ما الذي حدث في قصر معاشيق الرئاسي بعدن؟!
شهارة نت – تقرير / عدن
تعددت الروايات لما حدث اليوم في قصر معاشق الرئاسي بمحافظة عدن، كما تعددت قراءات أسبابه وما يمكن أن يتمخض عنه من نتائج.
مواقع إعلامية تابعة أو موالية لهادي، قالت إن هجوما شنه من وصفتهم “بلاطجة” أو “مجاميع – عناصر مسلحة” على القصر، وأنه تم التصدي لهم.
موقع هنا عدن قال “إن مسلحين من البلاطجة حاولوا مهاجمة القصر الرئاسي، وتم التصدي لهم وملاحقتهم.” ونقل عن مصدر “أن قوة الحماية الرئاسية بقيادة نجل هادي (ناصر عبدربه) تمكنت من التصدي للهجوم وطرد جميع المهاجمين.”
وذيل الموقع الخبر بالقول: “إن استهداف القصر الرئاسي هو استهداف للتحالف والشرعية، وسيتم التعامل معه بقوة وحسم.” موضحا أن الهجوم يأتي “في ظل استعدادات ترتيب القصر الرئاسي وأن هادي سيعود إلى القصر بعد ترميمه وإعادة تأهيله.” ونقل الموقع عن مصدر أمني أنه تم القبض على 2 من المهاجمين وإصابة 3 وأن يتم التحقيق معهم.
رواية هنا عدن لم تذكر سبب الهجوم على القصر، وربطته مباشرة باستهداف “الشرعية وقوات التحالف”، مع أن المهاجمين مناصرين للشرعية والتحالف!
أما موقع عدن الغد فقد ساق رواية أخرى، “بدأت الاحداث عقب وصول محافظ عدن وعدد من المسؤولين الحكوميين الى القصر الرئاسي في زيارة هدفها اﻻجتماع بنجل هادي الذي يقيم في القصر منذ أكثر من شهر ونصف.” و “أن عددا من أفراد الحراسة قاموا بالذهاب إلى موقع اجتماع المسؤولين للمطالبة بصرف مرتباتهم التي قالوا إنها لم تصرف منذ اشهر.”
“وعند وصول الجنود إلى المبنى الذي كان يشهد اﻻجتماع، نشبت مشادات بين الجنود الواصلين المحتجين وبين حراسة نجل هادي تطورت الى تبادل لإطلاق نار دون سقوط ضحايا.” “وانسحب الجنود المحتجون ﻻحقا، وتمركزوا بالبوابة الرئيسية، مانعين دخول أو خروج أيا من المسؤولين.” الذين “اضطروا للاستعانة بطيران التحالف ﻻحقا لإخراج المسؤولين من القصر.”
واستندت وسائل إعلام عديدة لرواية عدن الغد، بينما أضافت مواقع أخرى خاتمة لها، كالتي أوردها “براقش”: تدخل “محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد لإنهاء التوتر، والتقى الجنود المحتجين وتم الاتفاق على صرف رواتبهم وتسوية أوضاعهم، مقابل انسحابهم من المواقع التي احتلوها وفتح الطريق من وإلى قصر المعاشيق والسماح بخروج المحاصرين.” ما يعني أن المسلحين كانوا قد تمركزوا في مواقع بمحيط القصر وقطعوا الطريق إليه، وحاصروا محافظ عدن ونجل هادي في الداخل.
وذكرت بعض المصادر الإعلامية أن “قائد المنطقة الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي، وعدد من القادة العسكريين كانوا في الاجتماع.” ونقل البعض منها “أن الهجوم لا يحمل بصمات “إرهابية” لتنظيمات متطرفة، وأنه تم السيطرة على الوضع.”
جميع الروايات تقاسمت أجزاء من الصورة، وتجنبت أن تظهر الصورة كاملة، كما قدمت وأخرت في تسلسل الأحداث، فذكرت- مثلا- أن الهجوم تم خلال اجتماع نجل هادي مع المحافظ وقائد المنطقة العسكرية، بينما الاثنان حضرا لتدارك الموقف والعمل على إيقاف المواجهات التي تجددت خلال وجودهما.
واللافت أن جميعها لم ترجع للمهاجمين، وتستوضح ما حدث، واكتفت بروايات شبه رسمية. أما الرواية التي حصلنا عليها فتقول إن عناصر من المقاومة والحرس الرئاسي لم يستلموا مرتباتهم منذ أشهر، وبعد أن تعبوا من المراجعة والمماطلات، قرروا التوجه لنجل هادي كي يطلعوه على الأمر؛ وأنهم فوجئوا بصدهم ومنعهم من الحديث معه؛ وتطورت المشادات الكلامية إلى إطلاق نار، بدأه أفراد من “الحرس الرئاسي” الذي يقوده ناصر عبدربه.
هذا التصرف الذي وصفوه بـ”المتعجرف” إزاء مطالبهم الحقوقية المشروعة، جعلهم يأخذون ردة فعل معاندة، فحاصروا القصر. بعدها، استنجد ناصر عبدربه بالمحافظ وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللذين هرعا للاجتماع مع نجل هادي، بدلا من احتواء الموقف. خلال ذلك، تجددت الاشتباكات، وتحدثت المصادر عن وجود قتيل وعدة جرحى، وهو ما لم يتم التأكد منه.
عندها، أصبح الموقف أكثر تعقيدا، فالمجتمعون محاصرون في الداخل، والعناصر المحتجة، من المقاومة والحرس الرئاسي تطوق القصر، وتقطع الطريق إليه.
وتجنبا لحدوث مواجهات شاملة، تم الاستعانة بقوات التحالف التي أرسلت مروحيتي أباتشي، نقلت ناصر منصور والمحافظ واللواء اليافعي وآخرين بعيدا عن الخطر.
وقراءة ما حدث، تخلص إلى استنتاج واحد، أن الأمور تدار في عدن بغباء، وأن هادي وبحاح وناصر عبدربه والمحافظ وقائد المنطقة العسكرية الرابعة جميعهم يتجاهلون المطالب الحقوقية التي يمكن تلبيتها بأقل القليل من الدعم المالي الذي تقدمه الرياض وأبوظبي!!
نقلا عن حصاد اليوم