فلسطيـن …. عنوان التآخي الإسلامي المسيحي
قضية التعايش الإسلامي المسيحي في فلسطين ? ت?ْعد من النماذج الإيجابية القليلة بالمقارنة مع أي من الدول الأخرى ? خاصة مع بعض الأحداث التي تمس الطائفتين ومحاولات البعض المتكررة شرخ هذا النسيج من خلال إثارة النزعات والخلافات ? وبرغم الإختلاف العقائدي إلا أن فلسطين ظلت نموذجا?ٍ لهذا التعايش مسجلة أعلى نسبة في العالم من حيث المعاناة المشركة والتضحية المشتركة بين أبناء فلسطين من الطائفتين .
لم تكن فلسطين يوما?ٍ ولن تكن صاحبة مشروع تفرقة بين أبنائها ? هؤلاء الذين ماتوا من أجل الدفاع عن الأرض ? وكانوا ولازالوا أشقاء في الأسر خلف القضبان عند م?ْحتل أراد ضرب هذا النسيج أكثر من مرة ? وتعرضوا للموت مرات ومرات في المهد وغزة والقيامة .
لقد كان ولازال العديد من المناضلين المسحيين موجودين في ذاكرتنا ? لأنهم أعطوا فلسطين والقضية الفلسطينية الكثير من الجهد والعرق ? وناضلوا إلى جانب شعبهم دون النظر إلى الطائفية أو العقائدية ? وكان المبدعين سواء في عملية البناء في مراحل الثورة والإنتفاضة وك?ْل مراحل النضال الفلسطيني ? لأن الوطنية العربية في فلسطين كانت أكبر من ك?ْل المسميات ? ورفضت فلسطين وأرضها الطاهرة ك?ْل محاولات التفرقة والتحيز .
لقد كان هناك إندماج كامل في مشروع الدفاع عن فلسطين ? ولم تكن الطائفية بأي حال من الأحوال هدفا?ٍ ? بل كانت فلسطين هي العنوان الأكبر ? وكانت القدس وبيت لحم هما نقطة الإلتقاء في المصير ? فكم من هؤلاء شكلوا حالة من النضال الذي سيكتب عنهم التاريخ دوما?ٍ ? فمن إيميل الغوري ? إميل حبيبي ? باسل عقل ? بشارة الحجار ? توفيق زياد ? الأب إبراهيم عياد ? الشهيد الرفيق جورج حبش ? الدكتور حنا ناصر? البطريرك ميشيل صباح ? عطا الله حنا ? القس صالح سابا ? القس عقل إبراهيم عقل ? المطران كابوتشي ? حسيب الصباغ ? سعيد خوري ? حنان عشراوي ? الأب مانويل مسلم .
أسماء معروفة بمواقفها الفلسطينية ? كانوا ولازال البعض منهم رفاق درب في عملية التحرر من الإحتلال ? منهم من سقط شهيدا?ٍ وكان منارة لك?ْل المثقفين والأحرار في العالم ? رفاق درب ياسر عرفات ? اختلفوا معه وكان لهم مواقف متباينة ? لكنهم لم يختلفوا على فلسطين بأنها القضية الأهم والأبرز .
عائلات غزة المسيحية ? تعيش إلى جانب الإسلامية ? بمحبة وتآخي وعلاقات اجتماعية تجعلك لا تستطيع التفريق بينهم ? عادات وتقاليد فلسطينية يغلب عليها طابع الصمود في وجه العدوان والحصار ومؤامرات إسرائيل التي طالت ك?ْل شيء ? ففي غزة عاش المسيحي إلى جانب المسلم في محنة الحرب ? سقط منهم الجرحى ود?ْمرت بيوت البعض منهم ? وقفوا بك?ْل شجاعة إلى جانب أبناء شعبهم وساعدوا في عمليات المساعدات وتقديم المؤن اللازمة للعائلات في بعض المناطق التي كانت تحتاج إلى مساعدة .
لقد عايشنا بعضا?ٍ من القيادات المسيحية ? التي شكلت جزءا?ٍ هاما?ٍ من صورة غزة الم?ْشرقة التي أعطت العالم أجمع صورة للفلسطيني الذي يعيش بأمن واستقرار اجتماعي ? في ظل عنصريه قاتلة تعيشها بعض المجتمعات في الغرب وأوروبا ? فكان المسيحي والمسلم عنوان للعطاء الذي لا يمكن أن يفرقه دين ولا طائفة ولا حزب ولا عائلة .
في هذه المناسبة السعيدة ? وفي احتفالات أبناء شعبنا من الطوائف المسحية بالأعياد ? أحببنا أن نكتب بعض الكلمات التي من الواجب علينا التذكير بها ? عرفانا?ٍ منا بالإخوة التي تجمعنا معهم ? والمصير الذي نعيشه معهم ? فكلنا أبناء شعب واحد ? نموت معا?ٍ ونحيا بكرامة وعزة معا?ٍ .
إعلامي وكاتب فلسطيني
rm_sh76@hotmail.com