التهديدات الاسرائيلية – صراخ العاجز
التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد غزة وعلى لسان أكثر من قائد تدلل على أن الغطرسة والغباء الإسرائيلي بدأ يتفاعل بشكل كبير ويشق مجراه نحو ارتكاب حماقات جديدة ضد شعبنا الفلسطيني وقادة المقاومة . الأمر الذي يدعونا للتيقظ لما تحيكه زعامات الغطرسة والغباء داخل البيت الإسرائيلي ..فهذه القيادات عودتنا دائما على إراقة الدماء للخروج من مأزقها ..ولم تستخلص العبر من هزائمها المتكررة ..تعود اليوم ومن خلال ممارساتها العدوانية اليومية الى تكرار السيناريوهات من جديد .. سيناريوهات سفك الدماء وقتل الأبرياء..دون أن تجري حسابات دقيقة لمعادلة الربح والخسارة .
برغم التهديدات الإسرائيلية المتواصلة والتلويح بعصى العدوان .. إلا أن إسرائيل اليوم أعجز من تخوض غمار حرب مدمرة قد تعمق عزلتها وتزيد من الانتقادات العالمية لها .. وحتى لو أرادت فهي غير مؤهلة عسكريا وداخليا لمثل هذا العدوان .. فقوة ردعها تراجعت بشكل كبير وقوة أطراف الصراع الأخرى كحزب الله وحماس تعززت وباعتراف اسرائيل ..وبرغم عجزها وتراجع قوة ردعها الا أنها ماضية في تهديداتها ..وقد يقودها غباؤها لارتكاب عدوان جديد يسبقه اغتيالات لقادة المقاومة.. كل شيء وارد في السياسة الإسرائيلية لأنها تنطلق من حسابات غبية وغطرسة لا مثيل لها .
ليس هناك خيار أمام إسرائيل للخروج من مأزقها الدبلوماسي والعالمي الا الإقدام على عمليات اغتيال لقادة حماس وحزب الله بهدف لملمة الوضع الداخلي والحفاظ على الائتلاف الحكومي لنتياهو .. فالاغتيال من وجهة نظرها هو الأسهل من الناحية العسكرية ويجنبها خوض حرب ضروس غير مضمونة النتائج.. فهي وان لوحت بالحرب فإنها على الأقل في الظروف الحالية عاجزة عن خوضها ..كونها لن تخرج منتصرة منها الأمر الذي سيشوه صورتها ويحط من هيبتها داخليا وعالميا ويجعل أوراقها التفاوضية ضعيفة للغاية.. لكن علينا أن لا نستبعد خيار العدوان..فإسرائيل وان كانت غير مؤهلة له ? إلا أن حساباتها الغير متزنة تدفعها لارتكاب حماقة أخرى تضاف إلى حماقاتها السابقة.
المؤسسة الحاكمة في إسرائيل تواجه مأزقا عالميا بسبب إفشالها للعملية التفاوضية وهروبها من دفع استحقاقات التسوية .. فعلى الصعيد الأمريكي أصبحت مؤسسة غير ذي مصداقية ولا يؤتمن لها وكذالك الأمر على الصعيد الاوروبي .. إما على الصعيد الداخلي فهي تقف على كف عفريت..غير قادرة على تنفيذ وعود بالأمن والاستقرار للمواطنين ! عاجزة عن إحداث أي انفراج في الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتأزمة عاجزة عن التقدم خطوة واحدة على طريق التسوية .. وحتى لو أرادت إلا أنها ستصطدم برفض الأحزاب المشاركة بالائتلاف الحكومي كحزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة ليبرمان وحزب “شاس” بزعامة يشاي .. كل هذه الأمور تجعلها حكومة عاجزة ومشلولة.. وعرضه لمزاودات حزب كاديما بزعامة ليفني.
هذه الأمور مجتمعة ستحفز إقدام إسرائيل على ارتكاب عملية حربية أو مخابراتية تفك قيود عزلتها الدولية والداخلية .. وأي عدوان على أطراف الصراع لن يكون بصالحها ..لكن علينا أيضا أن نأخذ بالحسبان غباء حكام إسرائيل وغطرستهم ..هذا الغباء الذي سيحفزهم بشكل وآخر على ارتكاب عمليات لا نعرف طبيعتها ..لكننا نرجح أن تكون عمليات اغتيال لقادة فلسطينيين أو لبنانيين ..وربما تسوقهم غطرستهم للإقدام على عدوان جديد ضد لبنان أو غزة أو حتى إيران