هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ت?ْعلن عن تنظيم مؤتمر عالمي للآثار بدولة الإمارات في مارس
أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن تنظيم مؤتمر دولي حول الآثار بدولة الإمارات العربية المتحدة? بمشاركة خبراء محليين وعالميين? وذلك في مدينة العين يومي 30 و 31 مارس القادم 2011 ? متابعة لاستراتيجية الهيئة في حماية وصون المصادر الأثرية الغنية في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة? والبحث فيها والترويج لها.
وتتبنى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رؤية شاملة للثقافة تضم التراث المادي وغير المادي على حد سواء? و تسخ?ر جميع مواردها للحفاظ على الأصول المعمارية والأثرية? مع العمل على تطوير الفنون والثقافة بمختلف أوجهها.
وتواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تكثيف جهودها في حفظ وحماية التراث الثقافي المادي في إمارة أبوظبي وإدارته وتطويره بما في ذلك المواقع الأثرية والثقافية والمباني التاريخية والمقتنيات الأثرية والمخطوطات? فضلا عن حفظ التراث المعنوي لإمارة أبوظبي وتطويره من خلال دمجه في الحياة اليومية للمجتمع? وتشجيع إحياء العادات والتقاليد وممارستها? ودعم الأبحاث والتعاون المؤسساتي بهدف التشجيع على فهم أفضل لثقافة وتراث أبوظبي والإمارات والعالم العربي.
ومن جهة أخرى تعمل الهيئة على إنجاز مشروع شامل لإعداد الخرائط لكافة مواقع البقايا الحيوانية المتحجرة في أبوظبي? حيث تنتشر غالبية هذه المواقع على طول امتداد المنطقة الغربية.
هذا إضافة لتكثيف جهود توثيق المواقع الأثرية المنتشرة في مناطق واسعة من إمارة أبوظبي? وذلك من أجل حصر المواقع المختلفة وتسجيلها في قاعدة بيانات خاصة.
وقد وثقت الهيئة في مطبوعاتها الرسمسة ومشاركاتها الخارجية في المحافل الثقافية الدولية? أهم معالم التراث المادي في دولة الإمارات? ومنها ما يزيد عن 1200 موقع أثري تمتد من عام 3000 قبل الميلاد إلى فترة الجاهلية المتأخرة قبل ظهور الإسلام? إضافة لما يزيد عن 100 مبنى تاريخي يرجع تاريخ بعضها لـ300 عام خلت? فضلا عن ثروة حقيقية من المعلومات والصور عن المناطق الثقافية المهمة.
وترجع الاكتشافات الأثرية في أبوظبي إلى الفترة ما بين 2000 إلى 2500 قبل الميلاد ? وهي تمثل أجزاء مترابطة من حضارة عريقة تعرف عالميا باسم “حضارة أم النار”. فقد ساهمت التنقيبات عن النفط في اكتشاف مقابر حجرية قديمة? وتم العثور على دلائل وعلامات على وجود مستوطنات ومقابر ومعالم حضارة لسكان كانوا يتمتعون بالمهارة في تذويب النحاس? وكان لهم اتصالات تجارية قوية مع مختلف مناطق آسيا.
وفي جزيرة مرواح تم? الكشف عن هياكل عظمية أثبتت الأبحاث والاختبارات أنها تعود لأفراد ينتمون لشعب استوطن أبوظبي منذ ما يزيد عن 7500 سنة.
كما تتميز مدينة العين بثراء معالمها التاريخية التي تعود للعصر الحجري والعصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الهيليني? وعصر الجاهلية? وما بعد ظهور الإسلام.
وكانت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد أعلنت في يناير الماضي? وفي إطار التعاون الفني المشترك مع أبرز المؤسسات العلمية في العالم في مجال أعمال التنقيب عن المواقع الأثرية والمتحجرات? عن اكتشافات جديدة عبارة عن متحجرات تضم جمجمتين كاملتين لتماسيح ضخمة كانت تعيش في المنطقة التي كان ينساب فيها نهر قبل نحو 8 ملايين سنة مضت? وذلك نتيجة لأعمال حفريات مشتركة بين إدارة البيئة التاريخية بالهيئة من جهة وجامعة ييل ومتحف بي بودي للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى.
وقام فريق العمل بدراسة تفاصيل الصخور بهدف فهم أفضل للبيئات القديمة حيث اكتشف للمرة الأولى دليل على وجود النمل الأبيض الأحفوري.
ومن الضروري تقديم الحماية اللازمة للحفاظ على الطبقات الجيولوجية المترسبة من الحقبة الميوسينية المتأخرة نظرا لأنها تمثل أكثر الأمثلة على هذه الطبقات اكتمالا?ٍ واحتفاظا?ٍ بشكلها الأصلي في أراضي شبه الجزيرة العربية بأسرها.
وتتواصل الجهود الحثيثة للقيام بحماية هذه المواقع وحفظها بما فيها من متحجرات من الأخطار المختلفة بالتنسيق مع بلدية المنطقة الغربية ومجلس التخطيط العمراني. كونها تعتبر مهمة جدا?ٍ على الصعيد العالمي والمحلي والإقليمي لأنها الأمثلة الوحيدة للمتحجرات في المنطقة. وذلك باستكمال إنشاء الأسيجة الواقية حولها. حيث أن هذا العمل يشكل جزءا?ٍ من استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للحفاظ على المناطق الأثرية المهمة في أبوظبي.
ومما يجدر ذكره أنه تم اكتشاف المزيد من المواقع تعود جميعها إلى عمر يتراوح ما بين 6 إلى 8 ملايين سنة مضت. احتوت على نوعيات عالية الجودة من المتحجرات حيث عاشت أنواع كثيرة من الحيوانات في تلك المنطقة في ذلك الوقت من بينها الفيلة وأفراس النهر والظباء والزراف والقرود والقوارض والحيوانات آكلة اللحوم الصغيرة والكبيرة والنعام والسلاحف والتماسيح والأسماك.
ورغم أن هناك دليلا?ٍ على أن الظروف الصحراوية كانت موجودة آنذاك كما هي الحال الآن. إلا أن هذه الكائنات قد مد?ها النهر الكبير الذي كان يجري بأسباب الحياة حيث كان يتدفق ببطء عبر المنطقة. علا