مؤتمر الفندق – عبدالله هاشم الحضرمي
أحدهم هي أيضاً مقر لمؤسسة الدولة التي يمثلها سواء الرسمية أو الحزبية، إذ يقع المقر الجديد للتجمع اليمني للإصلاح في غرفة عبدالوهاب الآنسي، كما أن الغرفة الخاصة بابن دغر مقر للمؤتمر الشعبي العام، بينما القصر الجمهوري ودار الرئاسة يقعان في جناح عبدربه هادي، ومن هذا الجناح الذي يتكون من غرفة نوم وصالة استقبال يصدر القرارات الجمهورية ويعقد الاجتماعات واللقاءات ويشرف على سير شؤون دولته المترامية في بقية أجزاء الفندق.
اجتماع الهارب بن دغر مع السفير الأمريكي الهارب أعقبه صباح اليوم التالي بيان صحفي يقول إن أعضاء اللجنة العامة والدائمة عقدوا اجتماعاً استثنائياً وقرروا عزل رئيس المؤتمر الشعبي الزعيم علي عبدالله صالح وتنصيب عبدربه هادي رئيساً بديلاً مع إحالة الأول إلى التحقيق والمحاكمة.
مجرد الحديث حول قانونية هذه الخطوة ومناقشة مدى اتساقها مع اللوائح الداخلية للمؤتمر الشعبي العام، يشكل صورة ساخرة شبيهة بحالة الدولة الفندقية، بل وتسليما بأنه يمكن أن توجد في التاريخ دولة بعاصمة وشعب ومؤسسات وأحزاب داخل فندق!
ومن حيث المبدأ، مجرد النقاش حول ما إذا كان عبدربه الهارب قد صار رئيساً للمؤتمر وصالح أصبح معزولاً من عدمه، نكتة سخيفة، ولكن الإشارة مهمة إلى الدوافع والأهداف التي تريد السعودية والسفير الأمريكي تحقيقها من هذه الخطوة.
جاء في بيان الانقلاب الفندقي أن «لا شرعية حزبية لأي وفد يمثل المؤتمر الشعبي العام يكون مرشحاً من قبل صالح في أي مشاورات».
وهنا بيت القصيد الذي يعكس مساعي السعودية إلى إحباط عقد المباحثات التي دعت إليها المنظمة الدولية والمقررة أواخر الشهر الجاري، وتأجيل موعد إرسال الوفود المشاركة إلى جنيف بالخوض في أزمة تمثيل المؤتمر.. مؤتمر العدوان المنتج فندقياً أم المؤتمر الشعبي العام المقاوم للعدوان؟.
وفي نهاية المطاف، ما يحدث هو أن السعودية تزيح عن جسدها المتهالك طوق النجاة