بين هو وهي ضاعت الهوية
بين الحين والأخر تخرج علينا مجموعة الام بي سي عبر قنواتها المتعددة بإبداعات جديدة تعتبر نقلة نوعية في عالم الإعلام العربي المرئي والمسموع الذي يقتله الجمود الإبداعي , وعلى الرغم من أن كثير منها هو مجرد تعريب لبرامج أجنبية إلا أن المجموعة اجمالا استطاعت إن تنقل العمل الفضائي العربي إلى مرحلة جديدة بالكامل عبر إنتاج برامج ومسلسلات بميزانيات ضخمة وقادرة على جذب المشاهد العربي ومنافسة المسلسلات الأجنبية .
وعلى الرغم من هذه النجاحات الا ان المجموعة أخفقت في كثير من البرامج في الموازنة بين الرغبة في جذب المشاهدين وبالطبع المعلنين الذين يدفعون اكثر كلما كان مشاهدي البرنامج أكثر عددا وبين الحفاظ على صورتها كقناة عربية خليجية عائلية , ولأن أكثر البرامج جذبا للجمهور هي البرامج المثيرة للجدل فقد اتجهت المجموعة ومنذ فترة الى بث هذا النوع من البرامج على أمل زيادة نسبة المشاهدين .
وعندما أطلقت المجموعة قنوات جديدة منها ام بي سي 4 واكشن بدأت المشاكل تظهر إلى السطح فأختيار المسلسلات والأفلام يتم بشكل يتعمد المثير للجدل منها كلاما وثيابا وحركات والطريف ان القناة تحذف من مسلسل او فيلم مليئ بالايحائات الجنسية بكل أشكالها مشاهد القبل كما لو أن القبلة هي الشيء الوحيد الحرام او المعيب في هذا العمل حتى لو كان عن السحر أو امرأة تكلم أرواح الموتى أو ممارسة البغاء أو مسلسل نصف مشاهده البحر حيث المايوهات الساخنة أو غير ذلك من الترهات .
قبل فترة بثت قناة اكشن حلقة من مسلسل أجنبي اسمه كايل اكس واي وطوال الحلقة كان موضوع الحديث بين الفتيات يدور حول فقدان العذرية ووجوبها ومتى وكيف ومع من , بينما يتحدث الصبيان عن الانتصاب وكيفية ممارسة العادة السرية باستخدام مجلة إباحية !! تخيل ان ابنك او أبنتك المراهقين يشاهدان هذه الترهات ويتلقيان دروسا مفيدة جدا في فقدان العذرية وممارسة العادة السرية وفوائد المجلات الإباحية في تسهيل هذه المهمة !! طبعا تم حذف مشاهد القبل من الحلقة وعليه فلا ضرر ولا ضرار من كل ما ذكرت .
ان عشرات المسلسلات المدبلجة والعربية التي تبث قيما تغاير تعاليم ديننا الحنيف والعادات والتقاليد التي تعتز بها الأسرة العربية من قناة يفترض بها ان تكون عربية وتبث من بلد عربي ويملكها ويديرها عرب لهو أمر مستغرب إن لم نقل مستهجن , فهل هي عملية تجارية بحتة تهدف الى الربحية المادية حتى لو كان ثمنها خراب القيم وتدهورها على الرغم من أن أصحاب القناة المعروفين جدا هم من أصحاب المليارات ولا حاجة لهم بهذه الإرباح أم انه مجرد استهتار من القائمين على المجموعة ورغبة في ركوب موجة الحداثة والعولمة وتقليد أعمى للقنوات الغربية ? أو ربما عملية منهجية لتدمير المجتمع العربي وهز كيانه الاخلاقي عبر البرامج التي تشكك في كل القيم وتنسف كل الخطوط الحمراء والمحاذير الأخلاقية والدينية والاجتماعية ?
ثم جائت تحفة قناة الام بي سي واحد الاخيرة برنامج هو وهي الذي يقدمه خالد الشاعر وأسيل عمران لنجد انفسنا نشاهد ونسمع أحاديث بين زوجين مفترضين تدخل في خانة مايسمى الإباحية الكلامية أو اللفظية وتناقش أمور ومسائل تخدش الحياء العام على أقل تقدير .
قد يدافع البعض عن البرنامج أنه يعالج مشاكل ومسائل موجودة بين الازواج وأنه من الضروري التطرق إليها ومعالجتها وأن التكتم على المشكلات يضاعفها ويفاقمها وأن الجنس جزء رئيسي في العلاقة الزوجية فلم كل هذه الضجة ?
انا اتفق مع كل هذا ولكن العيب هو في كيفية الطرح التي تجعل من الموضوع إباحية سمعية كلامية بدلا من التعليم والإرشاد هذا ان كان حقا من صنع البرنامج يبتغي الإرشاد والإصلاح .
ختاما أوجه كلامي إلى القائمين على هذه المجموعة وأقول نحن لسنا أعدائكم ولا نريد الخراب لكم ولكن لاتكونوا انتم أعدائنا وتقتحموا بيوتنا دون استئذان وتطلقون النار يمينا وشمالا على ديننا وقيمنا وأخلاقنا , وان كانت الدولارات هي كل مايهمكم فاجعلوها قنوات مشفرة على الأقل حيث تكون مشاهدة هذه الأشياء خيار من يقرر الاشتراك بهذه القنوات .