ومازالت الثورة الإعلامية في الجزائر مستمرة…
بدأت المقاومة الوطنية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي منذ نزوله أرض الجزائر? وكان أقواها حركة الجهاد التي أعلنها الأمير عبد القادر الجزائري في [1848هـ-1832م]? واستمرت خمسة عشر عام?ٍا, وتوالت الثورات دون توقف, إلى أن تأسست جبهة التحرير الجزائرية وانطلقت الرصاصة الأولى معلنة اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في الفاتح من نوفمبر 1954 الذي يصادف عند الأوروبيين يوم “عيد جميع القديسين”, و تعرف الثورة الجزائرية باسم”ثورة المليون شهيد”? وقد كانت حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي خاضها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية ,وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمر? 132عاما . إنها ثورة الجزائر, الدرس المناضل المقاوم الذي نقلة كل ثوار العالم العربي إلى بلادهم , وكانت فلسطين من أهم تلك البلاد لأنها كانت الأرض الخصبة لانطلاق ثورة مسلحة لمواجهة المد الصهيوني ومواجهة خطط اليهود فكانت انطلاقة الثورة الفلسطينية الحديثة في الأول من يناير عام 1965 أي بعد فترة قليلة من انتزاع الجزائر للاستقلال الوطني وقيام دولة الجزائر المستقلة.
إن الشعب الجزائري من أولى الشعوب التي احتضنت الشعب الفلسطيني و قضية العادلة وما زال إلى يومنا هذا ولحظتنا هذه التي نسجل فيها ثورة أخري يحتضنها الإعلام العربي الجزائري جزءا من الثورة التاريخية للشعب العربي الفلسطيني, إنها الثورة الإعلامية من اجل القضية الفلسطينية , ثوابتها, قادتها ,عظمائها ,مناضليها و أسراها لتسجل كل يوم من أيامها المجيدة , و تنقل الحقائق أولا بأول لكافة شرائح الشعب الجزائري الذي يتابع عن كثب مقاومة الشعب الفلسطيني وتعدد أشكالها في فلسطين.
إذا كان لا بد لكل ثورة من مفجر ثائر مكافح عنيد, فقد كان مفجر الثورة الإعلامية الحالية رجلا?ٍ لا نقول عنه إلا أنه “عاشق وطن” ومناضل?َ عتيد هو عزالدين خالد, فقد أسس مع بعض المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني لحركة إعلامية عاتية سرعان ما وجدت الدعم الصادق والاهتمام الحقيقي من قبل كافة الصحف الجزائرية كصحيفة الجزائر نيوز والشعب الجزائري فكان الكاتب الجزائري المعروف و الذي قرأنا له العديد من المقالات الأخ احميدة عياشي مدير عام صحيفة الجزائر نيوز و الأخ الأستاذ عبد النور بوخمخم الأمين العام للفدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين أول الملتحقين بالثورة الإعلامية العتيدة
توالت الثورة الفلسطينية الإعلامية في الجزائر وتصاعدت بتصاعد حرب التهويد و الاستيطان المستمرة في القدس العربية ,فقد كان للإعلام المقروء دور?َ كبير?َ في توعية القارئ والمواطن الجزائري بما يدور في القدس العربية الإسلامية, فبادرت “الشعب” الجزائرية ,تلك الجريدة العربية الثائرة بتخصيص ملحق أسبوعي باسم “الشعب المقدسي” للتعريف بحجم معاناة أهل القدس وشرح صمودهم بالصورة والكلمة, فكان الملحق منبرا رائعا للعديد من الكتاب الجزائريين والفلسطينيين والعرب الذين اصطفوا كلهم في خندق واحد ,في مشهد لا تستطيع الكلمات وصف روعته, وما كان لهذا العمل أن يصل إلى لب كل ثائر إلا بجهد ثائر إعلامي حقيقي وهو الأخ الكاتب عز الدين بوكردوس المدير العام و مسئول صحيفة الشعب الرسمية و الأخوة السعيد اقرايت ومختار سعيدي مدراء التحرير ولفيف من الصحفيين والمهتمين الإعلاميين بالجريدة.
اليوم تتواصل المسيرة و تتواصل الثورة العاتية برغم محاولات البعض عرقلة وإعاقة هذه المسيرة وتناميها ليس لشيء وإنما جهلا?ٍ وغيرة وحسدا, بالإضافة إلى أن هذا الجهد الواعي يكشف عجزها عن قيادة مثل هذا الدور الوطني, فحاولت مصادرة وتأميم النشاط الفلسطيني بما يضمن هيمنتها وسيادتها على المشهد ويبقي انتفاعها المادي , وقد ردت الشعب الجزائري بلسان حالها أنها صحيفة الشعبين الفلسطيني و الجزائري على السواء, وأنها صحيفة كل الثائرين و العابرين إلى الحرية و الاستقلال , و أكدت أنها ستستمر في دعمها للثورة الإعلامية في الجزائر شاء من شاء وأبى من أبى.
لقد سجلت هذه الثورة منجزات عديدة فقد كانت انطلاقة مؤتمر الجزائر يومي الخامس والسادس من ديسمبر 2010 لنصرة الأسري في القابعين في باستيلات بني صهيون بقصر الأمم بنادي الصنوبر تحت رعاية رئيس جمهورية الجزائر الشقيقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومن تنظيم حزب جبهة التحرير الوطني , والذي تبن?ي العديد من الإجراءات والفعاليات على المستوي الوطني والعربي والدولي وأرسل في نفس الوقت رسائل عديدة وهامة للرأي العام الغربي مفادها أن قضية الأسري الفلسطينيين ستصبح من الآن فصاعدا قضية الحرية الأولى, وبالتأكيد فأن هذا الحدث لم يأتي عبثا ولا نتيجة عمل عشوائي وإنما جاء تأكيدا مطلقا بان الجزائر تتضامن بالمطلق مع الشعب الفلسطيني في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني و في يوم ذكري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, واليوم تمضي هذه الثورة في طريق النصر وتتجاوز الصعاب والعقبات التي لم تنل من تقدمها