معهد الأمن القومي الإسرائيلي يكشف عن تخبط السعودية في حربها على اليمن وفشلها في تحقيق نصر عل الحوثيين
نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي دراسة تتناول التحديات التي تواجهها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مؤكدا أن هذه المرحلة هي الأكثر حساسية في تاريخ المملكة النفطية، لاسيما في ظل التغييرات والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية، هذا بالإضافة إلى التغييرات الدراماتيكية التي شهدتها المملكة مؤخرا في دوائر الحكم، وصعود جيل جديد بالرياض، معتبرا أن كل العوامل السابقة خلقت شبكة غير مألوفة من التحديات لاستقرار المملكة النفطية.
واستعرضت الدراسة التي تم نشرها منتصف الشهر الماضي التحديات الداخلية التي تواجهها السعودية، موضحا أن الصراع الدائر على السلطة خلال الفترة الراهنة داخل الأسرة المالكة يتزايد بشكل لافت، خاصة في ظل تنامي قوة الأمير محمد بن سلمان، عديم الخبرة، على حساب ولي العهد الأمير محمد بن نايف، بجانب الفروع الأخرى داخل العائلة المالكة بالرياض، مشيرا إلى أنه رغم تسليط وسائل الإعلام الضوء على علاقات السعودية الخارجية والمواجهة الجارية مع إيران، إلا أن الصراع على السلطة داخل الأسرة المالكة يعتبر التهديد الرئيسي لاستقرار السياسة السعودية. ولفتت الدراسة الإسرائيلية إلى أنه خلال الشهور الماضية تم تعيين الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع ووليا لولي العهد، بجانب إقصاء المقربين من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بعيدا عن دوائر صنع القرار بالرياض، مضيفا أن هذه التغييرات كانت كفيلة لخروج الدعوات بين بعض الأمراء في المملكة للإطاحة بالملك سلمان، لاسيما وأنهم يعتبرونه رهينة لنزوات المراهق الصغير محمد بن سلمان. واعتبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ظهور هذه الدعوات بين أمراء القصر الملكي أمر غير معتاد في الحياة السياسية بالسعودية، خاصة وأن بعض أفراد العائلة المالكة أصبحوا يشعرون بالتهميش داخل القصر، فضلا عن تنامي مشاعر الاستياء بينهم، مؤكدا أن هذه التغييرات تتطلب تسوية وتوافق داخلي بين الأمراء لإنهاء النزاعات التي نشبت داخل الأسرة الحاكمة في الرياض
وتنتقل الدراسة الإسرائيلية التي أعدها “يؤال جوزنسكي” إلى رصد الوضع الأمني الداخلي في المملكة العربية السعودية، خاصة في المنطقة الشرقية، حيث يتم تنفيذ هجمات ضد الشيعة من قبل “الدولة الإسلامية” بهدف تقويض شرعية النظام الملكي واستقراره، مضيفة أن هذه الأيدلوجية التي تتبعها “الدولة الإسلامية” تستغل الغضب ضد السكان الشيعة، مشيرة إلى أن العائلة المالكة تتحمل جزء من المسئولية عن وجود هذا الوضع، لاسيما وأن المؤسسة الدينية السعودية تستفيد من الخطاب المعادي للشيعة في دعم المملكة بالصراع مع إيران وبجانب كل التهديدات السابقة، فإن سعر النفط انخفض بنسبة 50% خلال العام الماضي، حيث يؤكد المعهد الإسرائيلي أن سياسة السعودية في هذا الملف جلبت عليها الكثير من الانتقادات، معتبرا أنها تمثلا خطرا كبيرا على استقرار النظام في السعودية، خاصة في ظل تزايد الإنفاق العسكري، والحاجة إلى الاستجابة لطلبات أبناء المملكة واسترضاء القطاعات المعارضة وعن التهديدات الخارجية التي تواجهها السعودية، قالت الدراسة إن القتال في اليمن والأهداف العسكرية التي تتغير دائما هناك ليست واضحة، وهو الأمر الذي يعكس تخبط الرياض التي لم تنهي تواجد الحوثيين المتمردين في شمال البلاد رغم ضرباتها الجوية، كما أن دخول قوات التحالف السعودي المناطق الجبلية في شمال اليمن يجلب عليها الكثير من الانتقادات الدولية، مضيفة أنه حتى لو أنهت السعودية القتال في اليمن، فإن البلاد أبعد ما تكون عن الاستقرار، كما أنه لو تم التوصل لتسوية سياسية مع الحوثيين، فإنهم سيظلون يشكلون تهديدا كبيرا لجنوب المملكة. وتوضح الدراسة، أنه بعيدا عن اليمن، فإن الاتفاقية الموقعة بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، تسمح لطهران بلعب دور كبير في الساحات الرئيسية للنزاع في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك منطقة الخليج، كما أن السعودية تتصدر قائمة الدول السُنية التي تواجه التهديد الإيراني، لذلك عليها تحقيق الاستقرار. ويختتم المعهد الإسرائيلي دراسته بأن تراكم التحديات الداخلية والخارجية خلال التقلبات والتغييرات الإقليمية قد يؤدي لتسريع العمليات الداخلية التي سوف تنتهي بتغيير وجه المملكة النفطية، مشيرا إلى أن هذه التغييرات الداخلية سوف تؤثر على النظام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لذلك يجب على إسرائيل دراسة هذه التوقعات والعمل على تطوير التعاون بين الرياض وتل أبيب.
وطن