“شهارة نت” تنشر سيرته الذاتية.. .تونس تنفي رئيسها والأنظمة العربية تعلن حالة الخطر
غادر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قبل قليل العاصمة التونسية وسط حماية ليبية.
وقالت المعلومات الواردة من الأراضي التونسية التي تشهد إنتفاضة شعبية تاريخية أن الرئيس التونسي قد غادر مع عائلته الأراضي التونسية إلى جهة غير معلومة.
وينتشر الجيش التونسي في أنحاء البلاد? لتهدئة الأمور فيما أعلن التليفزيون التونسي? رسمي?ٍا تولي الوزير الأول محمد الغنوشي مهام رئيس الجمهورية.
رحيل بن علي بحسب المحللين يعد مؤشرا?ٍ خطيرا?ٍ لدى بعض الأنظمة العربية التي يتوقع سقوطها بنفس الطريقة نتيجة الأوضاع الأقتصادية المتدهورة التي تعشيها هذه البلدان والتي لاتختلف عن الوضع في تونس.
زين العابدين بن علي (3 سبتمبر 1936 -)? رئيس الجمهورية التونسية منذ 7 نوفمبر 1987? وهو الرئيس الثاني لتونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 بعد الحبيب بورقيبة? عين رئيسا للوزراء في أكتوبر 1987 ثم تولى الرئاسة بعدها بشهر في نوفمبر 1987 في انقلاب غير دموي حيث أعلن أن الرئيس بورقيبة عاجز عن تولي الرئاسة. وقد أعيد انتخابه وبأغلبية ساحقة في كل الإنتخابات الرئاسية التي جرت? وآخرها كان في 25 أكتوبر 2009.
صنفت جماعات حقوق الإنسان الدولية وكذلك الصحف الغربية المحافظة مثل الإيكونومست النظام الذي يتراسه بن علي بالإستبدادي وغير الديمقراطي. وانتقدت بعضا من تلك الجماعات مثل منظمة العفو الدولية وبيت الحرية والحماية الدولية المسؤولين التونسيين بعدم مراعاة المعايير الدولية للحقوق السياسية وتدخلهم في عمل المنظمات المحلية لحقوق الإنسان. وباعتبارها من النظم الاستبدادية فقد صنفت تونس في مؤشر الديمقراطية للإيكونومست لسنة 2010 في الترتيب 144 من بين 167 بلدا شملتها الدراسة. ومن حيث حرية الصحافة فإن تونس كانت في المرتبة 143 من أصل 173 سنة 2008.
ولد بن علي في مدينة حمام سوسة بتاريخ 3 سبتمبر 1936. وعندما كان طالبا في ثانوية سوسة انضم إلى صفوف المقاومة الوطنية ضد الحكم الفرنسي على تونس كحلقة اتصال الحزب الحر الدستوري الجديد المحلي? مما آل إلى طرده من المدرسة وأدخل السجن. وقد اكمل الدراسة الثانوية بينما هناك نفي لحصوله على أي مؤهل علمي وأنه ترك مقعد الدراسة في الصف الخامس. ثم نال بن علي الدبلوم من مدرسة (ةcole spéciale militaire de Saint-Cyr) في سان سير ثم من مدرسة المدفعية في شالون سور مارن بفرنسا? وأرسله حماه الجنرال كافي بدورة إلى المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن في بلتيمور بالولايات المتحدة? ومدرسة المدفعية الميدانية (تكساس? الولايات المتحدة) ليستلم بعد انتهائها الامن العسكري التونسي حيث تولى رئاستها 10 سنوات. ثم خدم لفترة قصيرة كملحق عسكري في المغرب واسبانيا ثم عين مديرا عاما للأمن الوطني في 1977.
عين كسفير إلى وارسو بولندا لمدة أربع سنوات. ثم عين بعدها كوزير دولة ثم وزير مفوض للشؤون الداخلية قبل أن يعين وزيرا للداخلية في 28 ابريل 1986 ثم رئيسا للوزراء في حكومة الرئيس الحبيب بورقيبة في اكتوبر 1987.
عندما تولى مهامه كانت تونس تعاني من أزمة اقتصادية خانقة كادت تعصف بالبلاد. ويعتبر من الرؤساء المنفتحين على الغرب? فقد غير من تونس كثيرا?ٍ وجعلها من أكثر الدول العربية المنفتحة على أوروبا? في عهده منع الحجاب الذي يصفه بالزى الطائفي? يتهمه خصومه السياسيين بشن حرب على الإسلام السياسى ورموزه?كما أنه قام بخطوات تجاه بعض التيارات الإسلامية حيث أعاد الصوفية إلى البلاد? وسمح للكنائس في تونس بالقيام بعباداتها.
في فجر اليوم السابع من نوفمبر 1987? تم? الشروع في تنفيذ خ?ْـطة استهدفت إزاحة الرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة بعد أن بلغ من العمر عتيا? ثم استمع التونسيون لأول مرة عبر موجات الإذاعة لصوت الرئيس بن علي وهو يقرأ نص بيانه الشهير. هذا البيان الذي تضم?ـن م?ْـعظم تطلعات التونسيين ون?ْـخبتهم? بعد أن أشرف النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي على الانهيار الكامل? ومنذ ذلك التاريخ? دخلت تونس في دورة جديدة دون أن تقطع مع العهد السابق. حيث فتح الرئيس بن علي لأول مرة قصر قرطاج في وجه الأحزاب والمثقفين من غير الم?ْـنتمين للحزب الدستوري الحاكم منذ استقلال البلاد عن فرنسا في مارس 1956. في أجواء حرب الخليج الثانية? اندلعت المواجهة بين السلطة وحركة النهضة? فكان ذلك إيذانا بنهاية سريعة لف?ْـسحة نادرة وبداية تغيير جوهري لأسلوب تعام?ْـل النظام مع المعارضة والمجتمع المدني.حيث بدا جليا أن زين العابدين بن علي لم يكن يرغب بتداول السلطة? لكنه في المقابل كان في البداية? وقبل أن تستق?ـر أوضاعه نهائيا? يميل لإشراك أطراف عديدة في الل?ـعبة? بما