الكوتا النسائية “طيرمانةتعزل فيها النساء بمقاييس الرجال”
سعادة الأخ رئيس مجلس النواب اليمني المحترم
سعادة الإخوة النواب المحترمون
تحية طيبة وبعد ???
من يستطيع العيش بدون تلك المعطاءة ومن قال أنها نصف المجتمع وهي في الحقيقة تمثل أكثر من ذلك فهي هبة الله وإحدى عطاياه المؤهلة للرجل لتكتمل معها سعادته ويضمن الديمومة في الحياة? فبدونها تتوقف الحياة عن التجدد وبدونها يفقد الجمال روحه فهي عطر الحياة وعبقها وجانبها المضيء? وهي الأم في العطاء? وأخت الرجال صاحبة الحكمة ?والعقل الراجح ?والزوجة المطيعة المخلصة …..إنها حفيدة بلقيس وأروي ?فتغييب دورهذا الكائن الجميل الودود وعزله عن العملية السياسية بحجة إن الحضور السياسي لها ضعيف? يضر في مجرى الحياة العامة للوطن الغالي اليمن ويعزلها عن دورها الإنساني والحضاري التي أكدت عليه جميع الديانات السماوية وديننا الإسلامي الحنيف وتعتبر مقياس الدول المتحضرة مدى مشاركة المرأة في مجالات الحياة العامة والسياسية? فكلما كانت المشاركة النسائية أكثر كانت تلك الدول أكثر تحضر وتقدم وتعتبر مشاركة المرأة جانب استقرار أضافي للدولة خاصة إذا أصبح لها قرار سياسي.
لذا يترقب المشهد السياسي على الساحة اليمنية نتائج مناقشتكم حول تعديلات المادة (63) التي تحتاج الى تعديل دستوري برفع مقاعد مجلس النواب من 301 إلى 345 ليخصص 44 مقعدا?ٍ للنساء وسط كل تلك النقاشات الخاصة بقانون الانتخاب سواء من حيث تقسيم الدوائر أو طبيعة النظام الانتخابي? أوالمطالبة بإشراف قضائي كامل ومستقل. إضافة الى فتاوى التيارات الدينية وصراعها أو تحالفها مع المعارضة متفاوتا?ٍ بشكل جذري. فلكل منهم وجهةنظروموقف من موضوع الكوتا النسائية.
و بداية وقبل استعراض ماأريد قوله بين اسطري التي أوجهه إليكم أناشدكم….. بأن لاتكون هذه الكوتا هي “طيرمانة بمقاييس الرجال” حيث والموضوع لم يأتي ثمرة لنضال المراءة اليمنية الغائبة في تلك المجالس الرجالية التى تداولت الموضوع وقدمته كعلاج يقضي على خطر يهدد الوطن الغالي على قلوبنا… فهو بعيد عن برامج التخطيط السياسي الذي يقدم المرأة بصورة سياسية.? وهو أقرب” لثقافة العزل منها للإدماج”…كنظام الطيرمانه في ثقافتنا حيث يعزل الناس في مكان جميل أعلى المنزل ويوهمون بأنهم في علية المنزل وهم في الأصل محبوسون داخل أنفسهم في تلك الغرفة الصغيرة? فلن تحقق المرأة? وفق هذا النظام? هدفها الحقيقي من تواجدها من المجلس النيابي ? بل أضيفت كديكور .
وفوق ذلك ومما زاد الطين بلة حافظتم على عدم ? إغضاب الرجال فلم يغيبوا من دوائرهم ? ولم تتنبؤبأن النساء الطامحات ببارقة الأمل هذه سيكتشفن إن هذا صنيعة “حسبة ذكورية” إما في الحزب الحاكم أو عند المستقلين? وفوق ذلك يخيل لنا بأن الجميع سيتعامل معنا لا كمرشحات لكل الناس بل على أساس أننا مرشحات النساءفقط?ويبقى الموضوع عائق للنساء المرتبطات بمؤسسات ذكورية ?ولهن مصالحهن المشتركة معهم… فهذا سيضمن للرجل بأن النساء التى في دائرته ستضل مجرد عدد في التصويت ولن تبادر لتتحالف مع نساء الكوتا التي تعني إيجاد حصة مخصصة وثابتة من مقاعد المجلس التشريعي للنساء في خدمة التشريع في اليمن وبالتالي التنمية التى ستدفع بنا الى التقدم والازدهار وذلك ضمانا?ٍ من الدولة لتمثيل النساء في مجالسها التشريعية.
ولذلك بدا المشروع حسب تنبئ بعيدا?ِ عن مايخص عزوف المرأة عن المشاركة ?أو ضعف التمثيل? ونسبة المشاركة البرلمانية ……الى شكل تنظيمي يقصد به “طيرمانه تحشر بها النساء بعيدا عن العمل السياسي”.
وفي النهاية دعونا نطرح على أنفسنا هذا السؤال… هل نحن مع دعم دور المرأة في العمل السياسي أم لا?
إذا كنا مع دعمها علينا البحث عن الآليات والوسائل بشكل علمي ومدروس وبشكل يتناسب مع طبيعة وظروف المجتمع ومرحلة التقدم التي يمر بها ولتكن الكوتا ولكن مع مايخدم المجتمع ككل
فاصلة:
نظام الكوتا النسائية يهدف إلى إعادة الاعتبار للمرأة بسبب التمييز الذي تعرضت له تاريخيا لذلك نرى إن للكوتا النسائية مزايا وايجابيات كثيرة منها:
§ ان الكوتا تعطي الفرصة السريعة للمرأة للوصول الى قبة البرلمان والمشاركة في الحياة السياسية.
§ الكوتا تعطي الفرصة للمرأة من أجل اثبات قدراتها السياسية والتي لا تقل مهارة عن الرجل وتعطيها الفرصة لمواكبة التطورات السياسية والمشاركة في اتخاذ القرارات… وتكون قادرة على خدمة المجتمع وقضايا المرأة…
نهاية المطاف : انا لست ضد الكوتا ولكن ضد ان تحشر النساء كديكور نيابي لاتغني ولاتسمن من جوع