تاريخ عدن يدمر ودعوات للحفاظ على الأقليات
شهارة نت – عدن / استطلاع :
تشهد محافظة عدن نكبة جديدة في ظل تزايد استهداف المتزايد للمآثر التاريخية والدينية في مدينة عدن وتوسع سياسية الترهيب والقتل والتفكير للأقليات في مدينة عدن وسط صمت مخزي لوسائل الإعلام والساسة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية . تتعرض مدينة عدن لطمس ممنهج لتاريخها وحضارتها ومآثرها ، ويريد المستعمر الجديد فرض ثقافة وتاريخ ومذهب الوهابية السلفية التفكيرية بالقوة على مساجدها ومدارسها وتاريخها ، فالأقليات في محافظة عدن من البهرة ” الإثنا عشرية ” واليهود والصوفية والمسيحيين والهنود والصومال الذين شاركوا في حضارة عدن وازدهارها وتاريخها حي كانت عدن مدينة الحب والسلام وعاشت كل الطوائف والأقليات والمذاهب في تعايش ومحبة وقبول بالأديان والأعراق التي وثقت تاريخ المدينة في أزهى عصورها ، رغم جثوا الاستعمار البريطاني على صدر عروسة البحر الأحمر ، لكن المستعمر لم يبلغ إجرام مليشيات الاصلاح وعصابات هادي وتنظيمات القاعدة وداعش التي دمرت الأضرحة والمقامات والآثار والمعالم الاثرية والتاريخية التي حولت المساجد والمقابر والكنائس والأربطة والحوزات والمعابد والأماكن المقدسة والمدارس الدينية الى حضائر لجحافل الوهابية وتفريخاتها الإرهابية وتم تغيير أسماء المساجد بأسماء إسلامية زورا وتمويها ، وفرض المنهج السلفي الوهابي عنوة على المصلين .
يعتبر مسجد الخوجة المعروف بـ “الخوجة” وقبتيه الجميلتين الواقع بشارع الإمام العيدروس بمديرية كريتر أهم المعالم الاسلامية والحضارية والتاريخية لمدينة عدن ، وسجل تلك المسجد الاثري والتاريخي أسطر المأساة التي تعيشها عدن في ظل حكم الفوضى وعصابات الفيد ومليشيات الغدر والقتل وتنظيمات القاعدة وداعش التي بشر بها تحالف العدوان ، فقد أقدم عناصر متشدد تنتمي للقاعدة في مساء يوم الأحد 28 نوفمبر على هدم المسجد التاريخي ودكه بالجرارات بحجة تكفير طائفة ” البهرة الإسماعيلية ” وتحليل دماءهم وأموالهم وأعراضهم أسوة بما يفعل داعش مع طائفة اليزيديين بالعراق . هذا وسبق تدمير المسجد قصف مقاتلات تحالف العدوان السعودي لقبة مسجد الخوجة في شهر رمضان ما أدى الى تدمير أجزاء كبيرة منه ، وخاصة قبتيه التاريخيتين الذي يعود تاريخهما لأكثر من 180 عاما ، وأدى قصف طيران العدوان الى قتل أسرة كاملة من بيت الطيب .
. وبهذا الخصوص ذكر شهود عيان بان المسجد هوجم بأوامر من قائد ما يسمى زعيم المقاومة الجنوبية بعدن المدعو مالك عاطف هرهرة وتم تمكين مليشيات حزب الاصلاح على المسجد وسمي باسم مسجد عمر بن الخطاب وتحويله لمسجد من مساجد السنة بعد أن سقطت عدن بيد تحالف العدوان ، وتم أيضا التنكيل بشباب ونساء وأطفال البهرة وقتلهم بطريقة وحشية حيث قامت جماعة مسلحة باغتيال الشهيد عبدالرحمن بن أحمد الغزالي المحضار في مديرية المنصورة بطريقة وحشية .
وفي هذا السياق شكت السيدة ” ب . ش ” من سكان المنطقة قائلة : ليس هذا الجنوب الذي نريده وليست هذه عدن التي نريد استعادتها ، وأشارت بان مسجد “الخوجة” الشيعة الاثناعشرية معلم من معالم عدن التاريخية كثيرا ما ذهبت اليه في طفولتي أنا السنية الشافعية ، وكنت أرافق جيراننا الخوجة في بعض مناسباتهم ، بيتنا لصق بيتهم وكانوا خير جيران لنا تربوا أولادهم في بيتنا وتربينا في بيتهم ، وتساءلت السيدة بقولها : من الذي يقف خلف بث ثقافة العنصرية والكراهية والتمييز في عدن تلك المدينة العالمية التي استوعبت كل الاعراق والجنسيات والأديان والطوائف وصهرتهم في نسيج وطني ينتمي إليها وينفتح على الآخرين . واتهمت السيدة السلطة محلية القائمة ومن يطلقون على أنفسهم “المقاومة الجنوبية” التي تتشدق بعدن وحب عدن .
وفي هذا السياق تتعرض معالم عدن الاثرية والتاريخية لطمس هوية عدن التاريخية وفرض وجه جديد على مدينة عدن يكتب بالنار والدم والإرهاب ، فقد أقدمت مجموعة مسلحة متشددة الأربعاء 9 سبتمبر على اقتحام زاوية الطريقة الأحمدية وإغلاقها بعد العبث والتخريب والتشويه بمحتوياتها في منطقة الشيخ عثمان ، كما أقدم متشددون فجر الجمعة 4 سبتمبر على تحطيم ضريح الإمام الحبيب محمد بن علوي الشاطري بمديرية المعلا ، وتعرضت مقبرة “المسيحيين” الواقعة في الأطراف الجنوبية من مديرية المعلا بمدينة عدن للتدمير والتخريب والعبث من قبل متشددين .