى حبي واحترامي لك.
تحية في هذا المقام أتقدم بجزيل الشكر للتربوي القدير الاستاذ/ توفيق المالكي الكاتب المبدع في صحيفة (عكاظ).