بعد الميلاد
بقلم : خديجه الحميري
تنمو في حشاها عشبة طاهره ترتوي من سيل حبها المتدفق, تواصل سلبها كل ما فرزته حبيبات دمها النقي المشتعل بدفئ عميق فيصل الى اعماق النخاع المبني بمهارة الخالق سبحانه, وبقدرة المنان يكتمل البناء وتحسن الهيئه ويحين وقت الخروج الى عالم الدنيا الموحشه.
وعند الميلاد تذرف عيناها الدمع فرحة لسماع صوت بكائه معلنا حضوره، تضمه الى بئر حنانها وتواصل في عطائها وترويه من حلمات قلبها حبا وحليبا صافيا دافئا بقدرة الرحمن.
تحس بطول جسمه كإحساسها بانفاسه تفهمه من حركاته لا يحتاج للبوح بسريرته وماحتياجاته لانها تلبيها له من مجرد نظرتها له، تميز مانوع بكائه ثم تعلمه كيف يرتشف حبها له ،تحميه من كل المخاطر،تاخذ بيده الى النجاح فيكبر ويترعرع في حما الرحمن ثت حماها، وعندما يصبح رجلا وتصبح هي كهلتا ويصل الى ارقى المراتب العاليه ويزدهر مستقبله المبني بيديها البيضاء, يتخلى عن خدماتها ويعبس في وجهها مستنكرا لها ومتجاهلا لإيمائاتها العاجزه وينفخ في بصيص ضوء وجهها المتهالك ولسان حالها يقول”ماصنعت لك وما اعطيتني”, وترفع يديها الخصبة بالدعاء”الهي ارزقه فسيح جناتك وهب له الذرية الصالحه واعطه من الدنيا ما يحب”, فهيهات يا أمي بين ما اعطيتي وما أخذتي.
من كانت له أم فاليبر بها …فإن حناياها تبوح بالحجج, قد فازت من الله باعلى جائزة…..جنات خلد تحت قدميها وعلو بلا درج, فالدنيا سلف ودين وماصنعت لوالديك يكن لك, ولو بعد حين فالتحسبن الحق ينسى وان الدين لا يرد, فاصنع جميلا تقتات من براعمه, عند احتياجك وعندها سيطيب لك الثمر.