رِمَاْل قَتبانْ تُحَدِثَهُم ..!!
شعر / جميل أنعم
رَدحاً مِن التَاريخ أعتزلَ أقواماً ..
وأُعلَنَت لَكَ ضَحكَاته مِنْ بيتِ النّار
أَقلَعَتْ مَطَارَاتِ الكُرُوبِ مُغادِرةً ..
كَشَّها مَلَكُوت ضَحَكَات سَيّدي المِغوَار
يا خَيلَ الخِيُولِ ما خَطبُ صَهِيلكَ ..
يُكشكش ملوكاً ويَتقاذَفهُم بإستحقَار
من أين مفاتيح الصبر ظفرت بها ..
على رُسُلِكَ أَخْبَرتَني مالسِّرُ مالأسْرَار
ما عَادتْ عَواصِفٌ تَطيق أَقوَامها ..
وأَصبَحت كُلَها لَكَ جَبَرُوتٌ وإعصارِ
ماعَادتْ أَساطيلٌ تَنفعهًم وأَضحَتْ …
كُل تَرسانةٍ تُطَاوِعُ أُختها الإِنهيار
كُل الأَرتالِ تَساقَطَتْ تَحْتَ نَعْلَيك سَيَّدي ..
ولهول السقوط نَعَتوكَ العَنِيف الغدّارِ
كَـ جِنِرال حَرب سَحَقَ أَلفَ رتلٍ وأَطْلَقَ ..
قَهْقَهْاتٍ عَلى جِيُوشٍ أَتْقَنَتْ الإِدبَارِ
مَنْ بَيْتِ نَارِك كَم شَرَّدت بِكتائبٍ ..
كَمْ شَرَدُوا وشَردُوا هَرولةً للأَوْكَارِ
كَمْ قَبَرُوك بِمدافِعهُم حًتَّى مَلّو رَدمَكَ …
لِتُنبِت لَهُمْ كَمَا يُنْبَتُ الزَّرعَ والأشْجارِ
كَمْ كَابَدّتَ مِنْ قنابلِ اسْتسلمَتْ لَكَ حَرَائِقها ..
وسَلّمَتْ شَظَاياها رَماداً للأنْصَارِ
تَهاوَت لَكَ قِلاعٌ ومَعاقلٌ لَانَ حَدِيدُها ..
وفَتَحت لَك أسْوارها هَيتَ لكَ بإحمرار
عَشرةَ جِيُوشٍ فِي نَعلِ قَدَميكَ وَجَدَتْ ..
مِحرابَها وسَجَدَتْ خَاشِعَةَ القُلُوب الأبْصَارِ
يا سَيّدَ السَاحَاتِ رفقاً بِالإقْلام ..
لَمْ تعُد تَكفِي لِمآثِركَ الأَحْبارِ
أَلفُ لَيلة ولَيلة اِعْتَزَلَتْ سلاطينها ..
ولَم تَجِدْ شَهرزاد ما تَحكيه لِشَهْرَيَارِ
لك في قميصك المُنتّف ألف يتيمٍ ..
حَوَا خاَتَمَ سُلَيمَان وَمِلّة الأَطْهَارِ
تَركتَ رِمَالَ قَتَبانَ تُحَدِّثهُم أًنُّه لَوْلَا …
ثَرَاها مَا كَانت الأُممٌ والأَمصَارِ
وأَنَّهُم لو زَحفوا بِسَبعُونَ أَلْفَ جَيشٍ …
وطَغُوا الثُّرًيَّا بالطَائِراتِ والأَقمارِ
لاسْتَقبَلتهًم بَوَّابات التَّارِيخ قَائِلةً …
مَنْ يَصْنَعُ صَانِعَةً الأًمْصَارِ يا صِغَارِ
مَنْ يَمّحُو سِطُور الغَفْورِ بِطِيبَتي ..
أَو يُواجِهْ بَرَكاتِ المُصطَفَى بإنْكَارِ
يَا أُمُّ السِباعُ والأُمَمُ السَّبعَ تَربَّعِي …
المَجْدُ مَجدُكِ بَشائِر الإصْطِبَارِ
ملوكُ حِميرٍ إن نَّزَلوا سَاحْ الوغىْ …
قَطَفوا شمُوسْ العزِّ إِنْتِصار
هَيْهاتْ هَيْهاتْ مِنْ أوسٍ وخَزْرَجٍ …
هَيْهاتْ هَيْهاتْ مِنْ نَصر الأنصار
جِمُوع الَّنصْر حُفاةُ قد زحفوا …
براكينٌ تُبِيْد الجِبالَ إنْصهار
فَاليومَ لا تَنازُل بَيْننا لَنا الصُدُوْر ..
عَن عَالَمٍ أَسْرَفْ ولا مَجال لإعْتِذار