عن أي اختراق للأجواء التركية يزعمون !
بقلم/ طارق مصطفى سلام :
عن أي اختراق للأجواء التركية يزعمون ! وعن إي انذارات عشرة أعطيت للقاذفة الروسية المغدورة يتحدثون ..؟ أليسوا (هم) في تركيا شركاء مع روسيا وقبلها أمريكا وأوروبا في الحرب الدولية على الارهاب وداعش في سوريا ؟
وألم تتعاون تركيا سابقا مع التحالف الامريكي في حربه على داعش سوريا, وما زالت تفعل ذلك حتى هذه اللحظة ؟
وفي تعاونها السابق مع التحالف الامريكي في حربه على داعش سوريا هل أسقطت تركيا وطوال الفترة الماضية أي طائرة حربية مقاتلة لدول التحالف الغربي في طلعاتها العديدة وهم يخترقون الاجواء التركية ولمرات متتالية ومتكررة في حربهم الوهمية على داعش الارهابية في سوريا ؟
نعم, لم يتم اسقاط أي طائرة حربية لدول التحالف الامريكي وهي تتجاوز قليلا أو كثيرا الاجواء التركية ولمرات عديدة كي تتمكن من توجيهه ضرباتها الجوية المزعومة لجماعة داعش الارهابية على الحدود السورية التركية, كون تركيا كانت (ومازالت) شريكة لدول التحالف الامريكي في هذه الحرب على داعش في سوريا, كما هي اليوم (ايضا)حليفة لروسيا في ذات الحرب على داعش سوريا, وكما تؤكد تركيا ذاتها لا كما تدعي روسيا ..
اذن لماذا تقوم تركيا باستهداف القاذفات الروسية واسقاطها فوق الاراضي السورية, ولم تفعل ذلك مع الطائرات المهاجمة للتحالف الامريكي وهو يخترق الاجواء التركية ولمرات عديدة ومتكررة في اليوم الواحد ؟!..
فلماذا اذن تقوم تركيا الحليفة بإسقاط القاذفة الروسية؟ ولم تتعاون مع روسيا في هذا الجانب كما تعاونت مع التحالف الامريكي ..؟!
والجواب على هذا السؤال في غاية السهولة والبساطة, لأن السبب الكامن لإسقاط القاذفة الروسية لم يعد غامضا على أحد بل هو بات معروف سلفا ولجميع الساسة والمراقبين الاعلاميين, والجواب الشافي يقول بأن التحالف الامريكي المزعوم لم يكن جادا وصادقا في حربه الراهنة على داعش سوريا, كما لم يكن في السابق أو في يوم من الايام جادا وصادقا في حربه على الارهاب في أي مكان في العالم, والأهم لنا نحن العرب (أخر من يعلم والمخدوعين دوما) أن نعي جيدا معنى ان تكون تركيا ومعها السعودية وقطر هم الداعمين والممولين الحقيقين لتنظيم داعش الأكثر إرهابا اليوم في العالم, كما فعلو ذلك سابقا عندما أوجدوا ودعموا تنظيم القاعدة الارهابي وبتوجيهات مباشرة من الاستخبارات الامريكية وبرعاية خاصة من ادارة البيت الابيض الامريكي !
اذن كيف تكون تركيا ومعها السعودية وقطر شركاء فعليين للمجتمع الدولي في محاربة الارهاب العالمي, بل ومحاربة داعش تحديدا سواءً كان ذلك في سوريا أو في العراق أو في لبنان أو في العزيزة والغالية اليمن ..؟
وبكل الوضوح والشفافية نقول بأن الداعمين والممولين الاساسيين لتنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق ولبنان واليمن بل والداعمين للإرهاب العالمي في كل رقعة في العالم (وكان أخر نشاطهم هو دعم وتمويل جرائم التفجيرات الارهابية الداعشية في العاصمة الفرنسية باريس) هي تركيا والسعودية وقطر, وهي الحقيقة الثابتة التي باتت تعيها وتعلمها جيدا دول العالم أجمع وخاصة نلك الدول التي تتدعي اليوم بأنها تقود الحرب الدولية على الارهاب في العالم .
ومن الواجب هنا التنويه لمستجدات هذا الأمر في سوريا عندما نؤكد بأن عملية اسقاط تركيا للقاذفة الروسية لم يكن حادثا عرضيا عابرا, بل هو عملا مسيسا ومرتبا ومعد لهُ سلفا بل ومدبر لهُ بدقة, ويأتي ضمن سيناريو غربي تأمري متناغم الايقاعات ومتكامل الفصول, كما أن التمهيد لهُ يأتي أيضا متسقا مع المواقف العدائية السابقة لدول الاقليم الثلاث (تركيا والسعودية وقطر) ومن ورائها هيمنة الادارة الامبريالية الامريكية وجشع الاستثمارات الغربية, وتحديدا الكارتيلات الضخمة للصناعات العسكرية المتكدسة, ولإخراج سلس لهذا السيناريو الدولي التأمري الخفي, يظهر في الصورة وبالضرورة تلك الادوات الغبية من بعض المنفذين الصغار لهذا السيناريو التأمري الخبيث من الدول التابعة في الاقليم والمذكورة سلفا, وهي تلك الدول الثلاث الوضيعة في عمالتها وتبعيتها وفي همجية انظمتها وسقوط حكامها وتهافت حكوماتها..
نعم, هي تلك الدول الثلاث التابعة لمركز الشر الامريكي والخاضعة لمجمع الصناعات العسكرية الغربية الذي من مصلحتهما إثارة الحروب والصراعات في مختلف دول العالم, والعمل على تأجيج الفتن والاضطرابات بين شعوب العالم أجمع خدمة لأهدافهم السياسية والاقتصادية والعنصرية التأمرية, وتأتي اليوم جماعة داعش (ومن سابق تنظيم القاعدة) كإحدى وسائلهم الخفية والعديدة لتحقيق تلك الاهداف المشبوهة, وسوف تتضح قريبا معالم هذا السيناريو الغربي التأمري الخفي على روسيا وسوريا لصالح حماية أداتهم داعش سوريا عندما يتم الكشف لاحقا عن أكذوبة الاختراق الروسي للأجواء التركية وحقيقة عدم توجيه أي انذار للقاذفة الروسية, خاصة إذا عرفنا أنهُ كان بإمكان الطائرتين التركيتين المقاتلتين (ولطبيعة الاختلاف في المواصفات الصناعية والفارق في المميزات والمهام الحربية وخاصة ما يتعلق بنوع وطبيعة سلاحهما المهاجم المحمول وسرعتهما الفائقة مقارنة في هذا الجانب بالقاذفة الروسية) أن تلحقا وتحلقا بالقرب من القاذفة الروسية ويكتفيا بأن يطلبا منها مغادرة الاجواء التركية أو الاستسلام في حالة الرفض ومرافقتها الى أقرب مطار عسكري تركي ومعالجة أمر الاختراق لاحقا مع السلطات العسكرية الروسية, وطبعا هذا يتم في حالة عدم وجود شراكة حقيقية سابقة وأهداف سياسية وعسكرية مشتركة بين تركيا وروسيا في هذه الحرب الدولية على داعش, ناهيكم عن الأعراف الدولية المتبعة التي تحكم التعامل مع حالة مشابهة بين مختلف دول العالم الحضارية والمتمدنة, فما بالكم بما هو معمول بهِ في مثل هذه الحالات في علاقات التعاون العسكري بين دول تدعي الشراكة الدولية في حربها على الارهاب العالمي وكما هو الوضع القائم حاليا في سوريا .