عطوان يتسأل: أین طائرات “عاصفة الحزم” لنجدة الأقصى؟
شهارة نت – متابعات :
تتصاعَدُ وتيرةُ الأحداث في المنطقة علي رأسها الأراضي المحتلة يوما تلو الآخر وتتصاعد معها أصوات الاستنکار والاستهجان ضد الجرائم الصهیونیة التي ترتکب بحق الشعب الفلسطیني.
ففي مقایسة ظریفة بین الاوضاع القائمة في الاراضي المحتلة والاراضي الیمنیة المدمرة علي ید التحالف العربي کتب عبدالباري عطوان متسائلا عن عدم تدخل طائرات “عاصفة الحزم” لنجدة الأقصى.
فانتقد عطوان بقلم لاذع الصمت العربي تجاه ما یحدث في الاراضي المحتلة قائلا: لو كان الحوثيون “الرافضة” و”المجوس″ المدعومون من ايران هم الذين يقتحموت المسجد الاقصى ويعيثون فيه فسادا، ويعتدون على المصلين والحراس المدافعين عنه لربما شاهدنا الطائرات الحربية العربية من احدث ما انتجته المصانع الامريكية تتدفق، ومعها آلاف الجنود لنصرة القبلة الاسلامية الاولى، والدفاع عنها، ولكن الذي يقتحم الاقصى الآن هم اليهود المتطرفون “أهل الكتاب”، والاحتياط الاستراتيجي للعرب في حربهم المنتظرة ضد “المجوسي” الاكبر في طهران، ولهذا يقتصر رد الفعل العربي الرسمي على المناشدات الاستجدائية لمجلس الامن الدولي وقادة امريكا واوروبا للضغط على اسرائيل وتحذيرها من مغبة افعالها ومستوطنيها هذه، مثلما فعل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الاحد، وعدة ملوك ورؤساء وامراء آخرين.
واضاف عطوان: اقتحامات اليهود للمسجد الاقصى ليس امرا ملحا، والعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا، ليس بالقضية الخطيرة، والاعتداء على المصلين المرابطين دفاعا عنه مسألة روتينية لا تستحق العجلة، أَوْ هكذا يقول لنا السيد نبيل العربي امين عام جامعة الدول العربية، من خلال اعلانه بأن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون الاحد المقبل في نيويورك على هامش اجتماعات الجميعة العامة لبحث الانتهاكات الاسرائيلية المتزايدة.
وتسال الکاتب: لماذا يا سيد العربي الاجتماع يعقد في نيويورك وليس في القاهرة، أَوْ عمان، أَوْ الجزائر، أَوْ مقديشو؟ يرد علينا السيد “العربي” بالقول ان ذلك التأجيل يعود الى انشغال الوزراء بالسفر الى نيويورك؟ فهل سيسافر هؤلاء على ظهور البعران؟
وانتقد عطوان دور مصر والاردن في القضیة الفلسطینیة قائلاً: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر بدوره اليوم في مؤتمر صحافي من عواقب وخيمة لما سماه بالانتهاكات اليومية في المسجد الاقصى، وطالب اسرائيل باتخاذ خطوات جادة لنزع فتيل الأزمة.
وماذا يا سيادة المشير لو ان اسرائيل لم تنزع فتيل الازمة وتواصلت الانتهاكات في الايام المقبلة؟ هل ستطلب من القوات المصرية المرابطة في سيناء بعشرات الآلاف والمدعومة بالدبابات الحديثة والطائرات من طراز “اف 16″ ان تعرج على ايلات القريبة مثلا أَوْ تطير فوقها تحذيرا؟ لنضع الرد العسكري جانبا حتى لا نتهم للمرة الالف بالتحريض، والمبالغة فيه، ونسأل سؤالا آخر أكثر حضارية وسلمية واعتدالاً: هل ستقدم يا سيادة المشير على اغلاق السفارة الاسرائيلية التي اعيد افتتاحها قبل اسبوع فقط انتصارا للاقصى؟
لنترك الرئيس المشير السيسي جانبا، ونذهب الى الاردن حيث وقع خمسون نائبا اردنيا بيانا يطالب باغلاق السفارة الاسرائيلية، ومراجعة اتفاقات وادي عربة مع اسرائيل كرد على هذه الانتهاكات، ونسأل عما اذا كان العاهل الاردني سيستجيب لهذا البيان عمليا، ويغلق السفارة الاردنية، خاصة انه صاحب الوصاية الدينية على الاماكن المقدسة في القدس المحتلة، وتعرض حراسه الاردنيون الى الضرب والطرد عندما يهدأ الغبار الرسمي العربي.
وختم عطوان مقالته بالقول: لم يطلب احد عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، ولا منظمة التعاون الاسلامي التي نراهن ان 99 بالمئة من المسلمين في العالم لا يعرفون بوجودها، أَوْ مقرها، أَوْ امينها العام، ولذلك نقول لهؤلاء اذهبوا الى اليمن أَوْ سورية، أَوْ العراق، واتركوا الاقصى للمرابطين الذين يقاتلون ويضحون بدمائهم وارواحهم دفاعا عنه طلبا للشهادة التي يستحقونها، فانتم لستم اهلا له، وهو بريء منكم، ومن عجزكم المصطنع، وتواطئكم مع من يريدون تهويده