سلمت يا مصر
الإرهاب الأسود القاتل هو إرهاب يستهدف شعب مصر البطل والشعب المصري العظيم لقادر ان يكون موحد وواحد في مواجهة الإرهاب البشع …
لتتوحد الأيادي والجهد ولنكون جميعا على قلب رجل واحد من اجل مصر عربية حرة قوية وواحدة موحدة.. وعزاؤنا للشهداء والوحدة لمصر العروبة والتاريخ والحضارة .
في ساعات الظلام الدامس تحركت فئة ضالة من المجموعات الظلامية لتستهدف ضرب وحدة شعب مصر ولتبث حقدها وسمومها بخبث ومكر ودهاء لتنال من مصلين مسيحيين في يوم العيد عيد السيد المسيح .. وتناثرت الجثث وسقط الأبرياء وامتزجت دموع الفرح بالحزن الشديد والألم .
ان التفجير الإرهابي أمام كنيسة القديسين بمحافظة الإسكندرية المصرية والذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا وحوالي 97 جريحا بينهم ثمانية مسلمين هو تعبير واضح عن عمل إرهابي منظم ولم يكن من قبيل الصدفة بل جاء بعد النجاح البارز لمصر العروبة بكل الاتجاهات السياسية والدبلوماسية والأمنية والعلمية التي تشهدها مصر منذ مطلع التسعينات وحتى اليوم حيث عملت مصر بصمت الرجال وتألق الأبطال علي بناء المؤسسات المهنية القادرة أن تكون في مصاف الدول الكبرى وان تلامس احتياجات المواطن وان توفر الحياة الكريمة لمواطن يستحق أن يكون له الأفضل .
إن العملية الإرهابية التي ارتكبت ضد كنيسة القديسين وأودت بحياة عشرات الضحايا والجرحى المسيحيين والمسلمين تأتي في سياق محاولات تقويض الوحدة الوطنية في مصر بالتزامن مع مخططات ضرب وحدة العراق والسودان واليمن ولبنان.
إن ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ.
إن تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الإرهاب .
إن الهجوم الذي استهدف كنيسة “القديسين” هو عمل إرهابي منظم? جاء في وقت له حساسيته في مطلع عام جديد? وأنه جاء بمخطط من خارج مصر على وجه التحديد? لأنه كانت هناك شواهد وتهديدات في الماضي القريب وخاصة من قبل قيادات الموساد الإسرائيلي ولعل التصريحات التي أدلى بها اللواء عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الإسرائيلية “أمان” في 3 نوفمبر ترجح صحة ما ذهب إليه البعض في اشاره واضحة ان هذا العمل لا يمكن ان يكون بمعزل عن ادوات الموساد ? فخلال مراسم تسليم مهامه للجنرال أفيف كوخافى ? قال يادلين :” إن مصر هى الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية وإن العمل في مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979 “..
ونقلت صحيفة “كل العرب” الإلكترونية التى يصدرها عرب 48 عن يادلين القول أيضا :” لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما?ٍ ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية لكى يعجز أى نظام يأتي بعد حسنى مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر”.
وقدم يادلين الذي كان أحد المرشحين لرئاسة الموساد خلفا?ٍ للجنرال مائير داجان صورة تفصيلية لعمل الاستخبارات الحربية الإسرائيلية فى فترة رئاسته داخل أراضى عدد من الدول العربية مثل مصر والسودان وسوريا ولبنان.
واعترف في هذا الصدد بدور إسرائيلي واسع في مساعدة الحركات الانفصالية بالجنوب السوداني ? قائلا :” لقد أنجزنا خلال السنوات الأربع والنصف الماضية كل المهام التي أوكلت إلينا واستكملنا العديد من التي بدأ بها الذين سبقونا ? أنجزنا عملا?ٍ عظيما?ٍ للغاية في السودان? نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية فى جنوبه ودربنا العديد منها وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجيستية لمساعدتهم ونشرنا هناك فى الجنوب ودارفور شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية ونشرف حاليا?ٍ على تنظيم الحركة الشعبية هناك وشكلنا لها جهازا?ٍ أمنيا?ٍ استخباريا?ٍ”.
وعلى صعيد العمل الاستخبار الإسرائيلي فى الأراضي اللبنانية ? قال يادلين: “لقد أعدنا صياغة عدد كبير من شبكات التجسس لصالحنا فى لبنان? وشكلنا العشرات مؤخرا?ٍ وصرفنا من الخدمة العشرات أيضا?ٍ وكان الأهم هو بسط كامل سيطرتنا على قطاع الاتصالات فى هذا البلد ? المورد المعلوماتى الذي أفادنا إلى الحد الذي لم نكن نتوقعه? كما أعدنا تأهيل عناصر أمنية داخل لبنان من رجال ميليشيات كانت على علاقة مع دولتنا منذ السبعينيات إلى أن نجحت وبإدارتنا فى العديد من عمليات الاغتيال والتفجير ضد أعدائنا فى لبنان وأيضا?ٍ سجلت أعمالا?ٍ رائعة فى إبعاد الاستخبارات والجيش السوري عن لبنان وفى حصار حزب الله”.
واعتبر يادلين أن اغتيال القائد العسكري اللبناني عماد مغنية واحدا من أخطر العمليات التي قامت بها إسرائيل في السنوات الأخيرة وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تطلق عليه الاسم الكودى “الساح