دبلوماسية أمريكية تعترف بوجود قصر نظر في سياسة بلادها تجاه اليمن
انتقدت السفيرة الأميركية السابقة لدى اليمن باربارا بودين تركيز حكومة بلادها خلال الفترة الماضية في علاقاتها مع اليمن على قضايا الإرهاب والقاعدة? والذي أفقد تلك العلاقة إمكانية المساهمة مع اليمن في مجال التنمية البشرية والاقتصاد والبناء المؤسسي والتنمية والديمقراطية.
وقالت بودين في محاضرة نظمها مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية أمس في صنعاء بأنه لا يجب التعامل مع اليمن عبر عدسة الإرهاب فقط ووضع العلاقات كلها في تلك العدسة لأن أمريكا طيلة 19 عام تتعامل مع اليمن عبر عدسه واحده? معترفة بوجود قصر نظر في سياسة بلادها تجاه اليمن? وعدم متانة علاقة حكومتها بحكومة صنعاء قبل مجيئها سفيرة لليمن في العام 1997م? لكنها أشارت إلى أن علاقات أمريكا مع اليمن خلال عقد من الزمن بأنها علاقات جميلة ورائعة
ودعت بلادها إلى أن تنظر إلى اليمن على المدى البعيد عبر قضايا التنمية والديمقراطية وليس الأمن فقط? منوهة إلى أن العلاقات بين اليمن وأمريكا لم تكن متينة قبل سنة 97م بسبب عدم قيام الجانبين بما ينبغي القيام به في الوقت الذي ركزت فيه هذه العلاقة خلال السنوات الأخيرة على محاربة الإرهاب فقط? لكنها أكدت أن ” الأمن مهم جدا” ? بمقابل تأكيد آخر بأن “البوليس لا يفرض دولة”
واعتبرت في محاضرتها التي قدمتها باعتبارها شخص كان جزء من الحكومة الأمريكية علاقة واشنطن بصنعاء خلال السنوات الماضية والتي اقتصرت على مكافحة الإرهاب بأنه قصر نظر اتجاه اليمن? مشيرة إلى أن ما تم أمر صحيح? لكنه غير كاف? مؤكدة أنه” لا يمكن محاربة الإرهاب عسكريا فقط مالم يتم التوجه لمكافحته من جذوره”? متسائلة و في إطار إعادة بناءهم للعلاقات عن سبب انخفاض وارتفاع العلاقة بين بلدها واليمن? الذي قالت إنه شريك متسق مع حكومتها? لكنها قالت بأن الشراكة ليست متسقة.
ونفت السفيرة في سياق محاضرتها أن تكون اليمن دولة فاشلة وهو الحديث الذي تطرحه على مسؤولين في الإدارة الأمريكية? كما أكدت أنه ليس البلد الوحيد التي يوجد بها فساد? لافتة إلى رغبة وإرادة لحكومتها في تمتع اليمن باستقرار على المدى البعيد? موضحة أن “الدولة الشرعية هي التي تقدم خدماتها للمواطنين بسواسية”.
وفيما وصفت اليمنيين بأنهم غير خجولين وقالت إنها ” لم تعرف اليمنيين خجولين أبدا”? اعتبرت السفيرة بودين مشاركة المرأة خطوة رائدة? نافية وجود أي نوازع لفرض تصوراتنا للديمقراطية في اليمن الذي أكدت أنه ” منطقة جيدة”? ويحتاج إعادة النظر في كثير من جوانب الحوكمة”? متحدثة عن ثلاث تحديات تواجه اليمن والتي حددتها في زيادة السكان وعدم كفاية المياه وتناقص الطاقة ومن ثم يأتي الحديث عن القاعدة ومشكلة الحوثيين وما يجري في بعض المناطق الجنوبية? إضافة إلى أداء الحكومة والحوكمة والقدرات البشرية والمؤسسية.
وفيما يخص قضية القرصنة أشارت بودين إلى إعاقاتها للتنمية في اليمن? مشيدة بجهوده في مكافحتها? وأنها ” جزء من جهود مكافحة القرصنة”? داعية في ذات الوقت المجتمع الدولي لمساعدة اليمن للتعامل مع القرصنة.
وطرحت سفيرة واشنطن السابقة في صنعاء عما ذا يريد اليمن? معتبرا مثل التساؤل “شيء أساسي للتحرك نحو الحوار الصريح”? مشيرة في جوابها عن تساؤلها إلى حاجة اليمن لتأهيل قواها البشرية وحكومة فعالة تقدم خدمات أساسية”? مشددة على ضرورة معالجة الأوضاع الأمنية حتى يسمح للمستثمرين بالحضور وأن يكون هناك استثمار طويل المدى? مذكرة بقيامها بدعم التنمية الإقتصادية عندما كانت سفيرة في اليمن.
كما تحدثت عن مشكل تواجه حددتها في الهيكلة وديمغرافية السكان والمياه وتناقص في الطاقة ووجود القاعدة والحوثيين في الشمال وعدم الاستقرار في الجنوب والحكومة والحوكمة? مؤكدة أنه لا يمكن حل المشاكل إلا بالتنمية الاقتصادية ووجود الأمن وتأهيل القوى البشرية والتعليم التي تعد مترابطة للحصول على التوازن في اليمن الذي يعد ثاني دوله في العالم يحمل شعبها السلاح.
أما في حديثها عن التجربة الديمقراطية? فأكدت السفيرة السابقة أن المهم هو أن تنجح وتستمر? متحدثة عن جهود صحيحة ومخلصة لممارسة وتجذير الديمقراطية? موضحة في شأن التعديلات الدستورية التي يعتزم اليمن طرحها للشعب للإستفتاء عليها? أن المجتمع الدولي لا يفهم تلك التعديلات وخاصة منها المتعلقة بفترة الرئاسة? متسائلة عما إذا كانت التعديلات شفافة وما هي طبيعة مخرجاتها.
كما انتقدت السفيرة في سياق محاضرتها التي كانت سيئة في ترجمتها – الصحافة لتقديمها اليمن في صورة خيالية? وأهمية قبول الخاسرين في الإنتخابات بالنتائج? عندما يشعروا أنهم خسروا بصورة عادلة? وعما إذا كانت الإنتخابات نزيهة ومقبولة من وجهة النظر اليمنية والدولية? مشيرة إلى أن اليمن إذا استطاع إقامة انتخابات موثوق بها فالعالم سيقف إلى جانبها? منوهة إلى انتهائها من دراسة أعدتها حول اليمن لوضع إستراتيجية تسهم في بناءه وتطوره.
وفي سياق متصل بسياسة حكومتها في المنطقة العربية قالت بأن الولايات المتحدة الأمريكية ت