الأمم المتحدة تشارك “بالصمت” في تسويق الرؤية السعودية للحرب على اليمن
شهارة نت – متابعات :
كشف المؤتمر الصحافي الذي عقده مؤخرا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة (مارتن نسركي) عن موقف المنظمة الدولية المتلكئ من اتخاذ موقف حازم وحاسم إزاء ملفي الإرهاب والأوضاع الإنسانية في اليمن.
في المؤتمر، حاصر الصحافي اللبناني (نزار عبود) بأسئلته المتحدث باسم بان كي مون، الذي أكد أن ” الوضع في عدن ليس آمناً”، وأن “الوضع الأمني في اليمن بشكل عام فيه تحدٍّ كبير “.
عبود كان قد سأله: “كيف تصفون الوضع الأمني في عدن على ضوء وصول 6000 جندي سوداني، كذلك حديث الرئيس الكولومبي بأن بلاده ستشارك بقوات في عدن، فهل الوضع آمن في المدينة، وبالذات لموظفي الأمم المتحدة؟”
وكان قد جرى التعتيم على تصريح الرئيس الكولومبي، بل أورد على أنه خبر بثته إذاعة كولومبية، سرعان ما نفت “قوات التحالف” صحته.
المسؤول الأممي أشار إلى أن الوضع في عدن ليس آمناً، وأنه لا يسمح لهم بالقيام بكل ما يريدون القيام به (في المجال الإغاثي)، بعكس ما تقوله وسائل الإعلام المؤيدة للتحالف.
ولكي لا يتعمق في الحديث عن عدن، قال: “على الرغم من ذلك، فإن لنا تواجدا في العديد من مناطق في اليمن. وتواجدنا يتركز على العمل الإنساني والإغاثي بشكل خاص، مع شركائنا من المنظمات المحلية.”
وأضاف: ” نحن نأخذ الوضع الامني بشكل جاد ونقيمه بصورة يومية وكما قلت فإن التحدي كبير، ولا يسمح لنا بالقيام بكل ما نريد القيام به من توزيع للمساعدات”، وكان الجميع حينها يعرفون أنه يقصد عدن؛ خصوصا بعد اغتيال ضابط إماراتي يعمل في الهلال الأحمر.
وتعليقا على ذلك تساءل الصحافي نزار عبود: ” إذا كان الوضع من الخطورة كما تحدثتم، ولا يمكن للحكومة وهادي المكوث في عدن، بل وتم رجوعهم إلى الرياض، فكيف سيمكن تنفيذ القرار الخاص في اليمن إذا كانوا غير قادرين على التحكم بقطعة من الأرض؟!”
المتحدث باسم بان كي مون تهرب من الإجابة، وبمراوغة واضحة منه قال: ” المهم لدينا في الأمم المتحدة في هذه المرحلة هو تفعيل وإعادة العملية السياسية إلى مسارها”، فلحقه نزار عبود إلى هذا المربع قائلا:
“بخلاف ما قاله ولد الشيخ، فالقرار 2216 لم يطلب وقفا فوريا لإطلاق النار، ولم ينص على تشكيل حكومة خلال 60 يوما، فهل توافقونه فهمه لنص القرار؟”
لم يجب مارتن نسركي، واعتذر أنه ليس عنده ما يضيفه على الموضوع، ثم اختتم المؤتمر الصحافي قائلا: “لست مسؤولا عن تفسير ما قاله لكم المندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الإعلام .. سيعود إلى نيويورك، حيث يمكنكم التحدث معه مباشرة والاستفسار منه”.
وأشار صحافيون إلى أن التهرب من الحديث عن عدن والجماعات المتطرفة، وعجز هادي وحكومة بحاح عن إدارة مدينة أو محافظة واحدة، مقابل إصرار أنصار الله على محاربة الإرهاب، كل ذلك يهدف لإفساح المجال لتسويق الرؤية السعودية، وكسب المزيد من الوقت لإنهاك الشعب وتدمير ما تبقى من البنية التحتية، وبأمل الحصول على استسلام الجيش اليمني واللجان الشعبية “أنصار الله”.